عادي

«وتترنح الأرض».. السرد صوت الوجع

23:07 مساء
قراءة دقيقتين
2403

الشارقة: عثمان حسن

تنحاز رواية «وتترنح الأرض» لدعد ديب إلى الوجع السوري، وهي تعتمد تقنية «الفلاش باك» وتعدد الأصوات السردية، كما أنها محملة بشخوص متخيلة من التاريخ والأساطير.

حظيت الرواية بردود فعل إيجابية من حيث جمال لغتها وتأرجحها بين مستويات الشعر والفكر والحوارات الفلسفية الاجتماعية والسياسية والإنسانية، من خلال بطليها ممدوح وبارعة.

قارئ يثني على جمال الرواية بتسليط الضوء على لغتها العالية فيقول: «لغة شاعرية بلاغية، ويمكن إنتاج قصائد كاملة من نصوص الرواية، كما أن فصولها مستقلة عن بعضها، ولا يربطها سوى موقف الكاتبة من العالم والواقع المعيش».

وفي ذات السياق تشير قارئة إلى نص الرواية الذي يتأرجح بين الشعر والفلسفة والمونولوج والحبكة الوامضة، حيث تنضح فصول الرواية بالوجع السوري اللاّهب منذ سنين، وهي تشير إلى مستهل الرواية الشاعري الذي يوحي لوهلة بالتأمل، ولكنه سرعان ما يضيء على عقلية فلسفية، ووقفات طللية على قصة حب ذهبت أدراج الرياح بين (بارعة وممدوح) يفوح عطر صداها منذ عهد بعيد.

«شخصيات مثقلة بالخيبات».. وهذا استهلال لقارئ يسلط الضوء على عتبة العنوان، الذي ينفتح على مدلولات متعددة، تأخذ المتلقي إلى لعبة تأويلية متشابكة مع الميثولوجيا السومرية، فيشير إلى الثور الذي يحمل الأرض على قرنيه، وهو رأي يتعزز بصورة غلاف الرواية ويقول: «ما يشد الانتباه هو مناورة النص التي تبدأ من العنوان، فالكاتبة لا تقدم الشخصيات مباشرة، إنما تتيح الفرصة للإبانة عن مستوى هذه الشخصيات، من خلال استرجاع لحظات فارقة، واستبطان ذاتي».

ويشير قارئ إلى أسلوب الرواية، وهو ليس تقليدياً على الإطلاق، حيث شخصياتها محمولة على لعبة الضمائر التي وظفتها الكاتبة، فهناك ضمير الراوي وضمير المخاطب الذي يمكنه الولوج إلى الدواخل بحرية لا تقيدها الحواس، وإمكانات التوصيف التي تقتصر على ضمير المتكلم.. وهناك ضمير الغائب الذي يتنقل بين الراوي، وبين المخاطِب والمخاطَب، وهذا الضمير يستخدم لتقديم ما لا يمكن تقديمه من خلال ضمير المتكلم.

«حيث تبدأ الحكاية تنتهي، وعند نهاية سطرها الأخير تعود لتبدأ من جديد».. وهذا استهلال لقارئة، تعتبر الرواية مثقلة بالسوداوية والوجع الذي لا يتأتى من فراغٍ، بل من زمنٍ مشبع بالهزائم، هي كما تقول: «هزائم تعقبها هزائم، ولعنة مقيتة، حيث فسدت ضمائر البشر، واسودّت قلوبهم، فصارت الأرض خراباً، حيث المجازر التي تجتاح العالم، مروراً بمآسي العرب الموهومين بالحلم الغربي، الغرب الذي أباد كل الألوان على هذا الكوكب الشقي».

«هذا العمل مزج بين الرواية والشعر» وهذا رأي لقارئ أكد أنه يمكن كتابة قصائد نثرية كاملة من فصول الرواية، ورأى قارئ آخر أن الرواية قدمت وصفاً مضخماً للشخصيات، وكانت قصيرة من حيث حجمها، كما تضخمت بأفكار متزاحمة كان يمكن اختصارها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"