عادي

«نازلة دار الأكابر».. السرد مطهّر الماضي

23:46 مساء
قراءة دقيقتين
الغلاف
الغلاف

الشارقة: علاء الدين محمود

تطل رواية «نازلة دار الأكابر» للكاتبة التونسية أميرة غنيم، الصادرة عن داري «مسعى»، و«مسكيلياني» عام 2020، على الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية في تونس في الثلاثينات من القرن الماضي، حيث ترصد كثيراً من المحطات والتحولات في ذلك التاريخ، ولكنها تركز بصورة خاصة على قضية المرأة من خلال تناولها لشخصية المفكر الإصلاحي الطاهر حداد، الذي عُرف مدافعاً عن النساء في تونس؛ إذ اعتبر قضيتهن من دعائم تقدم البلاد، فهو يعتبر رمزاً من رموز الفكر المستنير، وتعمل الرواية على تصحيح صورته وإنصاف فكره.

وتحضر شخصية حداد ضمن النسيج التخييلي للرواية كرمزية تعيد الاعتبار لشخصيات وطنية أخرى مرموقة تعرضت بسبب مواقفها الفكرية إلى القهر الاجتماعي، ودفعت أثماناً باهظة بسبب الأنظمة السياسية، كما أن العمل يطل كذلك على الحياة الاجتماعية التونسية في الوقت الراهن.

الرواية وجدت تفاعلاً وصدى كبيراً في المواقع المتخصصة، حيث لقيت إشادة كبيرة من قبل القراء، خاصة في ما يتعلق بالفكرة وطريقة التناول.

«لوحة تونسية»، هكذا تحدث أحد القراء مشبهاً الرواية بالعمل الفني الجمالي، ويقول: «العمل جاء بمثابة لوحة يشكل التاريخ إطارها الخشبي المتين، فهي نتاج الإبداع والخيال الروائي من حيث الفكرة وخلق الشخصيات ومسار الأحداث والحبكة والتقنية المستعملة». وتناول آخر عنوان الرواية كعتبة مفسرة للنص، ويقول: «اختارت الكاتبة العنوان ببراعة كبيرة، فعبارة «النازلة» في اللهجة التونسية تعني «المصيبة». أما «دار الأكابر» فتعني بيت الأعيان وعلية القوم، وبالتالي فإن التسمية تشير إلى فكرة الصراع الاجتماعي بفعل الأفكار الجديدة وتصادمها مع القديمة».

«تنوير»، بهذا الوصف، تناولت قارئة فكرة العمل، حيث إن فلسفته تكمن في بث الوعي بالقضايا الاجتماعية وعلى رأسها قضية المرأة، وتقول: «على الرغم من أجواء القتامة ومشهديات البؤس في العمل، فإن الرواية تحمل رسالة تنويرية وتحتشد بالمعاني والصور الزاهية»، فيما يتوقف قارئ كثيراً عند اللغة التي وظفتها الكاتبة ببراعة ويقول: «استطاعت المؤلفة أن تشيّد صوراً وتنتج عدة مشاهد عبر لغة باذخة عذبة وقريبة من القلب، كما جاء الوصف بديعاً يصور الواقع الاجتماعي في الماضي والحاضر».

«إسقاط».. هكذا تحدث قارئ في سياق حديثه عن أسلوب الكاتبة وموضوع العمل، وقال: «عملت المؤلفة على تقريب موضوع الرواية من خلال استحضار التاريخ لأجل أن تسقطه على الوقت الراهن، فالعمل لا يعقد مقارنة بين الأمس اليوم، بقدر ما أنه يؤصل لقضية المرأة باعتبارها ظلت تُطرق باستمرار في التاريخ التونسي». وأشارت قارئة إلى أن الرواية تحض المتلقي على التفكير والتأمل، وتقول: «احتشد العمل بالأسئلة التي لم توضع بطريقة مباشرة؛ بل بصورة ذكية من خلال الأحداث ومنعطفات السرد».

«اعتراف».. هكذا أشار قارئ إلى العوالم والرسائل الخفية في العمل، وقال: «يقوم السرد في الرواية على أسلوب استعادة الماضي وإعادة تدويره من خلال ما يشبه طقوس الاعترافات، من أجل التطهر من كثير من الأخطاء التي ارتكبت من قبل بعض شخوص العمل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"