عادي
نبض المواقع

«كتاب الأوهام».. السرد يزرع الأمل

22:58 مساء
قراءة دقيقتين
1

الشارقة: علاء الدين محمود

تعد رواية «كتاب الأوهام»، التي صدرت طبعتها العربية عن دار «المتوسط»، 2019، بترجمة أسامة منزلجي، من أعظم الأعمال الإبداعية للكاتب الأمريكي بول أوستر، ويحكي فيها قصة الأستاذ الجامعي «ديفيد زيمر»، والذي يفقد زوجته وولديه الصغيرين في حادث تحطم طائرة، فتنقلب حياته رأساً على عقب، حيث يهرب من الحياة الاجتماعية وينزوي بعيداً عن الأنظار، إلى أن حدث معه منعطف جديد، عندما كان يُشاهد التلفزيون في أحد الأيام، إذ يصادف مقطعاً من فيلم مفقود نفذه الفنان الكوميدي من زمن السينما الصامتة هكتور مان.

أثار الفيلم الفضول لدى زيمر، والذي يقرر أن يسافر في رحلة حول العالم؛ للبحث عن كتاب لصاحب تلك الشخصية الغامضة هكتور مان، والذي كان قد اختفى عن الأنظار منذ عام 1929، وظن الجميع على مدى 60 عاماً أنه قد مات، لتتناسل الأحداث العجيبة الغريبة والتي من ضمنها لقاء يجمع «زيمر» ب«هكتور مان».

الرواية وجدت حفاوة كبيرة من القراء العرب في المواقع المتخصصة؛ حيث تباروا في الإشادة بالإمكانيات الكبيرة للكاتب.

«روائي عالمي»، كان ذلك وصفاً لقارئ تجاه ما لمسه من مقدرة كبيرة للكاتب في التعبير عن الإنسان في كل مكان، مستدعياً قول إدوارد سعيد: «الرواية بمعنى ما هي عمل فردي لكاتب اشتبك في ظروف يسلم بها الجميع»، ويقول القارئ: «كتب أوستر روايته بسلاسة شديدة، وتحدث عن مواضيع تهم الفرد في مختلف أنحاء العالم»، وتوقف آخر عند أسلوب المؤلف وتوظيفه للعديد من التقنيات السردية، ويقول: «اشتغل الكاتب على الحبكة ببراعة شديدة، ونسج خيوط السرد بإتقان وتفرد، الأمر الذي يجعل القارئ يتابع الأحداث بكل يسر».

«لوحة تشكيلية»، هكذا تحدث أحد القراء مشيداً بالإشراقات واللمسات الجمالية في العمل، ويقول: «على طريقة الرسامين الكبار، شيد الكاتب صوراً عامرة بالخيوط الملونة المتناثرة، بعضها قاتم والآخر مشرق، بحسب ضربات الفرشاة من حيث القوى والنعومة»، وقريب من ذلك شبه قارئ العمل بالفيلم، ويقول: «دراما باذخة، وحبكة أشبه بعالم السينما من حيث المشاهد البصرية والموسيقى التي يتخيلها القارئ عند متابعة الأحداث المتلاحقة، الأمر الذي وفر المتعة والتشويق والإثارة».

«التقاط»... بذلك الوصف، توقف قارئ عند مقدرة المؤلف على التعامل مع الأحداث البسيطة ليجعلها عامرة بالجمال، ويقول: «يمتلك الكاتب حس فنان، فهو يلتقط التفاصيل الصغيرة ويرفع من قيمتها ليجعلها مركزية داخل الأحداث، بل ويبني الحكاية في بعض الأحيان على واقعة أو مشهد بسيط غير مرئي، فالمؤلف يبعث روايته من أنقاض الحياة»، بينما لفتت قارئة إلى رسم الشخوص في العمل، وتقول: «يولي الكاتب مسألة تحرك أبطاله في الأحداث عناية كبيرة، فكل شخصية مرتبطة بواقعة أو فكرة، ورغم وجود بعض الشخصيات على هامش العمل فإن لهم أهميتهم وقيمتهم الكبيرة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"