سفينتنا إلى بر الأمان

01:46 صباحا
قراءة دقيقتين

متغيرات متسارعة يشهدها العالم من حولنا في حربه ضد فيروس «كورونا» تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التعاون والتآزر والالتزام بالإجراءات الاحترازية وتنفيذها حرفياً من دون تهاون، هي السبيل الوحيد لحماية الأرواح والخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، كما أن الاستعجال في عودة الحياة لطبيعتها يجب أن يحدث من دون تسرع يعيدنا إلى المربع الأول، كما حدث مع كثير من الدول من حولنا التي عادت إلى فرض الحظر بعد أن واجهت ضغطاً غير مسبوق على منظومتها الصحية.
إن المتأمل للجهود المبذولة من حولنا لمكافحة هذا الفيروس الخطير، طبياً وصحياً، يرى تلك الابتكارات والمشروعات والتجهيزات غير المسبوقة التي وفرتها الدولة للجميع، إضافة إلى ملحمة اللقاحات التي سيسجلها التاريخ بمؤشراتها المتقدمة في المنطقة، وتحوّل الإمارات إلى داعم مؤثر للشعوب من حولها في الإمداد، إلى جانب المشاركة العلمية التي لا تقدر بثمن في دعم الأبحاث العلمية الخاصة باللقاح، أو التصدي لهذا الفيروس، والتي حولت الإمارات إلى لاعب عالمي لا يستهان بدوره في هذا الجهد الدولي للتخلص من هذا الوباء بأسرع وقت، بينما انكفأت دول أخرى على نفسها، وعانت ما عانت من ويلات تسببت بانهيار منظومتها الصحية.
أقول ما أقول لأن هناك من يحتاج إلى التذكير، كل يوم، بتلك الحقيقة، وأهمية أن يكون شريكاً مؤثراً في هذا الجهد من خلال التزامه أولاً، وتقيّده بالتعليمات والإجراءات، وحرصه على سلامة الآخرين، وحمايتهم، وأن يعي أن ذلك يشكل أهمية بالغة لا ينبغي الاستهتار بها، علماً بأن المطلوب منه بسيط وسهل التنفيذ، ومتاح بسهولة من خلال قواعد عرفناها، وباتت طقوساً يومية، كارتداء الكمامة، وتطبيق التباعد، وممارسة قواعد الوقاية، في البيوت والمساجد والأسواق.
لقد أسهمت الدولة بجهد كبير في التخفيف عنّا من آثار هذا الفيروس في مجالات اقتصادية متنوعة، شملت مبادرات ودعماً وإعفاءات كثيرة، إضافة إلى تحمّل المسؤولية في التسريع لعودة الحياة التي اشتاق إليها الجميع، لكن ذلك لا يعني أن نبادل ذلك بالاستهتار، ومخالفة التعليمات، بل إن رد الجميل يكون بالوقوف صفاً واحداً لتحقيق النجاح المنشود، وتفعيل الرقابة الذاتية حتى تصل بنا السفينة إلى برّ الأمان، ولتكون، بإذن الله، من أولى السفن التي تصل.
الاقتناع، وتقدير جهود الآخرين، والشعور بأننا ركاب سفينة واحدة، تحتاج إلى العمل الجماعي لمواجهة العواصف التي تعترضها، أمور لا تقبل النقاش، وكل ما يعارض ذلك مستهجن، وغير مقبول، ويعرقل كل جهد مبذول، نسأل الله له التوفيق والسداد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"