عادي
في مقر المركز الدولي للزراعة الملحية

افتتاح مختبر علوم الحياة الصحراوية للأبحاث الجينية المتقدمة

00:00 صباحا
قراءة 4 دقائق
3
2
1

افتتحت أمس الخميس في مقر المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) منشأة جديدة للأبحاث الجينية المتقدمة تحت اسم «مختبر علوم الحياة الصحراوية»؛ بهدف تعزيز الأبحاث الجينية حول تطوير محاصيل ذات خصائص صحية وتغذوية وتكيف أفضل لتحقيق أنظمة غذائية مستدامة.

يمثل «مختبر علوم الحياة الصحراوية» مشروعاً مشتركاً بين إكبا والمنظمة العالمية للمجينات التي تعتبر أكبر منظمة للبحوث الجينية في العالم، وسيُسهم هذا التعاون في تسريع وتيرة اكتشاف وتطوير الأغذية والمحاصيل الأخرى المناسبة للبيئات الهامشية التي تتصف بأنها نظم بيئية زراعية تقيدها مجموعة من العوامل مثل ندرة المياه وملوحة التربة والمياه والحرارة والجفاف وغيرها من العوائق.

وأكدت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن مختبر علوم الحياة الصحراوية يعدّ مبادرة رائدة وإضافة مهمة لجهود تعزيز الأمن الغذائي في دولة الإمارات، ويواكب أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051.

وقالت: «تؤدي ظاهرة التصحر المتفاقمة نتيجة للتغيرات المناخية إلى زيادة البيئات الهامشية التي تفتقد بدرجة كبيرة إلى الموارد الطبيعية؛ لذا فإن البدء في زراعة محاصيل ذات قيمة غذائية عالية تكون قادرة على النمو داخل هذه البيئات الهامشية، يعدّ أولوية استراتيجية في دولة الإمارات».

وأضافت: «يُسهم مختبر علوم الحياة الصحراوية برؤيته المبتكرة في مساعدة البلدان التي تعاني من تحديات البيئات الهامشية نفسها، وذلك من خلال توفير الأبحاث المتقدمة حول المحاصيل الزراعية ذات القيمة الغذائية العالية، والتي تستطيع النمو داخل تلك البيئات، وهو ما يمكن أن يسهم في تمكين دولة الإمارات من لعب دور مهم في المساعدة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لا سيما الهدف الثاني والخاص بالقضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030».

وأوضحت أن إنشاء مختبر علوم الحياة الصحراوية يعدّ إحدى ثمار التعاون الاستراتيجي بين إكبا والمنظمة العالمية للمجينات، ويتماشى مع هدفهما المشترك المتمثل في مواجهة التحديات العالمية، مثل الجوع والفقر، من خلال استخدام أحدث العلوم والتقنيات، منوهة بأن المختبر سيُسهم في تلبية احتياجات المؤسسات العامة والخاصة لدراسة أنواع مختلفة من التسلسل الجيني في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى.. وهذا المختبر مصمم خصيصاً لإجراء دراسات تسلسل الجينوم الكامل والتنميط الجيني بالتسلسل والميتاجينومية وعلم النسخ ودراسات أوميكس الأخرى.

والمختبر مجهز ببعض أحدث معدات التقنيات الحيوية، بما في ذلك منصة تسلسل من الجيل التالي (DNBSEQ-G400RS)، وجهاز الموجات فوق الصوتية المركز M220، ونظام اجيلنت بايوانلايزر 2100، وجهاز تفاعل البوليمراز المتسلسل بالزمن الحقيقي ابلايد بايوسيستمز.

ويتميز المختبر أيضاً بتجهيزات مثل الإصدار الرابع من مقياس التألق كيوبت فلورومتر وآلات تفاعل البوليمراز المتسلسل (بيور آند ابلايد سيستمز)، وأجهزة طرد مركزي عالية السرعة، وأفران تعقيم وأغطية التدفق الصفائحي وغرف النمو.

وقالت الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام بالإنابة في إكبا: «يتمثل هدفنا في إكبا في توفير حلول - بدءاً من المحاصيل وصولاً إلى التقنيات - لمشاكل كثيرة تؤثر على الزراعة وإنتاج الغذاء في البيئات الهامشية في جميع أنحاء العالم».

وأضافت: «نأمل من خلال مختبر علوم الحياة الصحراوية أن نتمكن من تلبية احتياجات مختلف شركائنا بشكل أفضل، ومن بينهم المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة والعلماء وواضعو السياسات في دولة الإمارات والدول الأخرى، وسيُسهم المختبر في تنفيذ الأبحاث الخاصة بزراعة محاصيل وأغذية أخرى أكثر تكيفاً.

من جانبه قال الدكتور رن وانغ المستشار الخاص لرئيس المنظمة العالمية للمجينات: «إن دعم حكومة دولة الإمارات وإدارة إكبا لمختبر علوم الحياة الصحراوية المشترك بين إكبا والمنظمة يعكس الرؤية الاستراتيجية لتعزيز القدرات البحثية النباتية للمركز إلى مستوى جديد، بالإضافة إلى توسيع نطاق الجهود الرامية لإيجاد حلول للتحديات في البيئات الهامشية في العالم.. ففي عصر علم الجينوم لعلوم النباتات اليوم ستعمل المعدات الحديثة للمختبر المشترك أيضاً على تعزيز التبادل والتعاون بين إكبا والصين، موضحاً أن هناك حوالي 100 مليون هكتار من الأراضي الزراعية المعرضة للملوحة في الصين.

يهدف المختبر إلى إجراء سلسلة كاملة من أبحاث علم الجينوم بدءاً من دراسات الارتباط على مستوى الجينوم وصولاً إلى التحليل الميتاجينومي للتربة، ويُسهم في برنامج الإمارات حول الأمن الغذائي وبرامج المساعدات الخارجية، وسيدعم بشكل مباشر برنامج تعزيز الأمن الغذائي والموارد الجينية النباتية.

وبشكل أكثر تحديداً سيسهل المختبر العمل على زراعة أصناف محسنة من المحاصيل تتسم بملاءمتها للظروف المحلية وبالكفاءة العالية من حيث استخدام الموارد.. وسيستخدم أيضاً في التوصيف الجزيئي والتحليل الجيني للموارد الجينية النباتية المتاحة في بنك الجينات التابع لإكبا، والذي يحتوي على حوالي 15140 مدخلاً تنتمي إلى 270 نوعاً نباتياً مقاوماً للجفاف والحرارة والملوحة من أكثر من 150 دولة وإقليماً حول العالم، بما في ذلك حوالي 270 عينة بذور من 70 نوعاً من النباتات البرية والمزروعة من جميع أنحاء دولة الإمارات، ويمكن للمختبر أيضاً تقديم خدمات مماثلة لبنوك الجينات في البلدان الأخرى، في إطار التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف.

(وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"