أسبوع إفريقي بامتياز

01:14 صباحا
قراءة 3 دقائق

168 عاماً قد مرت على انعقاد أول نسخة من إكسبو، التي استضافتها العاصمة البريطانية لندن وصولًا إلى النسخة الحالية إكسبو 2020 دبي، الذي يعزز من كون دبي حلقة وصل بين دول العالم، في ضوء حجم المشاركة الكبيرة ل192 دولة، ما يعكس موقع الإمارات المميز الذي يربط العالم.
هذا المعرض البارز والمهم على أرض الإمارات الذي يحمل شعار (تواصل العقول وصنع المستقبل) إنما يأتي في إطار اهتمامات قيادتنا الرشيدة بتطوير قدرات ومهارات الإنسان وتسخير التطور العلمي والتكنولوجي في خدمته على جميع المستويات، لا سيما أن الإمارات قد أحرزت العديد من المكتسبات في هذا الشأن خلال السنوات الماضية، بما يجعلها في مرتبة متقدمة على الصعيدين الإقليمي والدولي. 
وتسجل قارة إفريقيا في هذه النسخة تمثيلًا متميزاً بمشاركة حوالي 46 دولة إفريقية بنسبة تخطت 85% من إجمالي دول القارة، وهي التي لعبت دوراً متميزاً ككتلة تصويتية مهمة في فوز دولة الإمارات باستضافة إكسبو. ولهذا كان الأسبوع المنقضي من عمر إكسبو أسبوعاً إفريقياً بامتياز، فقد كان حافلًا بعدد من الزيارات لبعض رؤساء الدول الإفريقية إلى المعرض بغرض افتتاح الأجنحة الخاصة بها، وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم والتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة. 
فقد استهِل هذا الأسبوع الإفريقي بزيارة رئيس الكونغو الديمقراطية للبلاد، والذي وقع عدداً من اتفاقات التعاون ومذكرات التفاهم مع الإمارات، كما شهدت البلاد زيارة كل من الرئيس الراوندي بول كاغامي، والرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، اللذين شاركا في افتتاح جناحي بلديهما في إكسبو. 
وفي إطار هذا الزخم؛ أُعلن عن أول عقد استثماري في إكسبو بين الإمارات وأوغندا بقيمة 650 مليون دولار موزعة ما بين مشروعات الطاقة النظيفة والنقل والمعادن والصناعات الطبية. كما تخلل الأسبوع أيضاً انعقاد منتدى الأعمال العالمي-إفريقيا بحضور عدد من الدول الإفريقية مثل الكونغو وراوندا وموزمبيق، والذي يلعب دوراً مباشراً في تطوير العلاقات الإماراتية الإفريقية، خاصة على صعيد التبادل التجاري. 
لذلك، يُحسب لدولة الإمارات حرصها الشديد على الأخذ بيد الأشقاء الأفارقة إلى آفاق جديدة من التنمية والتقدم، من خلال الدعم المتواصل لإفريقيا ودور البوابة لها إلى جميع أنحاء العالم في إطار من الشراكة والتعاون المثمر في جميع المجالات، والنابع من إدراك القيادة السياسية الرشيدة أهمية القارة الإفريقية، وأنها هي المستقبل باعتبارها من أكثر مناطق النمو الاقتصادي الواعدة على مستوى العالم. 
فهذه المشاركة الإفريقية المتميزة في إكسبو دبي هي فرصة ذهبية للدول الإفريقية من أجل مستقبل أفضل في التنمية المستدامة، لا سيما أن إفريقيا تتطلع إلى تحقيق أهداف أجندة 2063 التي تسعى إلى تحقيق نقلة نوعية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية بهدف مواكبة آفاق التطور الاقتصادي والتنموي والتكنولوجي العالمي، لا سيما أن القارة الإفريقية تمتلك العديد من المقومات والإمكانيات الهائلة المهدرة من موارد وثروات طبيعية وبشرية هائلة. 
في النهاية، التوجه الإفريقي نحو دبي واحتضان دولة الإمارات لوفود العديد من الدول الإفريقية المشاركة في محفل عالمي مهم (إكسبو) يعد دليلًا واضحاً على عمق العلاقات الإماراتية الإفريقية، ويفتح المجال أمام المزيد من التطلعات الإيجابية في تعزيز روابط التواصل وتعميق الشراكات بين الجانبين، وذلك بفضل رؤية القيادة السياسية الرشيدة والثاقبة لتتحول الإمارات إلى قوة إقليمية ودولية فاعلة خلال السنوات القليلة المقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"