عادي
تنظمه مؤسسة خولة للفن والثقافة في حي دبي للتصميم

«50 عام 50 عمل فني».. نافذة على إبداعات إماراتية

00:14 صباحا
قراءة 4 دقائق

دبي: زكية كردي

انطلقت في حي دبي للتصميم، مساء أمس الأول الأربعاء، فعاليات معرض «50 عام 50 عمل فني» الذي تنظمه مؤسسة «خولة للفن والثقافة»، المنصة الفنية التي أسستها حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، في أبوظبي لرعاية فن الخط العربي بجميع مدارسه واتجاهاته، بالتعاون مع «k جاليري»، وذلك في إطار احتفالات المؤسسة بعيد الاتحاد الخمسين.

شهد المعرض مشاركة واسعة من كبار الفنانين والمبدعين الإماراتيين والشباب الموهوبين والمتخصصين في مختلف الفنون البصرية والتشكيلية والموسيقية، بالإضافة إلى نخبة من الشعراء والأدباء.

تضمن الحدث الذي تتواصل فعالياته حتى 30 ديسمبر/كانون الأول الجاري عرضاً لإبداعات 36 فناناً إماراتياً، تنوّعت بين الخط والرسم والمجسمات التي تجسد تراث وتاريخ وثقافة الدولة؛ إذ يهدف المعرض الذي يأتي تحت رعاية سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي إلى دعم المبدعين والموهوبين من أبناء الإمارات، ونشر الفن والثقافة الإماراتية التي تمتاز بحرصها على تجسيد تراث الآباء والأجداد، مع المحافظة على عناصر الحداثة في الأعمال الفنية.

بالأحبار شكلت الفنانة فاطمة الحمادي عملها الأول على الورق، بأسلوبها المميز برسم الحروف تبعاً لنمط جمالي يتجاوز دلالة العبارة والكلمة، مضيفة ألوان الأكريليك إلى العمل الآخر الذي توسط أعمالاً عدة في قسم الحروفيات، وتقول: الجمال هو العنوان الذي يعبر عن علاقتي بالحرف العربي، فأنا أرسمه ولا أكتبه ولا ألتزم بأية قواعد غير قواعد الجمال التي تخضع لتطويع الخطوط والألوان تبعاً لقوانين اللوحة الفنية، ولفتت إلى أهمية هذا اللقاء لفناني الإمارات في هذه المناسبة الوطنية، خاصة موضوع المعرض الذي تمحور حول عام الخمسين، والأعمال التي تدور في فلك حب الإمارات في تنوعها وانسجامها الإبداعي؛ حيث حرص كل فنان على تقديم أفضل ما عنده هنا.

من أعمال الفنانين الشباب المميزة استوقفنا التساؤل أمام لوحة خالد الأستاد، وغزالته ذات النصف المعكوس، والتي أراد بها الإشارة إلى القسم الخفي في كل شخصية مهما كانت قريبة منا حسب قوله، فالنصف الذي في النور يبرز الشكل الطبيعي، بينما نره في الجانب المظلم والخفي نمطاً معاكساً لما يراه ويعرفه الناس.

وبأسلوب فريد ينقلنا الفنان الشاب حمد الشامسي، إلى مساحة كلاسيكية جميلة في لوحته «الآباء المؤسسون»، التي شكلها بألوان تبعث الطمأنينة، وأشار إلى أهمية تجربته مع مؤسسة «خولة للفن والثقافة»، والتي دفعته للانتقال بفنه من مرحلة إلى أخرى، موضحاً أنه كان يعتمد الرسم بالفحم على لوحات أصغر حجماً، ثم بدأ يمنح نفسه مساحات جديدة في سياق تطور تجربته كفنان.

وأشار الفنان محمد الأستاد إلى خصوصية هذه المناسبة التي تجمع فناني الإمارات تحت سقف واحد؛ حيث حرص معظم الفنانين على الحضور، سواء بالمشاركة أو الانضمام إلى فناني المعرض، احتفاءً بهذا اللقاء الجميل، ويوضح أنه يشارك بعملين من فترتين زمنيتين مختلفتين، الأول عبارة عن عمل واقعي بعنوان «الموجة» ويجسد تفاصيل اصطدام الموجة بالشاطئ بأسلوب تصويري يعجّ بالحياة، أما الآخر فهو أيضاً امتداد لعلاقة الفنان بالشاطئ، وهو ينتمي إلى تجربة فنية خاصة عرف بها الأستاد، وأطلق عليها «دانات الشواطئ»، ويعتمد فيه على دفن لوحته في رمال الشاطئ مع بعض القطع المعدنية لفترة من الزمن، منتظراً التشكيلات العبثية المفاجئة التي تتركها عليها ترسبات الصدأ والرمال.

يتفرع المعرض عن مبادرة «50 عام 50 مبدع»، التي تم التعاون من خلالها مع 50 فناناً ومبدعاً إماراتياً في شتى المجالات الفنية والأدبية؛ لخلق حاضنة إبداعية لهذا الحوار الفني، وهي المبادرة التي أطلقتها المؤسسة منذ تأسيسها حسب ريان عماد حقي، مديرة «k جاليري» ومنسقة المشاريع في مؤسسة خولة للفن والثقافة، وتقول: من هذه المبادرة قررنا التعاون مع 36 فناناً تشكيلياً وخطاطاً إماراتياً لإقامة هذا المعرض، وتم التنسيق معهم لعرض 50 عملاً فنياً احتفاءً بعيد الاتحاد الخمسين، ويضم المعرض أعمالاً تتسم بالتنوع بالأساليب والأنماط الفنية، كما يتسم بأنه جمع نخبة من الفنانين الإماراتيين المميزين من أجيال عدة تحت سقف واحد، والذين حرصوا جميعاً على حضور الافتتاح للاحتفال بهذا الملتقى الفني الفريد من نوعه، خاصة بهذه المناسبة الوطنية.

 

خولة السويدي: المعرض يجسد رحلة 50 عاماً من العطاء


قالت سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي: إن المعرض يجسد رحلة 50 عاماً من العطاء من خلال عالم الفن الذي يركز على الهوية الوطنية والتراث الإماراتي الأصيل؛ إذ يأتي الحدث في ظل احتفالاتنا بعيد الاتحاد الخمسين والتي تعكس مدى فخرنا واعتزازنا بصرح الاتحاد الشامخ وبقيم ومبادئ الآباء المؤسسين وبمسيرة الإنجازات التي تشهدها الدولة.
وتوجهت سموها في هذه المناسبة الوطنية العظيمة بأسمى آيات التهاني إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ، أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات.
وأوضحت سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي أن تنظيم هذا الحدث يأتي في إطار حرص المؤسسة على المساهمة في تعزيز مسيرة الحراك الفني والحضاري والثقافي التي تشهدها الإمارات، من خلال العمل على دعم المبدعين والفنانين الإماراتيين، وترسيخ حضورهم في التظاهرات الفنية سواء أكانت محلية لإلهام الأجيال المقبلة، أو خارجية للمساهمة في بناء جسور التبادل المعرفي والثقافي بين الإمارات والعالم. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"