عادي

تعرف إلى أستاذ مورينيو وجوارديولا والمعجب برونالدو

15:38 مساء
قراءة 4 دقائق
روبسون مع مورينيو ورونالدو
روبسون يوجه جوارديولا

متابعة: ضمياء فالح
هل تعلم ان السير الراحل بوبي روبسون، درّب برشلونة وتتلمذ على يده أعظم المدربين في العصر الحديث، مورينيو وجوارديولا.
كان روبسون مهاجماً قوياً ومتميزاً أيام لعبه في منتخب بلاده إنجلترا ونادي فولهام ووست بروميتش، واكتسب صفات جديدة مبهرة كمدرب حوّل نادي إبسويتش تاون الإنجليزي إلى مركز قوة حقيقي عندما قاده من عام 1969 حتى 1982.
بدأ صيت روبسون كمدرب يظهر أكثر بعدما توجه للتدريب في البرتغال حيث قاد نادي سبورتنج لشبونة في 1992، وبورتو العريق الآخر في 1994.
لكن كيف تعرف إلى مورينيو وجعله لاحقاً من أعظم المدربين؟
نظراً لأنه لم يكن يعرف اللغة البرتغالية، فقد احتاج روبسون إلى مساعدة من رجل صغير يحب كرة القدم ويعشق مراقبة الخصوم وتدوين نقاط ضعفهم، إنه جوزيه مورينيو الذي أقام مع روبسون علاقة وثيقة وأصبح مساعداً له عندما درب بورتو في عام 1994، ثم استعان به في برشلونة.
انتقل روبسون إلى تدريب برشلونة موسم 1996-1997 فقد انصت لنصيحة زوجته أيلسي «يجب على كل إنسان أن يرى البحر، أو الجبل، أو يمشي في الغابة كل يوم في حياته»، لذا كان يقود سيارته في نزهة بالقرب من البحر المتوسط صباح كل يوم قبل أن يباشر العمل في برشلونة الذي رفض مرتين عرضه، إخلاصاً لنادي ايبسويتش تاون في مطلع الثمانينات.
وفي صيف 1996 عندما كان في سِن الـ63 لم يستطع روبسون قول «لا» لبرشلونة، رغم أن مهمة تدريب برشلونة لا تناسب حياة عجوز يحلم بالاسترخاء قليلاً. وصل روبسون للنادي الكتالوني خلفاً ليوهان كرويف، ولم يكن يعرف كلمة بالإسبانية، وكان يعتمد على مترجمه البرتغالي الشاب جوزيه مورينيو الذي أصبح لاحقاً أحد أشهر المدربين في العالم.
صدم روبسون عندما علم أن كل مباراة لبرشلونة في ملعبه تعد هجمة للأعداء يجب صدّها، وكل مباراة خارج قواعده غزواً يجب الانتصار فيه، كما أن خلافة العملاق كرويف لم تكن سهلة، واعترف لاحقاً: «كرويف كان مثل الشبح يطاردني في أيامي الأولى».
كرويف كان يحضر مباريات الفريق، وكان ابنه جوردي مسجلاً في النادي عندما وصل روبسون، وغادر إلى مانشستر يونايتد مقابل 1.4 مليون استرليني في أول صيف للمدرب الإنجليزي.
وعن شراء برشلونة للبرازيلي الظاهرة رونالدو، عندما كان في سن 19 عاماً من ايندهوفن الهولندي يقول المحلل جراهام هنتر: «رونالدو لم يكن رجلاً بل بطلاً، جاء عندما لم يكن هناك إنترنت ولا سوشيال ميديا، ضجيج الناس فقط. 5 دقائق فقط في الملعب أمام أتلتيكو مدريد واصبح رونالدو ماتادور برشلونة بتسديدة من على بعد 25 ياردة في كأس السوبر، الجميع وضع يديه على رأسه إعجاباً، من ضمنهم مدربه روبسون، وفي اليوم التالي عنونت الصحف: الكثير من الأهداف بقليل من التمريرات».
وشبّه روبسون موهبة البرازيلي بمارادونا وقال: «شاهدت رونالدو وهو يتلاعب بـ5 أو 6 مدافعين، كان مثل مارادونا في أفضل أيامه، أو قريباً منه».
انقسم مشجعو برشلونة بين الباكين على أطلال كرويف والمتفائلين بروبسون «الجنتلمان» الذي بقي بعيداً عن صداقة لاعبيه تاركاً المهمة لمورينيو حتى بعد 5 سنوات على تعيينه. وطّد مورينيو صداقته بجوارديولا وأنريكي، وأصبح أنريكي من أقرب اللاعبين إليه في فلسفة الاعتماد على خط الدفاع. جوارديولا كان التلميذ المفضل لدى روبسون وكان المدرب يثني عليه كثيراً لشجاعته في التحدث بين الشوطين، وطلب منه بعد سنوات برسالة أن يلحق به في نيوكاسل وأضاف هنتر: «كان الفريق يضم شخصيات كبيرة، جوارديولا، ستويشكوف، لويس فيجو، رونالدو، جيوفاني لوران بلان، لويس أنريكي خوان بيزي. وشعر مورينيو بأن تعيين جوارديولا مدرب الرديف على حسابه وهو بطل أوروبا مع بورتو قلة احترام، كما حصل مع روبسون عندما تفاوض برشلونة مع لويس فان جال لخلافته». وبعد فوز برشلونة بكأس أبطال أوروبا على حساب باريس سان جيرمان في مايو/ أيار، وكأس الملك على حساب ريال بيتيس في يونيو/ حزيران، وعناق مورينيو وجوارديولا في الاحتفالات، بدأت رياح التغيير تهب على النادي بعد فوز الريال باللقب بفارق نقطتين، وعيّن برشلونة روبسون سفيراً للنادي لكن يعلق هنتر: «كان مجروحاً لدرجة أنه لم يعد يفكر في التدريب مجدداً، كان فعلاً يعزز فكرة الناس عن انتقامه اللطيف من النادي، وهو أخذ المال منه مقابل التنزه على الشاطئ، وقال لي مرة: «أتدري؟ هذه أعظم مهنة على وجه الأرض». اتصل بي بعد مقال كتبته عن ضرورة عودته للتدريب، وتحدثت معه فوافق على تدريب أيندهوفن مرة ثانية قبل أن يدرب نيوكاسل في 1999.
اتصل روبسون بتلميذه جوارديولا قبل مواجهة مانشستر يونايتد في نهائي دوري الأبطال 2009 وتمنى له التوفيق، لكنه رحل بعدها بشهرين عن عمر 76 عاماً، كما بقي مورينيو على اتصال بمعلمه حتى مماته.
قال جوارديولا خلال فيلم بوبي روبسون: هو أكثر من مدير، لقد تعلمت الكثير منه، قلت أريد أن أصبح مدرباً، بسبب الطريقة التي تعامل بها مع اللاعبين في برشلونة.

بوبي
روبسون مع بعض لاعبي برشلونة في 1996
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"