عادي

لا تتكلم بالنحو أبداً

22:18 مساء
قراءة دقيقتين
رغيد
رغيد جطل

رغيد جطل

قال رجل نحوي لابنه: إذا أردت أن تتكلم بشيء، فاعرضه على عقلك وفكر فيه بجهدك حتى تُقومه، ثم أخرج الكلمة مقومة، فبينما هما جالسان في الشتاء والنار مشتعلة، وقعت شرارة في جبته وهو غافل عنها، والابن يراه، فسكت ساعة يفكر ثم قال: يا أبت أريد أن أقول لك شيئاً، أفتأذن لي فيه؟ قال أبوه: إن حقاً فتكلم. قال: أراه حقاً. فقال: قل، قال: إني أرى شيئاً أحمر على جبتك، قال: ما هو؟ قال: شرارة وقعت على جبتك، فنظر أبوه إلى جبته وقد احترق منها جزء كبير، فقال للابن: لماذا لم تعلمني به سريعاً؟ قال: فكرت فيه كما أمرتني، ثم قومت الكلام وتكلمت به، فنهره وقال له: لا تتكلم بالنحو بعد اليوم أبداً.

سبق ملك الموت

مما ورد في نوادر أهل النحو أنه كان لبَعْضِهم ولد يتقعر في كلامه، فاعتل أبوه علة شديدة أشرف منها على الموت، فاجتمع عليه أولاده، وقالوا له: ندعو لك فلاناً أخانا، قال: لا إن جاءني قتلني، فقالوا: نحن نوصيه ألا يتكلم، فدعوه فلما دخل عليه، قال له: يا أبت قل لا إله إلا الله تدخل بها الجنة، وتفوز من النار، يا أبت والله ما أشغلني عنك إلا فلان فإنه دعاني بالأمس فأهرس وأعدس واستبذج وسكبج وطهبج وأفرج ودجج وأبصل وأمضر ولوزج وافلوزج، فصاح أبوه: غمضوني فقد سبق ملك الموت إلى قبض روحي.

ذهب جميع عمرك

من عادة النحويين أنهم يجرون قواعدهم في كلامهم، ويجدون أنهم يبخسون اللغة حقها إن هم سكتوا على خطأ أو لم يُعلموا غيرهم قواعد النحو. وورد أن نحوياً ركب سفينة فقال للملاح: هل تعرف شيئاً في النحو؟ قال: لا، فقال النحوي مستغرباً مستهجناً حاله: إذاً ذهب نصف عمرك، فلما اضطربت السفينة واشتدت الريح وكادت السفينة تغرق، قال الملاح للنحوي: هل تعرف السباحة؟ فقال: لا، فضحك الملاح وقال له: إذاً ذهب جميع عمرك.

عمرو سرق الواو

من بديع صنيع النحاة أن علمهم باللغة وقواعدها سبيل لنجاتهم إذا ضاقت بهم الخطوب وألجأتهم الحاجة إلى أشد الدروب. وروي أن أحد حكام مصر القدماء استدعى النحاة، وسألهم عن سبب ضرب زيد عمراً، فيما يتردد في أمثلة النحويين، وقد سجنهم جميعاً؛ لأنهم لم يعرفوا السبب، إلى أن جاء أحدهم، وقال عندي الإجابة، فقال: إن لم تحسن لحقت أصحابك، قال: عمرو يستحق الضرب والقتل، قال الحاكم مستغرباً: ولم؟ أجاب النحوي: لأنه سرق «واو» سعادتكم، وكان الحاكم اسمه (داود).

كلنا حماميز

كان لرجل من الأعراب ولد اسمه حمزة، فبينما هو يمشي مع أبيه؛ إذ برجل يصيح بشاب: يا عبد الله، فلم يجبه ذلك الشاب، فقال: ألا تسمع فقال: يا عم كلنا عبيد الله فأي عباد الله تعني؟ فالتفت أبو حمزة إلى ابنه، وقال: يا حمزة ألا ترى بلاغة هذا الشاب، فلما كان من الغد إذا برجل ينادي شاباً: يا حمزة، فقال حمزة ابن الأعرابي: كلنا حماميز الله، فأي حماميز الله تريد؟ فقال له أبوه: ليس يعنيك يا من أخمد الله به ذكر أبيه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"