عادي

د. لمياء توفيق:لم أشعر بالغربة يوماً في الإمارات

22:27 مساء
قراءة 3 دقائق
1

حوار: مها عادل
د.لمياء توفيق هي فنانة مصرية من مواليد دبي بالسبعينات، ممثلة قدمت عروضاً باللغات الإنجليزية والعربية والإيطالية مع العديد من الفرق المسرحية في دبي، وبصفتها حكواتية، شاركت في العديد من فعاليات الأطفال وأيضاً في مهرجانات سرد القصص كما روت قصصاً في معرض الشارقة الدولي للكتاب ومتحف اللوفر أبوظبي. وهي حاصلة على درجة البكالوريوس والماجستير في الصحافة والإعلام من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتوراه في دراسات الطفولة من قسم الإعلام وثقافة الطفل بمعهد الدراسات العليا للطفولة في جامعة عين شمس المصرية.

1

تستهل د.لمياء توفيق، حديثها عن بداية علاقتها بالإمارات قائلة: أنا من مواليد الدولة عام 1976؛ حيث جاء إليها والدي ليعمل في مجال الصيدلة وقضيت كل سنوات عمري داخل الإمارات ماعدا بضع سنوات عدت فيها إلى بلدي الأم مصر لإنهاء دراستي الجامعية والحصول على الماجستير ثم الدكتوراه. وهكذا نشأت أنا وإخوتي هنا وقضينا جميع مراحلنا العمرية فحتى أثناء دراستي بمصر كنت أمضي كل إجازاتي السنوية مع أسرتي في الإمارات فشعوري بالانتماء للدولة التي ولدت وترعرعت بها ليس له حدود.

1

وعن ذكريات طفولتها في دبي، تقول: كانت سعيدة بكل ما تحمله الكلمة من معان، وأعتقد بأنني كنت طفلة محظوظة لنشأتي بدبي؛ حيث إن التنوع الثقافي الذي تتميز به الإمارات كان له أثر بالغ في تنمية معلوماتي وتوسيع مداركي وهذا المناخ الثري كان له تأثير كبير ببناء شخصيتي، خاصة أنني تنقلت بين عدة مدارس خاصة وتخرجت في مدرسة حكومية هي مدرسة زعبيل الثانوية للبنات، وأعتقد بأن التنقل بين عدة مدارس والتنوع الموجود داخل المدارس وتعدد جنسيات المعلمات والطلاب عززت القدرة داخلي في فهم الآخر وقبوله والتعرف إلى العادات والتقاليد المختلفة للشعوب، إلى جانب الاعتياد على سماع لغات ولهجات مختلفة. وهذا المناخ المتسامح والقائم على التعايش والتنوع الثقافي الذي عايشته منذ طفولتي أثرى فكري وشخصيتي، إلى جانب جودة الحياة التي تميز أسلوب العيش بالإمارات منذ نشأتها.

1

وعن شكل وملامح الحياة وأماكن الترفيه بالدولة تقول: ذكرياتي بالإمارات لا تعد ولا تحصى، لكن أهم ما يميزها هي حالة الرضا والسعادة التي عايشتها أنا وأسرتي، فمع بداية الثمانينات لم يكن هناك عدد كبير من المراكز التجارية ولم تكن أغلب المعالم السياحية التي نفخر بها جميعاً الآن موجودة، لكن أذكر أن الحياة على الرغم من بساطتها كانت ممتعة وسبل الترفيه للعائلات كثيرة ومتعددة، فكنا نقضي معظم عطلاتنا الأسبوعية على شواطئ دبي مثل الممزر والحدائق المفتوحة. وأذكر أن زيارتنا لمعرض الكتاب بالشارقة كانت من الذكريات المحببة، وكلما حل موعد انعقاده حالياً بصورته المبهرة التي وصل إليها، تداهمني حالة من الحنين لذكريات طفولتي خاصة عندما كنت أزوره مع والدي؛ إذ كنت طفلة محبة للقراءة، وما زلت أذكر المرح واللعب في حديقتي الصفا والممزر.

وتحدثنا د د.لمياء توفيق، عن حجم التطور والتغيير الذي لاحظته في ملامح الحياة بالدولة عبر السنين وتقول: غادرت الدولة سبع سنوات من 2001 إلى 2008 لدواعي الدراسة وعند عودتي للإقامة فيها وجدتني في بلد جديد؛ إذ أصبحت أكثر حجماً والتوسع العمراني الذي حدث في دبي كان مذهلاً، كانت هناك طفرة حقيقية في جميع المجالات، وبالفعل احتجت أن أشتري خريطة لدبي للتعرف إلى ملامحها الجديدة. وما زالت الإمارات تدهشني بحجم ووتيرة التقدم والتطور الذي يفوق قدراتنا على استيعابه أحياناً، وهو الأمر الذي يدفعني للفخر بكل ما شاهدته فيها عبر السنوات وعادة ما أردد لأصدقائي من خارج الدولة أن الإمارات دولة تدهش قاطنيها قبل زائريها وعنصر المفاجأة في الدولة هو أسلوب حياة.

وتؤكد د.لمياء توفيق، عمق العلاقة التي تربطها بالدولة وإحساسها بالانتماء إليها، وتقول: الإمارات بلدي الثاني ولم أشعر يوماً بالغربة هنا وزاد فخري وانتمائي لها عقب التكريم الذي منحتني إياه بحصولي على الإقامة الذهبية بصفتي ممثلة مسرحية، وشعرت بالفخر الشديد لما توليه الدولة من اهتمام لرموز الفن والثقافة، وهذا أسلوب فريد من نوعه لدعم الفن والفنانين.

وتضيف: الإمارات نسيج واحد متناغم على الرغم من اختلاف الجنسيات والثقافات، فهنا خلطة استثنائية من القدرة على التعايش والتسامح والانفتاح على الثقافات الأخرى وتعلم اللغات المختلفة، وهذا الانصهار والاندماج وتبادل المعرفة والمعلومات بين الشعوب لا تقتصر على اللهجات والتقاليد، لكن تمتد إلى نوعية الأكلات والمطابخ التي تزدهر هنا، كما كان التنوع الثقافي غذاء لعقولنا وأرواحنا، وهذا التنوع أثرى حياتنا كثيراً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"