عادي
صنّاع الكتاب يتعرفون إلى الثقافة العربية في لندن

الشارقة تنقل رسالة سلطان إلى 20 ألف ناشر

23:09 مساء
قراءة 3 دقائق

اختتمت الشارقة برنامج فعالياتها ضيف شرف الدورة ال 49 من معرض لندن الدولي للكتاب، بعد ثلاثة أيام متواصلة من الاجتماعات والجلسات الحوارية والنقاشية، فتحت خلالها الباب أمام صنّاع الكتاب في العالم، لتوسيع أعمالهم وتعزيز حضورهم في سوق النشر الإماراتي والعربي، وقدمت رؤيتها في ربط أسواق النشر العالميّة، حيث استعرضت ما تمتلكه من بنية تحتية متطورة، وما تتمتع به من موقع استراتيجي يجمع القارتين الآسيوية والإفريقية.

وجسدت فعاليات الإمارة خلال المعرض، الذي أقيم في مركز أولمبيا بمشاركة أكثر من 20 ألف ناشر وبائع كتب ووكلاء أدبيين وأمناء مكتبات وممثلي وسائل إعلام من أكثر من 100 دولة، رؤية مشروع الشارقة الحضاري، الرامية إلى بناء جسور تواصل مثمرة مع مختلف ثقافات العالم، حيث شهدت عدداً من الأمسيات الشعرية، والجلسات الحوارية بمشاركة أدباء إماراتيين وإنجليز، إلى جانب سلسلة عروض تراثية فنية، نقلت جماليات الفن الشعبي الإماراتي.

جمعت فعاليات الإمارة، التي جاءت تحت إشراف هيئة الشارقة للكتاب، جهود مختلف المؤسسات والمبادرات الثقافية والإبداعية في الشارقة، حيث شارك ضمن جناح الإمارة كلٌّ من: اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وجمعية الناشرين الإماراتيين، والمنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، ودارة الدكتور سلطان القاسمي، ومنشورات القاسمي، ودائرة الثقافة في الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وجامعة الشارقة، ومجموعة كلمات، وبيت الحكمة، وثقافة بلا حدود، ومبادرة 1001 عنوان.

مسيرة حضارية

1

وقال الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائر العلاقات الحكومية في الشارقة، رئيس وفد الإمارة المشارك في المعرض: «إن العالم يحتفي بالبلدان والتجارب الحضارية التي تعرف قدر نفسها، وحجم مساهمتها في مسيرة الحضارة الإنسانية، ونحن في الشارقة فخورون أننا أبناء مشروع ثقافي وضع ركائزه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشروع ينطلق من قيم الثقافة العربية الأصيلة، ويقدم تجربة تنموية متفردة على مستوى المنطقة والعالم في الاستثمار بالوعي، والنهوض بدور الكتاب في صناعة مستقبل الإمارة، وما يمثله احتفاء معرض لندن الدولي للكتاب بالشارقة يؤكد أهمية التواصل بين الثقافات على قاعدة من التقدير والمعرفة الكافية في الوصول لعالم أكثر استقراراً وتطوراً، ومجتمعات أكثر وعياً ورقياً وتحضراً».

وأضاف: «في ظل ثورة الاتصال العالمية وانفتاح الثقافات على بعضها، لم نعد بحاجة إلى اكتشاف المشتركات التي تجمع بين الحضارات والأمم، بقدر ما نحن بحاجة للاحتفاء وتقدير خصوصية وتفرد كل هوية ثقافية، ونحن في الشارقة كنا حريصين خلال حضورنا ضيف شرف المعرض على التعبير عن مميزات الثقافة العربية والإماراتية، وما قدمته من إضافة للتجربة الحضارية الإنسانية، ونتطلع أن يفتح هذا الحضور مساحات جديدة من التواصل بين الثقافة العربية ونظيرتها الأوروبية».

احتفاء

1

أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، قال: «كان حضور الشارقة في لندن احتفاءً ليس من المملكة المتحدة بمشروع الشارقة الثقافي وحسب، وإنما احتفاءً عالمياً برؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، وما قدمته من تجربة تنموية شاملة قائمة على الاستثمار بالكتاب».

وأضاف: «حضور صاحب السمو حاكم الشارقة المتواصل لفعاليات المعرض ومشاركته منذ العالم 2008 قاد لهذا التكريم؛ إذ ظلت الشارقة تشارك في المعرض بجناح خاص منذ أكثر من 15 عاماً وعلاقتها مع مجتمع الناشرين الأوروبيين عميقة وكبيرة، ولمسنا حجمها بما شهدناه من تفاعل واهتمام كبير من ممثلي كبرى المؤسسات الثقافية والمعرفية، والناشرين والمثقفين والكتاب ببرنامج فعاليات الشارقة، وذلك ليس داخل المعرض فحسب، وإنما في مختلف المراكز والمؤسسات التي استضافت فعاليات الشارقة، واحتفت بالأدباء والمبدعين الإماراتيين».

وتابع: «إن قيادة صناعة النشر في المنطقة والعالم ليست تكريماً، إنها استحقاق وثمار جهود ونتيجة مقومات كبيرة، وهذا ما أثبتته الشارقة، فاحتفاء معرض لندن الدولي للكتاب، وقبله بأيام قليلة معرض بولونيا لكتاب الطفل، بالإمارة، هو رسالة من العالم إلى ما باتت تمثله الشارقة اليوم على خريطة صناعة الكتاب وإنتاج المعرفة، وفي المقابل نحن في الشارقة أدركنا مبكراً، بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، أهمية الثقافة في وضع الأمم والحضارات في مركز مسيرة الرقي والنهضة الإنسانيّة».

وشهدت مشاركة الشارقة في المعرض حضوراً مميزاً للأدباء والكتاب الإماراتيين والعرب، الذين احتفى المعرض بهم، كما استضافت المكتبة البريطانية، والمركز البريطاني العربي الأدباء الإماراتيين في أمسيات شعرية وجلسات حوارية ونقاشية، وقدمت الهيئة أعمال 59 كاتباً وأديباً إماراتياً باللغة الإنجليزية، حيث ترجمت أعمالهم في مبادرة تعد الأكبر من نوعها في المنطقة، بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"