عادي

هادي الأحبابي: حققت حلمي في «الفضاء»

22:54 مساء
قراءة 3 دقائق

العين: راشد النعيمي

في السادسة من عمره كان هادي حمد الأحبابي، مختلف الميل عن أقرانه من زملاء الدراسة ومن حوله، فلم تجتذبه الألعاب الإلكترونية مثلهم؛ بل كان يتسمر أمام شاشة الكمبيوتر مبحراً في شبكة الإنترنت ليتعرف إلى الفضاء ومكنوناته وعالمه الخفي الجذاب بالنسبة له، حتى تحول حلمه إلى واقع في وقت اتجهت فيه الإمارات نحو الفضاء وأعدت العدة لسبر أغوار المريخ. وبدأت مرحلة جديدة عبر مؤسسات وأحلام وبرامج دراسية طموحة، وجد هادي نفسه في إحداها طالباً في قسم الفيزياء بجامعة الإمارات بتخصص علوم الفضاء، بينما لا يزال يحلم بأن يكون مسافراً في مركبة فضائية تأخذه إلى العالم الذي يحب.

في بداية الحديث عن التخصص الذي أسر قلبه وامتلك كل اهتماماته وقاد توجهاته في هذه الحياة رد الأحبابي بثقه: نعم، منذ طفولتي وأنا أحلم بالفضاء، وعندما كبرت ازداد تصميمي على هذا التخصص، على الرغم من انتقادات كثيرة من زملائي وأقاربي، لكنني تحديت الجميع في سبيل تحقيق حلمي هذا. يضيف: لكل إنسان أحلامه في الحياة، ولكل مرحلة عمرية أفكار، فللمرحلة الثانوية من حياتي أهمية كبرى وأعترف بأنها صعبة لما فيها من تغيرات نفسية على الإنسان، لكنني كنت على قدر المسؤولية واستطعت أن أميز بين اللحظات التي كنا نلهو فيها وتلك الحاسمة في تحصيلي العلمي والمعرفي، وتمكنت من تحقيق حلمي، الذي كان يراودني منذ نعومة أظفاري عندما أفردت وقتاً كبيراً لدراسة المواد العلمية التي تختص بعلم الفضاء وخاصة مادة الفيزياء، لأنني كنت موقناً بأني سأدرس علم الفضاء الذي أسر تفكيري لسنوات طوال.

ولأن علم الفضاء كان حلماً لا يراه مستحيلاً اهتم هادي الأحبابي، بدقائق أبحاثه. يقول: كنت أقضي الساعات الطويلة على الإنترنت وأنا مستمتع جداً بقراءة أدق التفاصيل عنه، ولعلني أتذكر بأنني منذ كنت في الصف السادس كانت ميولي تختلف عنها لدى أقراني، فقد كنت أراهم يقضون أوقاتاً طويلة وهم يلعبون الألعاب الإلكترونية، أما أنا فقد كنت أبحث وأقرأ حول الفضاء.

ويضيف: بعد أن ولجت في هذه الدراسة وأبحرت في علومها، أدركت مدى أهميتها، وازددت إصراراً لكشف أغوار وأسرار هذه العلوم الحديثة، فلم أكن أتصور هذا الإعجاز العلمي، أما عن طبيعة دراستي في الجامعة فهي تقتصر على أبحاث نظرية، أملاً في أن أحقق حلمي برحلة فضائية لاستكشاف ما درسناه وتطبيقه عملياً، ووجدت أن هذه الدراسة ممتعة لأنها جزء من اهتماماتي وميولي، وأضافت لحياتي الشخصية متعة الابتكار وروعة الاستكشاف.

اهتمام كبير

يرى هادي الأحبابي، أن القيادة الرشيدة تعمل باستمرار لتطور بلدنا الحبيب، ولا تقتصر على علم دون آخر، لكن علوم الفضاء حازت منذ زمن على اهتماماتها، وهو ما دفع الجامعات لاستثمار علوم الفضاء في المستقبل، وتصميم برامج دراسية تواكب التطورات العالمية.

ويضيف: تخصص علوم الفضاء يهتم بمواضيع مختلفة ولها علاقة بالمجال مثل تكنولوجيا إطلاق الأقمار الاصطناعية وعلم الكواكب واستكشافها، دراسة الغلاف الجوي للأرض وبعض الكواكب وأيضاً استخدام الاستشعار عن بعد في دراسات علوم الفضاء الذي يتطلب التركيز على علوم الفيزياء الكلاسيكية والحديثة.

وعن علاقته بالتخصص يقول إنه أثر في جزء من سلوكه، لكنه يشعر بأنه يسير إلى الأفضل؛ إذ أصبح أكثر استماعاُ للمعلومات و النقاشات واتسمت شخصيته بالهدوء والتروي في إطلاق الأحكام، كما توسعت مدارك أفكاره وتعززت بالقراءات الكثيرة والاتساع على العلوم المتنوعة، ما أكسبه ثقافة حياتية في المجالات كافة، إلى جانب مطالعة الأبحاث العلمية الحديثة ومشاركه العلماء والباحثين في البحث المستمر عن آخر التطورات العالمية في علوم الفضاء. أبحاث عن أحلامه يقول هادي الأحبابي: أحلم بمتابعة دراستي العليا في الجامعة، وأنا مصمم على تحقيق هذا الحلم، ولن أقف عنده؛ بل أفكر بإنجاز أبحاث علمية تربط علوم الفضاء بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بعد أن أكمل شهادتي البكالوريوس والماجستير في علوم الفضاء، والدكتوراه في الذكاء الاصطناعي، وأن أكون واحداً من كوادر وكاله الإمارات للفضاء.

وينصح هادي الأحبابي الجميع بأن يختاروا تخصصهم الجامعي بما يتوافق مع ميولهم ورغباتهم، وألاّ يقلدوا من سبقهم لأن لكل زمان ظروفه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"