الشارقة: جيهان شعيب
أمام شغفها بكل ما له علاقة بالعقل والسلوك، قررت الطالبة علياء المازمي، أن تتوجه إلى المملكة المتحدة، لتلتحق بتخصص دراسات الصحة النفسية. وبالفعل وعقب بعض التردد من أسرتها خوفاً عليها من الغربة، جاءت موافقتهم، وحزمت أمتعتها، والأمل يحدوها بتحقيق حلمها في الحصول على درجة علمية في هذا التخصص. وتحقق لها ذلك، بفضل إرادتها القوية، وثقتها في نفسها، فضلاً عن انتصارها على الغربة بتكوين صداقات مع أشخاص لديهم العادات والتقاليد نفسها للدولة.
رأت علياء المازمي أن دراستها في الخارج تجربة استثنائية منحتها قدرة الاعتماد التام على ذاتها، ما رسخ لديها الإيمان بقدراتها، رغم الصعاب، كما أصبحت تدرك أنها قادرة على تخطي أي عثرات، وفقاً لما مرت به من تجارب خلال دراستها.
عن سبب اختيارها الالتحاق بتخصص دراسات الصحة النفسية، تقول علياء المازمي: اخترته لشغفي منذ الصغر بكل ما له علاقة بالعقل، والسلوك، حيث كانت أسرتي تطلق عليّ «مستشارة البيت»، لأنني أجيد فهم سلوك معظم الذين التقي بهم، ولديّ القدرة على تحليل الأسباب التي تؤدي إلى أفعالهم، وكذا إدراك ما يدور في محيطي، فضلاً عن تصرفي بعقلانية، بحكم طبيعتي، وشخصيتي، مع قدرتي على ربط الأسباب بالأحداث، ويعود ذلك لكثرة قراءاتي، واطلاعي على أفلام توثيقية، تتعلق بعلم النفس، والتحليل، إلى جانب تأثير أمي منذ الصغر، لكونها أخصائية نفسية، حيث تعلمت منها الكثير، لذلك اتخذت القرار بدراسة علم النفس في المملكة المتحدة، لكونه التخصص المحبّب هناك، ولأنهم يوفرون أفضل المناهج له، فضلاً عن علمي بتزايد الطلب على الأخصائيين النفسيين المؤهلين من الكوادر المواطنة، وعبر دراستي أردت أن أجلب أفضل طرائق الممارسات، من المملكة المتحدة إلى الإمارات.
وتقول علياء المازمي عن أوجه الاستفادة من تخصصها: جميع الأمور الحياتية تتدرج تحت جناح «علم النفس»، ومن ذلك التعامل مع الآخرين بطرائق متنوعة، وفق شخصياتهم، مع مراعاة الاختلافات، وفهم سلوك الآخرين من دون فرض أحكام مسبقة، إلى جانب اكتساب أساليب صحيحة لتربية الأطفال في المستقبل، والاطلاع على طرق مختلفة لفهم وضبط الذات. وكنت أتمنى وجود مراحل عمل تدريبي معتمدة، لتوفير الفرصة للطلبة لكسب المهارات الأساسية، لعملهم المستقبلي.
الصعوبة التي تراها علياء المازمي في هذه الدراسة ربما في كثرة التخصصات الفرعية التي تندرج تحت «علم النفس»، كعلم النفس السياسي، والمؤسسي، والجريمة، وغير ذلك، ما قد يؤدي إلى صعوبة اتخاذ القرار، في اختيار دراسة مجال معين دون غيره.
وتشير المازمي إلى أوجه للاستفادة من الدراسة في الخارج قائلة: الاعتماد التام على نفسي، وتحمل مسؤوليات جديدة مختلفة عما تعلمته في حياتي قبل الابتعاث، فضلاً عن التعرف إلى ثقافات أناس من مختلف بلدان العالم، والتعايش، والتسامح معهم، وأخذ الإيجابيات دون السلبيات، والوقوف على وجهات النظر المختلفة للجميع.
فضلاً عن ذلك، تأقلمت مع الحياة بالخارج، انضممت إلى جمعيات الطلاب الإماراتية، وكونت صداقات مع أشخاص لهم العادات والتقاليد ذاتها. أقضي اليوم الدراسي في استكمال البحوث، والدراسة، وكنت أحضر للإمارات لزيارة أسرتي، وأصدقائي، لاسيما في الإجازات الطويلة، فضلاً عن حرصي على استكشاف مدن مختلفة في المملكة، في الإجازات القصيرة، مع الاجتماع بالأصدقاء، لتجنب الإحساس بالغربة.
تردد فاقتناع
حول رد فعل أفراد أسرتها تجاه رغبتها الدراسة في الخارج، تقول علياء المازمي: في البداية ترددوا كوني طفلتهم الأولى، ولكن سرعان ما تأقلموا، وشعروا بالاطمئنان، بعدما أكدت لهم أنني أستطيع الاعتماد على نفسي، وتحمل المسؤولية. والآن بعد تخرجي، يشعرون بالفخر بي، ويشجعونني على استكمال الدراسات العليا في علم النفس الإكلينيكي، والحصول على الدكتوراه فيها من المملكة المتحدة، وذلك طموحي أيضاً من أجل خدمة الدولة في علم النفس، وإجراء أبحاث في مجالي تفيد الدولة، وتوفير أفضل خدمات العلاج والتدريب.
وبالنسبة لي: الدراسة بالخارج تجربة استثنائية، منحتني القوة، والإرادة للسعي لما فيه الأفضل، ومنحتني قدرة الاعتماد التام على ذاتي، ما أدى إلى زيادة الثقة بشخصيتي، والإيمان بقدراتي رغم الصعاب، وأصبحت أدرك أنني قادرة على تخطي أية عثرات، وفقاً لما مررت به من تجارب خلال دراستي.
وتنصح علياء المازمي الطالبات بدراسة تخصصها لأنه «ممتع، ومملوء بالنظريات المختلفة، التي ترتبط بالحياة اليومية، ويعترك بها الفرد في محيطه الشخصي، بتكرار ما يساعد على ربط النظريات بالواقع، وتوسعة نطاق الفهم، والاستنتاج بشكل ملحوظ، وأيضاً التخصص يعتمد على مساعدة الغير، التي تجلب السعادة لمن يقوم بذلك».
وتتمنى أن توفر جامعات الدولة تخصص علم الأعصاب الإكلينيكي، وعلم النفس السياسي، ودراسات الصحة النفسية.
أتمنى أن توفر
جامعاتنا تخصّص علم الأعصاب الإكلينيكي
