القاهرة: نورا حسن
أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى بياناً حول تطرق بعض الأعمال الدرامية لقضايا فقهية وتشريعية مغلوطة، وربما أهمها مسلسل «فاتن أمل حربي»، للكاتب إبراهيم عيسى والمخرج ماندو العدل، الذي أثار جدلاً واسعاً في المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما جاء فيه من قصايا فقهية وتشريعية، وصفها البيان بالمغلوطة، وجاء فيه: نحن ندعم الإبداع المُستنير الواعي، لكننا نحذر من الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وهدم مكانة السُّنة النبوية، وإذكاء الأفكار المتطرفة، وتشويه صورة عالِم الدّين في المجتمع.
وحذر البيان من ️تشويه المفاهيم الدِّينية، والقِيم الأخلاقية، بهدف إثارة الجَدَل، وزيادة الشُّهرة والمُشاهدات، وهو ما وصفه ب«الأنانيَّة والنفعيَّة البغيضة، التي تعود آثارها السَّلبية على استقامة المُجتمع وانضباطه، وهي مفاهيم لا عِلم فيها ولا فنّ».
كما أشار البيان إلى تعمُّد تقديم عالِم الدّين الإسلامي - في بعض الأعمال الفنيّة - بعمامته الأزهرية في صورة الجاهل، الإمّعة، معدوم المروءة، دنيء النَّفس عَيِيّ اللسان، مع تنمُّرٌ مُستنكَر، وتشويه مقصود مرفوض، مؤكداً أنه لا كهنوتية في الإسلام، ولم يدَّعِ أحد من الأئمة والفقهاء العِصمة لنفسه على مرِّ العصور، وأن نسبة الأوصاف الشائنة للعلماء تدليسٌ وخلطٌ مُتعمَّد يهدف إلى تشويههم.
وأضاف البيان أن الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وتحريف معانيها عمّا وُضِعت له عمداً، وعَرض تفسيرات خاطئة لها على أنها صحيحة بهدف إثارة الجدل، جريمة كُبرى بكل معايير الدين والعلم والمهنية، وتَنكّرٌ صارخ للمُسلَّمات، وأشار البيان إلى أن تجديد الفكر وعلوم الإسلام حِرفة دقيقة يُحسنها العلماء الرَّاسخون في المحاضن العلمية المُتخصّصة، قبل نشره على الشاشات أو بين غير المُتخصّصين، والفكر المُتطرف في أقصى جهتيه جامد يرفض التجديد بالكلية في جِهة، أو يُحوِّله إلى تبديد للشَّرع وأحكامه في الجِهة الأخرى.
وأكد البيان أن الإسلام ️أعطى الأمَ حقَّ حضانة أولادها عند وقوع الانفصال حتى يستغنوا عنها إذا لم يكن عارض أو مانع من الحضانة، وفي حال النِّزاع، تميزت الشريعة الإسلامية بمرونة فائقة في مسائل حضانة الأولاد ورؤيتهم بعد انفصال الوالدين، وطرح القضايا الدينية والمُجتمعية العادلة في قوالب مشبوهة يظلم هذه القضايا ويعكِّر السِّلم المُجتمعيّ، ويُصدّر للعالم صورة مُجتزأة وسلبية عن المجتمع المصري على غير الحقيقة والواقع.
وأضاف البيان إلى أن الشَّحن السَّلبي المُمنهج في بعض الأعمال الفنيّة تجاه الدّين، تحيزٌ واضح ضدّه، واتهام له بضيق الأفق والقُصور، ونذير خطر يؤذن بتطرف بغيض فيه أو ضدّه، وتقديم خطاب إعلاميّ يدعم الفكر المتطرف ويصنع الصراعات، أو يثير الغرائز، ويهدد القيم والفضائل، يُخرِّج للأمة جيلاً مُشوَّه العقيدة والشَّخصية والهُويَّة، في ظل التَّستُّر خلف لافتات حقوق المرأة لتقسيم المجتمع، وبثّ الشِّقاق بين الرجال وزوجاتهم، في ظل استيراد أفكار غربية دخيلة على المُجتمعات العربية والإسلامية، بهدف ذوبان هُوُيَّتِها وطمس معالمها.
يذكر أن صناع مسلسل «فاتن أمل حربي» أكدوا أنه تمت مراجعة المسلسل فقهياً ودينياً من قبل د. سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، والمسلسل بطولة نيللي كريم، شريف سلامة، هالة صدقي، ومحمد الشرنوبي.
