عادي

عمر آل علي: شغفي قادني إلى «الروبوتات الذكية»

00:58 صباحا
قراءة 4 دقائق
جامعة جيرونا في إقليم كتالونيا بإسبانيا التي يدرس فيها الماجستير

رأس الخيمة: عدنان عكاشة
عمر عبدالله إبراهيم جداح آل علي، شاب إماراتي يدرس الماجستير في تخصص أنظمة «الروبوتات الذكية»، بجامعة جيرونا في إقليم كتالونيا بإسبانيا، بعد أن حصل على البكالوريوس في الهندسة الكهروميكانيكية من كلية بوليتكنك أبوظبي.

آل علي يحمل شغفاً استثنائياً بالتخصصات العلمية والتقنية لإسهامها بشكل محوري وأساسي في إحداث التغيير والتطوير في المجالات التي تتطلب الابتكار والإبداع في عالمنا الرقمي المُعاصر.

يقول آل علي: نحن في دولة هي الأولى إقليمياً في هذا المجال الحيوي، من حيث انتقالها من الخدمات الإلكترونية إلى نظيراتها الذكية، ودخولها عصر صناعة الروبوتات، وتبني أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وشبكات الاتصالات من الجيل الخامس. وكان للدعم اللامحدود والمشهود من قيادتنا الرشيدة في تأهيل وتشجيع الشباب ودعمهم لمواكبة كل التطورات العالمية، المصاحبة للثورة الصناعية الرابعة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، دور كبير في اختياري للتخصص. وهذا الدعم يعكس إيمان القيادة بما يشكله هذا التطور من فرص اقتصادية وتنموية وتشغيلية متنوعة، وما تقود إليه من اقتصاد معرفي مستدام، خاصة أن هذا التخصص سوف يعتمد في رؤيته على نظامين من أقوى الأنظمة الإلكترونية، ضمن مساري «علم البيانات»، و«أنظمة الروبوتات الذكية.

صورة نمطية

يوضح عمر آل علي أن هذا التخصص لا يتعلق بـ«الرجل الآلي» فقط، كما ينطبع في ذهن العامة وغير المتخصصين، بل هو يدور في فلك كل أنواع الروبوتات، سواء كان الروبوت رجلاً آلياً، أو طائرة، أو سيارة، أو قطاراً، عبر تشغيلها بواسطة تقنية القيادة الذاتية.

ويقول شارحاً طبيعة ما يدرس: هو تخصص يعتمد في طبيعته على أنظمة الروبوتات الذكية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويبدأ بالجوانب الأخلاقية والقانونية والمجتمعية لتلك الأنظمة، لضمان تخريج جيل واعٍ بأهمية تلك الجوانب، ومن ثم السماح لهم بالخوض في علم الذكاء الطبيعي (الإنساني والحيوي)، الذي يحاكيه الذكاء الاصطناعي، والتمييز بين ما هو طبيعي واصطناعي، ثم ينتقل هذا التخصص إلى الروبوتات الصناعية الثابتة والروبوتات الأرضية المتحركة، ويتعمق في تناول مسائل الديناميكا والتصميم والتحكم، إضافة إلى تطبيق الخوارزميات الذكية في تفاعل الإنسان مع «الروبوتات»، وما يؤهل هذه الروبوتات من الحركة والعمل بشكل ذاتي، في بيئات طبيعية واصطناعية، ما سيقودنا إلى التمكن من المساهمة في تطوير السيارات لتصبح ذاتية القيادة.

ويضيف: باستطاعة الدارس لهذا التخصص تحليل ونمذجة ومحاكاة حركة وديناميكا الروبوتات (الذراع الصناعية- الروبوت المتنقلة) وما شابهها من آليات ذكية، وتصميم وبناء الروبوتات والآليات الذكية المتخصصة، والتحكم بحركة الروبوتات بطرق مختلفة، وبرمجتها ودمجها في أنظمة صناعية وخدماتية متكاملة، واستخدام مجسات مختلفة ودمجها واستخلاص المعلومات عبر طرق وخوارزميات حديثة، تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة على الأنظمة الروبوتية.

ويأتي لاحقاً تصميم وتنفيذ أنظمة روبوتية قادرة على التفاعل مع الإنسان فيزيائياً وإدراكياً، واستخدام أنظمة الرؤية الاصطناعية في بيئات صناعية وخدماتية، ودمجها مع أنظمة روبوتية، وتحليل وتطوير حلول ذكية للأنظمة المستقلة (السيارات بدون سائق مثلاً).

وتكمن ندرة التخصص، وفق عمر آل علي، في ندرة التعمق في فهم وتطبيق مساقات الروبوتات الذكية، مثال ذلك ديناميكية وتحكم الروبوت، والروبوتات المتحركة، وفي أنظمة الروبوتات الذكية، والسيارات ذاتية القيادة، والروبوتات الذاتية في الطائرات.

ويقول: تبلغ الاستفادة من الروبوتات الذكية أوجها عندما يصبح بالإمكان الآتي:

• التعامل مع البيانات الضخمة، بما يشمل تمثيلها وتحليلها واستخراج الأنماط منها.

• التعامل مع التطبيقات وأدوات تحليل البيانات الضخمة واستثمار خصائصها.

• تطوير خوارزميات عرض البيانات وبرمجتها، بجانب القدرة على استخدام التطبيقات والتقنيات المتوفرة.

• التنقيب بهدف استرجاع المعلومات من البيانات النصية على شبكة الإنترنت، وتطبيق خوارزميات البحث والتنقيب عن وسائط أخرى، كالصور والفيديوهات.

• معالجة اللغات الطبيعية، وبرمجة الخوارزميات الخاصة بها، بما يتيح إمكانية التواصل اللغوي الطبيعي بين الإنسان والآلة.

• تطبيق مساقات الروبوتات الذكية.

خدمة الوطن

فضلاً عن شكره لدعم القيادة الذي يوجّه الشباب إلى مثل هذه التخصصات المستقبلية، يرجع عمر آل علي الفضل في الأمر إلى جهة عمله التي يدرس الماجستير على نفقتها، وهي معهد الابتكار التكنولوجي. ويقول: طموحي هو المساهمة الفاعلة والجادة في خدمة هذا الوطن، ورد الجميل لوطننا الغالي عبر بوابة العلم التخصصي التطبيقي، والبناء وإحداث فارق ونقلة نوعية في مسيرة التنمية المستدامة، في المجالات العلمية والتقنية، وفي التنافسية العالمية. طموحاتي تمتد إلى أن أكون أحد أبناء الدولة الذين يُترجمون رؤية القيادة الرشيدة في حقل تطبيق الذكاء الاصطناعي في جميع خدمات الدولة وقطاعاتها، وتحليل البيانات اعتماداً عليه، بمعدل 100% بحلول عام 2031، ضمن استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي.

الأحلام كثيرة، مثل شلال يتدفق إلى ما لا نهاية، ومنها أن أوظف هذا الطموح علمياً ومهنياً وأكاديمياً، عن طريق التعلم والتطوير المستمرين، ومواكبة كل ما هو مستجد في هذا الحقل العملي المتفرد، وتحقيق قفزات نوعية ريادية، ورفع اسم الدولة عالياً فيه على المستوى العالمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"