عادي

محمد علي ياسين: عشت نهضة الإمارات منذ البداية

21:59 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: عبير أبو شمالة

عاصر محمد علي ياسين قصة نهضة الإمارات منذ بداية كتابة سطورها الأولى، فقد قدم مع أسرته إلى الدولة في أواخر ستينات القرن الماضي، بعد أن تلقى والده عرضاً للعمل مذيعاً لنشرة الأخبار في تلفزيون أبوظبي الذي افتتح عام 1969. ومنذ ذلك الوقت وهو يعيش مع عائلته في الإمارات التي يراها موطنه الأول مع بلده الأم الأردن.

يقول ياسين إنه منذ ذلك الوقت كان بإمكان المرء أن يلمس الطبيعة الخاصة للإمارات بلد التسامح التي نجحت في أن تحقق الانسجام التام بين سكانها على تعدد ثقافتهم واختلاف عاداتهم وتوجهاتهم. ويروي ذكرياته عن فترة الطفولة حيث كان طالباً في مدرسة راهبات الوردية، وبالقرب من المدرسة التي أتم فيها دراسته الابتدائية، كانت هناك كنيسة يُدَرَّسُ فيها الدينان الإسلامي والمسيحي.

وأتم ياسين دراسته الجامعية في بريطانيا في فترة الثمانينات ليحصل على شهادة علوم كمبيوتر ورياضيات، ثم عاد إلى الإمارات ليبدأ حياته المهنية والعملية في هذا المجال منذ عام 1991، واستمر فيه 8 سنوات. وانتقل بعدها ليستلم إدارة مركز الإمارات التجاري الذي أسسه والده علي ياسين عام 1986.

وفي تلك الفترة كانت الأسواق المالية في الإمارات تسمى بسوق تداول الأوراق، وكانت شركات الوساطة معدودة. وكان المركز أول مكتب تداول بالأسهم في أبوظبي إلى جانب بنك أبوظبي الوطني، وكانت بقية البنوك وقتها بعيدة عن هذا المجال.

وتحدث ياسين عن تجربته في تلك الفترة وكيف نجح في إدخال الحاسب الآلي إلى نظام التداول لتسجيل التداولات التي كانت تتم على ورق ولا يوجد لها أرشيف، ما جعله يقرر أن يستفيد من خبرته ودراسته.

في تلك الفترة، شهدت الإمارات واحدة من أكبر الطفرات في أسواق الأسهم، ومن الطبيعي أن تعقب كل طفرة عملية تصحيح، وشهدتها بالفعل الأسواق نهاية عام 1998، كما يقول.

حركة التصحيح، كما يوضح، كان لها مردود إيجابي، إذ شجعت الحكومات المحلية على الإسراع لتأسيس أسواق مالية منظمة، فتأسس سوق دبي المالي في إبريل/نيسان عام 2000 تحت مظلة دائرة التنمية الاقتصادية، وكانت التداولات محدودة جداً في العام الأول، وفي الربع الرابع من السنة نفسها افتتح سوق أبوظبي للأوراق المالية تحت مظلة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي.

في تلك الفترة خرجت شركات وساطة من السوق، لكن قناعة ياسين وقتها كانت أنها مرحلة بداية فقط، وأن السوق لا بد أن يتوسع وينمو مع مرور الوقت، وبدأ بالتالي البحث عن فرص لذلك. وفي ذلك الوقت كانت شركة «شعاع كابيتال» بدأت تعيد تنظيم أعمالها في عام 2002، ونقلت مركزها إلى دبي وفتحت مكتبها الرئيسي في الإمارة، وبدأت الشركة تركز على خدمات الوساطة وإدارة الأصول، ودخلت بالتالي في شراكة مع شراء حصة 50% من المركز لتأسيس شركة الإمارات للأسهم كشركة تابعة.

وعادت بعد ذلك الحركة للأسواق وبدأت التداولات تنشط في 2003، حتى إن التداول في سوق دبي المالي وصل إلى مليون درهم في أحد الأيام، ويومها احتفى السوق بتوزيع الحلوى على جميع الموجودين من متداولين وشركات وساطة، وبدأت مرحلة من التعافي والازدهار الاقتصادي ما عزز التداولات. وقال إن الشركة استفادت من تنامي النشاط الاستثماري.

طفرة

محمد علي ياسين تحدث عن التطورات التي شهدها السوق ليروي تفاصيل الطفرة الجديدة التي بدأت عام 2004، حتى أن سوق دبي المالي بدأ يعلن عن حجم التداولات والعمولات للتشجيع على فتح شركات وساطة جديدة مع التوسع في الطلب وحجم التداولات وتنامي الضغوط على الشركات محدودة العدد في تلك الفترة.

وقال: حجم التداول في عام 2005 تجاوز 520 مليار درهم، وكانت هناك مخاوف من التراجع، لكن الحجم عاد للارتفاع في 2007، ليماثل ما تحقق في 2005، بل ووصل في يناير وحده من ذلك العام إلى 100 مليار درهم.

وشهدت «شعاع كابيتال» في 2007 نمواً لافتاً واشترت الحصة المتبقية من الشركة لتصبح المالك الوحيد لها وتم تقييمها بحدود 250 مليون درهم. وقتها عين ياسين رئيساً تنفيذياً للشركة لتدخل في مرحلة توسع من شركة وساطة ناشطة في السوق المحلي إلى شركة وساطة إقليمية مع التوسع في أسواق السعودية ومصر وغيرها. وبعد ذلك بدأت الأزمة المالية لتؤجل «شعاع خططها» التوسعية في أسواق أخرى.

وتحدث ياسين عن انضمامه إلى بنك أبوظبي الوطني كرئيس تنفيذي لشركة الوساطة التابعة له عام 2012، قائلاً إنه كان من المحطات الرئيسية في حياته المهنية، فوقتها كانت الأسواق لا تزال تعاني تبعات الأزمة المالية العالمية. وقال: «استطعنا أن نبني فريق عمل قوياً، واستطعنا أن نحقق نسب تداول ممتازة عامي 2014 و2015، مستفيدين من تكامل الأقسام التي تعمل في مجال الأسواق المالية مثل إدارة الأصول في البنك والصيرفة الاستثمارية والإدراجات الأولية العامة».

ياسين يعتبر نفسه من المحظوظين الذين تابعوا وعاشوا قصة ازدهار ونهضة الإمارات منذ بدايتها والتحولات التي شهدتها على مر العقود الماضية وجعلت منها نموذجاً ومثالاً يحتذى على مستوى المنطقة. ويقول: «بالفعل أشعر بالفخر أنني عايشت هذه النهضة، وشهدت ما مرت به الدولة من طفرات وتحديات لتصل بفضل رؤية قيادتها الحكيمة إلى ما هي عليه اليوم من نجاح وتألق، فالإمارات أصبحت مركزاً مالياً عالمياً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"