عادي
تصل إلى 6 ساعات للطلبة و8 للهيئات بأنواعها

الدوام الرمضاني في المدارس الخاصة.. اجتهادات مثيرة للجدل

00:27 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم

جرت العادة أن يدخل على الدوام المدرسي بعض التعديلات خلال شهر رمضان المبارك؛ إذ يتم تقليص عدد الحصص، وساعات الدراسة للطلبة وجميع الكوادر بمختلف أنواعها، بشكل ممنهج لا يؤثر سلباً في العملية التعليمية. وسجل عدد من أولياء أمور بعض التحفظات على زيادة عدد ساعات الدوام لأبنائهم، واعتبروها أعباء إضافية على أبنائهم طول الشهر الفضيل، مناشدين الجهات المعنية بالتعليم الخاص بالتدخل لتوحيد نظام الدوام الرمضاني وعدم ترك الأمر في أيدي إدارات المدارس.

معلمون وإداريون وفنيون، أفادوا بأن مدارسهم، تفرض عليهم الدوام لمدة 8 ساعات، تبدأ في 7:30 وتستمر حتى 3:30، وهناك بعض المدارس جعلت الدوام 6 أو 7 ساعات يومياً، مؤكدين عدم وجود فائدة من طول ساعات الدوام للمتعلمين أو المعلمين والكوادر الأخرى؛ إذ إن هناك أكثر من 3 ساعات يجلس فيها المعلم دون أداء أية مهام.

وأكد تربويون أن خطة الدوام الرمضاني في المدارس الحكومية العام الجاري، تعد الأكثر دقة ومرونة، مقارنة بالسيناريوهات المتعددة في المدارس الخاصة، التي أدارت ملف الدوام وساعات العمل في الشهر الفضيل بحسب رؤيتها ومصالحها، وباجتهادات تثير الجدل لا نعلم الهدف منها، مقترحين توحيد الدوام في الشهر الكريم بجميع المدارس الحكومية والخاصة.

وأفادت جهات معنية بأنها أسندت مهمة وضع سيناريوهات الدوام المدرسي في شهر رمضان لإدارات المدارس الخاصة، بحسب ما يناسب نظامها التعليمي على ألاّ تخرج عن السيناريوهات المعتمدة لنظام الدوام في الحكومي أو الخاص.

«الخليج» ترصد أهم السيناريوهات المطروحة في ميدان التعليم الخاص خلال الشهر الفضيل، وكيف تستعد عناصر العملية التعليمية لاستقبال الفصل الدراسي الثالث في ظل هذه السيناريوهات.

تفاوت ساعات الدوام

البداية كانت مع رصد «الخليج» لعدد من الجداول الدراسية لبعض المدارس الخاصة في الميدان التربوي؛ إذ تفاوتت ساعات الدوام بين المدارس بحسب النظام الذي ابتكرته الإدارات، فهناك مدارس استقرت على مواءمة جدولها مع المواعيد المعتمدة من الجهات المعنية في الشهر الفضيل، وهناك مدارس أخرى خرجت عن المعتاد لتجتهد في وضع نظام متفرد في دوامها خلال شهر رمضان، لتتراوح ساعات الدوام بين 6 و 8 ساعات يومياً للطلبة والكوادر الأخرى في كل مدرسة، من دون وجود مهام إضافية أو واجبات يقوم بها المعلمون أو الإداريون في الساعات المتزايدة.

المدارس الحكومية كانت الأفضل حالاً في نظام الدوام الرمضاني؛ حيث اعتمدت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، مواعيد الدوام والحصص الدراسية لطلبة جميع مراحل التعليم «رياض الأطفال والحلقات الأولى والثانية والثانوية»، والكوادر والهيئات بأنواعها في مدارسها، خلال شهر رمضان الفضيل.

وهناك سيناريوهان لتطبيق الدراسة الرمضانية يركزان على تقليص ساعات الدوام، لتصبح 4 ساعات و 45 دقيقة يومياً لطلبة الحلقتين الثانية والثالثة تشمل استراحتين تتراوح مدة كل منهما بين 10 و 20 دقيقة، على أن تقتصر الدراسة يوم الجمعة على ساعتين و10 دقائق.

1

تقليص النصاب

وتم تقليص عدد 5 حصص من النصاب الرسمي الأساسي للحصص الأسبوعية لمواد الأنشطة، لتتحول إلى نظام التعلم الذاتي، وجاء نصيب طلبة الحلقة الأولى 6 حصص من الإثنين إلى الخميس و3 يوم الجمعة، فيما بلغ عدد حصص طلبة الحلقتين الثانية والثالثة من الإثنين إلى الخميس 7 حصص، والجمعة 3 حصص، على أن يكون زمن الحصة الواحدة 35 دقيقة، مع وجود مرونة في الدوام، مع مراعاة مسارات الحافلات والمدارس المشتركة بالخطوط.

بلا أسباب

وأكد أولياء الأمور سالم عبدالله، ومهرة علي، وسارة مصطفى، وعلياء محمد وإيهاب زيادة، اختلاف ساعات دوام أبنائهم في شهر رمضان؛ إذ اختلفت خطة الدراسة في مدارس أبنائهم، موضحين أن ساعات الدوام تتراوح بين 6-8 ساعات، مع عدم وجود أسباب لهذا التفاوت، على الرغم من أن منظومة التعليم واحدة والظروف المجتمعية أيضاً واحدة، فضلاً عن العادات والتقاليد المجتمعية التي يعلمها الجميع.

وأضافوا أن طول ساعات الدوام أو الوقوف على الدوام الاعتيادي يشكل عبئاً على الطلبة والمعلمين، ولا يحقق أية فائدة ويؤثر سلباً في استقرار العملية التعليمية، ودافعية الطلبة نحو الدراسة، مطالبين الجهات القائمة على التعليم الخاص بالتدخل لتوحيد الدوام الرمضاني في مدارس أبنائهم، وضبط إيقاع ساعات الدوام مراعاة لظروف الصيام، لاسيما أن هناك بين الصائمين طلبة صغار لا يتحملون طول الدوام.

مرونة الدوام

في وقفة مع عدد من المعلمين إبراهيم القباني وأحمد عباس وايمان معتز ورمضان محمد إبراهيم بدوي وعبير محمد، أكدوا أهمية مرونة الدوام الرمضاني، لاسيما أنه يتم تقليص المهام والواجبات المنوطة للمعلمين والإداريين والفنين، فضلاً عن طاقات الطلبة التي تتناقص بسبب ظروف الصيام.

وقالوا إن توحيد نظام الدوام المدرسي في شهر الصيام، يعد وسيلة فاعلة لضمان استقرار العملية التعليمية، وتحقيق أعلى درجات الانتظام للمتعلمين والمعلمين وبقية الكوادر، فضلاً عن إتاحة الفرصة للأسر لوضع السيناريو المناسب خلال شهر رمضان الذي يتسم بفاعلية خاصة بين العائلات، فضلاً عن أن المعلمين والإداريين يجلسون من دون أيه مهام لما يقرب من 3 ساعات تنفيذاً لتوجيهات إدارات مدارسهم.

1

5 ساعات

مديرو المدارس خلود فهمي، ووليد فؤاد لافي، ومحمد حسن، أكدوا أن سيناريوهات الدوام في مدارسهم، استقرت على ما تم إقراره من الجهات المعنية بالموارد البشرية والتوطين، حول الدوام في القطاع الخاص خلال الشهر الفضيل؛ إذ لم يتجاوز عدد ساعات الدراسة للطلبة على 5 ساعات مقابل 6 ساعات للمعلمين والكوادر الأخرى.

وأوضحوا أن شهر رمضان له خصوصية في مجتمعاتنا العربية، تنعكس بلا شكل على نظام الدوام الدراسي؛ إذ يتم تقليص عدد الحصص ومدة الحصة الدراسية، وتلغى معه الأنشطة لتخفيف الأعباء على المعلمين والمتعلمين، لمنحهم الفرصة للاستماع بساعات الصيام وبالدراسة بكل أريحية ومرونة وسلاسة.

صلاحيات وحقوق

وفي وقفة مع إدارات بعض المدارس التي فرضت سيناريوهات تضمنت نحو 8 ساعات للدراسة في شهر رمضان الكريما، أكد «منال.ع، سهام.م، شادي.ح، وميثاء.ن» أن تفاوت الدوام الرمضاني قد يختلف من مدرسة لأخرى بحسب المنهاج؛ حيث تختلف الدراسة في المدارس الأجنبية مقارنة بالمدارس العربية، نظراً لارتباطها بخطط دراسية تتصل مباشرة بأنظمة التعليم في الدولة الأم، كما هو الحال في النظام الأمريكي والهندي والبريطاني، فهذا ما يحكم تحديد عدد ساعات الدراسة، وهنا لا يوجد تعسف أو أية محاولة للضغط على الهيئات التدريسية والإدارية والفنية أو الطلبة.

وأفادوا بأن الجهات المعنية منحت لإدارات المدارس حق وصلاحية وضع السيناريو المناسب للدوام خلال الشهر الفضيل بحسب ظروف نظامها التعليمي، وما تم إعداده من خطط لا يتعارض مع المتعلمين ولا يشكل ضغوطاً على المعلمين، موضحين أن ملاك المدارس لهم الرأي المتفرد في هذا الشأن؛ إذ يحددون عدد الساعات بحسب عقود العمل الخاصة بالعاملين، وهذا بكل تأكيد ينعكس على دوام الطلبة.

وفيما يخص التعامل مع الحالات الطلابية التي تعاني مضاعفات خلال الصيام، أو لعدم قدرتها على الدوام والصيام في آن واحد، قالوا إن مدارسهم لم تصادف مثل هذه الحالات، وفي حال وجودها هناك فريق طبي في كل مدرسة يتعامل مع أية حالات مرضية أو مضاعفات تصيب الطلبة أو الكوادر بسبب الصيام.

مبالغ فيه

الخبيرة نور أبوسنينة، ترى أن نظام الدوام في بعض المدارس خلال شهر رمضان الكريم، مبالغ فيه وطويل للغاية سواء للطلبة أو الكوادر والهيئات، موضحة أن تقليص ساعات الدراسة والحصص لا علاقة له بمنهاج المدارس الأجنبية ولا يؤثر في نظام الدراسة فيها كما تدعي بعض المدارس، متسائلة عن فائدة تواجد المعلمين والإداريين في المدرسة من دون مهام أو واجبات لمدة تصل إلى 3 ساعات، وما علاقة هذا بنوع المنهاج أو النظام التعليمي.

وأكدت أهمية أن تعتمد سيناريوهات الدوام في الشهر الفضيل من قبل الجهات المعنية التي تشرف على المدارس الخاصة.

تعديلات رمضانية

أكد كل من سماء حسين، منال فؤاد، عبد الرحمن علي وزايد سلطان، أن الدوام المدارس لأبنائهم لا يتجاوز 5-6 ساعات؛ إذ تم تقليص عدد الحصص وكذا ساعات الدوام نظراً لظروف الصيام، موضحين أن إدارات مدارس أبنائهم دائماً ما تدخل تعديلات على الدوام خلال الشهر الفضيل، للتخفيف على المتعلمين والمعلمين والكوادر الأخرى.

وقالوا إن التعسف في ساعات الدوام خلال شهر رمضان المبارك، يشكل أعباء على الطلبة والمعلمين من دون فائدة، لاسيما أن هناك كوادر تحمل أمراضاً مزمنة، وطلبة ما زلوا صغاراً يتعلمون الصيام وفوائده، فمع ضغط الدوام وطول ساعاته، سنواجه مشاكل تؤثر سلباً في تلك الكوادر وتبدد طاقات الطلبة وتحول دافعيتهم للدراسة إلى نفور وعدم إقبال على العلوم والمعارف، فضلاً عن أنها ستكون سبباً رئيسياً في ارتفاع نسب الغياب وعدم الانتظام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"