الفجيرة: محمد الوسيلة
قبل نحو 40 عاماً، وطئت قدما الدكتور عبدالملك عبدالرازق أرض الإمارات. جاء محملاً بالإصرار ومشحوناً بالرغبة في تقديم علمه وخبراته العلمية من أجل صحة الإنسان، كما أن مشروعه للعمل بالدولة نفسه كان بدافع خوض غمار تجربة جديدة. كانت الامارات وقتها تمضي حثيثاً في إنجاز مشروعها التنموي الذي يعتمد في جوهره على المورد البشري ويتطلب توفير الرعاية الصحية المطلوبة حتى يتسنى للكادر البشري أداء مهامه ضمن مسيرة النهضة.
أسس د.عبد الملك عبد الله عبد الرازق، استشاري الأطفال، قسم الأطفال والمواليد في مستشفى الفجيرة وترأسه منذ عام1982عندما كان في المبنى القديم، واستمر في رئاسته حتى 2005،. كما أسس وترأس مركز الثلاسيميا بمستشفى الفجيرة، وتقديراً لجهوده وعطائه في رعاية المرضى من الأطفال، نال جائزة سلطان بن خليفة العالمية للثلاسيميا في دورتها الأولى، كما توجت جهوده الجبارة باختيار قسم الأطفال بمستشفى الفجيرة مركزاً ل«البورد» العربي لتدريب الأطباء وأصبح المشرف على المركز. وترأس عبد الرازق اللجنة الأكاديمية بمستشفى الفجيرة من عام 85 وحتى 2005، وكان يشغل منصب نائب المدير الطبي للمستشفى، وعمل ضمن فريق تقييم الأطباء المتقدمين لشغل وظيفة أخصائي أو استشاري في تخصص الأطفال بوزارة الصحة، وساهم في تكوين مجموعة أطباء الأطفال بمستشفيات المنطقة الشرقية.
تخرج عبد الرازق في كلية الطب بجامعة الخرطوم، ومنها سافر إلى المملكة المتحدة للدارسات العليا وبعد أن أكمل فترة عمله وتدريبه هناك ونال ما كان يرنو له من شهادات عليا في طب وصحةv الأطفال، عاد إلى السودان وعمل بكلية الطب بجامعة الخرطوم، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 1982 قدم للعمل بمستشفى الفجيرة حيث تقلد منصب رئيس قسم الأطفال.
وعن تجربته في العمل بالإمارات ومستشفى الفجيرة، يقول د.عبد الملك عبد الرازق: كان المستشفى يقع في مركز المدينة على شارع حمد بن عبد الله ويشغل مساحة كبيرة شيّد عليها الآن عدد من الفلل السكنية ومسجد أسر الشهداء وكان مبنى المستشفى على بساطته أنيقاً يضم الأقسام الرئيسية إلى جانب الفنية الأخرى مثل المختبرات والأشعة والتخدير وغيرها.
وتابع: في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، تكفل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ووجّه ببناء مستشفى الفجيرة الجديد القائم حالياً عند مدخل المدينة من جهة الغرب، وتأثيثه وتزويده بأحدث الأجهزة والمعدات، وبعد اكتمال أعماله الإنشائية افتتح في مايو/ آيار 1985. وسعدنا كثيراً بقسم الأطفال بالطابق الأول في المستشفى الجديد، كان جميلاً والعيادات واسعة إلى جانب وجود 6 حجرات للفحص ووحدة متكاملة للعناية المكثفة مجهزة بأحدث المعدات. بعدها وضمن عمليات التطوير المستمر لتستوعب زيادة السكان بالفجيرة والمنطقة الشرقية أنشئ قسم خاص للأطفال في الجزء الشمالي من المستشفى بسعة 34 سريراً وبه وحدة عناية مكثفة لحديثي الولادة وكانت درة القسم والأجمل مقارنة بالمستشفيات الأخرى.
تجربة متميزة
عن نجاحه في ترؤّس مركز الثلاسيميا يقول د.عبد الملك عبد الرازق: بجهود إدارة المنطقة الطبية بالفجيرة ودعم مدير المستشفى وإشراف د.طيبة الشريف، المدير الطبي بالمستشفى، أنشئ المركز بعد تعديل قسم الولادة القديم وما زال يقدم الرعاية الكاملة للمرضى ترقى لأعلى المستويات تحت إشراف د.سمية النعيمي. وظل قسم الأيرعى أطفال الثلاسيميا منذ عام 1982 عندما تقلدت منصب رئيس قسم الأطفال بالمستشفى، وكان عدد المصابين وقتها لا يستهان به، ما دفعنا للتفكير ملياً في إنشاء مركز خاص تضمن تخصصات ونال جوائز عالمية كبيرة ومرموقة حظي بها أطباء، أنا منهم، وممرضات، وإعجاب وإشادة اتحاد جمعيات الثلاسيميا العالمي.
وفيما يختص بمساهماته العلمية بالمستشفى يقول د.عبد الملك عبد الرازق: تميز قسم الأطفال بالمستشفى بنشاط تعليميي وتدريبي مكثف شمل دورات وندوات علمية، ومن مفخرة القسم أن كل الأطباء الذين عملوا به منذ عام 1985 نالوا شهادات عليا في طب الأطفال، وفي عام 2010 بات القسم مركزاً لتدريب «البورد العربي» للأطباء الذين سيجلسون لنيله في طب الأطفال، بعد اختياره عبر لجنة خاصة نظرت في مستوى الأداء واستعداد القسم لهذا الدور الحيوي الذي كان يتوافر فقط بمستشفى القاسمي على مستوى وزارة الصحة وتشرفت بالإشراف على المركز.
وحول رئاسته اللجنة الأكاديمية بالمستشفى، يقول: بدأ النشاط الأكاديمي منذ عام 1985بعدما تكونت لجنة خاصة برئاستي نفذت العديد من الأنشطة مثل الندوات العلمية والاجتماع العلمي الأسبوعي، ونظراً للأعداد الكبيرة بنيت قاعة فاخرة بجهود وإشراف أحمد شريف، مدير منطقة الفجيرة الطبية آنذاك. ونجحت اللجنة في إنشاء مكتبة حوت العديد من الكتب والمراجع العلمية إلى جانب الاشتراك في أكثر من 20 دورية ومجلة طبية، فضلاً عن توفير أجهزة كمبيوتر بالقاعة.
