عادي
أسهم التكنولوجيا في بؤرة عمليات البيع

«إبريل الكئيب» يعصف بـ «وول ستريت».. والتضخم مستمر

00:11 صباحا
قراءة 4 دقائق
متداول في بورصة نيويورك (بلومبيرج)
دبي: هشام مدخنة
غرقت الأسهم الأمريكية في جلسة نهاية الأسبوع، الجمعة في ظلمات حمراء، منهية شهراً كئيباً للأسواق واجه خلاله المستثمرون تحديات كبرى، بدءاً من التشديد النقدي لبنك الاحتياطي الفيدرالي، وارتفاع معدلات الفائدة، إلى التضخم المستمر، مروراً بالارتفاعات المفاجئة لمعدلات الإصابة في «كوفيد-19» في الصين، وانتهاء بالأزمة المستمرة بين روسيا وأوكرانيا.
وسجل مؤشر «ناسداك» أسوأ أداء شهري له منذ الأزمة المالية عام 2008، وانخفض بنحو 13.3% في إبريل/ نيسان. تماماً مثل مؤشر «إس.أند.بي» الذي تجاوز بهبوطه أدنى مستوى سابق له في مارس/ آذار قبل عامين، وخسر 8.8% لهذا الشهر، فيما هبط «داو جونز» بنسبة 4.9% خلال الفترة ذاتها.
كانت أسهم التكنولوجيا في بؤرة عمليات البيع المكثفة لشهر إبريل؛ حيث أضر ارتفاع أسعار الفائدة بالتقييمات، وعطّلت مشكلات سلسلة التوريد الناجمة عن الفيروس والحرب في أوكرانيا الأعمال. وآخر الضحايا كان سهم «أمازون» الذي هوى 14% يوم الجمعة، في أكبر انخفاض له منذ عام 2006، بعد أن أعلن عملاق التجارة الإلكترونية عن خسارة مفاجئة وتوجيهات إيرادات ضعيفة للربع الثاني.
وقال مايكل شاؤول، رئيس إدارة الأصول في «ماركيتفيلد»: «إن أداء السوق الحالي يهدد بالانتقال من تصحيح طويل إلى شيء أكثر إثارة للقلق وخسائر طويلة الأمد على المستثمرين الذين تكدسوا خلال صعود 2021، على عكس مارس 2020 الذي شهد انخفاضاً حاداً للغاية وتعافياً سريعاً بنفس القدر».
وأكدت قراءة التضخم الساخنة يوم الجمعة صعوبة البيئة الحالية؛ حيث ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، بنسبة 5.2% عن العام الماضي. وينتظر المستثمرون في الأسبوع المقبل اجتماع السياسة للفيدرالي، وتقرير الوظائف لشهر إبريل، ومجموعة من أرباح الشركات من أمثال «فايزر» و«ستاربكس» و«أوبر» وغيرها.
الأسواق الأوروبية
أقفلت الأسواق الأوروبية على ارتفاع يوم الجمعة؛ حيث تلقت الأسهم العالمية دفعة من طوفان الأرباح القوية للشركات في ذلك اليوم، لكنها ظلت سلبية لشهر إبريل/ نيسان.
وأغلق مؤشر «ستوكس 600» في المنطقة الإيجابية مرتفعاً 0.7% مع ارتفاع الموارد الأساسية التي قادت المكاسب بنسبة 2.6%. ومع ذلك، انخفض المؤشر بما يزيد على 1% طيلة الشهر.
وفيما يتعلق بحركة أسعار الأسهم الفردية للمؤشر القيادي في أوروبا، ارتفع سهم شركة «جونسون ماثي» بنحو 19% ليقود صعود ستوكس بعد أن استحوذت «ستاندرد إنفستمنت» على 5.23% من أسهم شركة الكيماويات البريطانية. في المقابل، هبطت أسهم «بي إي سيميكوندكتور» الهولندية لصناعة الرقائق بأكثر من 9% بعد تقرير أرباح الربع الأول.
مستويات النمو والتضخم
على صعيد البيانات، سجل التضخم في منطقة اليورو أعلى مستوى قياسي له للشهر السادس على التوالي في إبريل عند 7.5% ارتفاعاً من 7.4% في مارس/آذار، مثيراً المزيد من الأسئلة حول رد فعل البنك المركزي الأوروبي. ونما الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة 0.2% في الربع الأول و5% على أساس سنوي؛ حيث أدت الأزمة في أوكرانيا إلى تقليص النمو الاقتصادي في جميع أنحاء الكتلة، حسبما كشفت تقديرات رسمية يوم الجمعة.
ولم يتغير نمو الاقتصاد الفرنسي في الربع الأول عن نسبة 0.8% التي حققها في الربع الأخير من عام 2021، بعد أن توقع الاقتصاديون في استطلاع أجرته «وول ستريت جورنال» توسعاً ربع سنوي بنسبة 0.3%، وتعرضاً لركود مع استمرار ضعف الطلب المحلي على الرغم من تخفيف قيود كورونا.
في «وول ستريت»، تراجعت الأسهم يوم الجمعة مع تراجع مؤشر «ناسداك» بشكل حاد إثر بيانات ربع سنوية مخيبة للآمال لـ«أمازون» و«أبل». في غضون ذلك، واصل المستثمرون العالميون مراقبة الحرب في أوكرانيا وتداعياتها الجيوسياسية، بعد أن حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب من رد سريع للغاية على الدول التي تتدخل في الحرب. وصدمت روسيا المجتمع الأوروبي بوقف إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا الأربعاء لرفضهما دفع ثمن الغاز بالروبل الروسي.
لم ترق إلى مستوى التوقعات
أسهم «أمازون» و«جوجل» تنهي أسوأ شهورها منذ 2008

أنهت أسهم عملاقي التكنولوجيا «جوجل» و«أمازون» أكبر انخفاض شهري لها منذ الأزمة المالية لعام 2008 في أعقاب نتائج ربع سنوية أضعف من المتوقع هذا الأسبوع، متأثرة بمجموعة من عوامل الاقتصاد الكلي، والحرب في أوكرانيا، والمقارنات الصعبة بأرباحهما الجذابة التي شهداها أثناء الوباء.
وتراجعت «أمازون» بنسبة 23.8% في إبريل/نيسان، وهي النسبة الأكبر لها منذ انخفاضها بنسبة 25.4% في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، وهو ذات الشهر الذي تراجعت فيه شركة «جوجل» بنسبة 18.5%، مقابل انخفاض بنسبة 18% في إبريل.
في الأشهر القليلة الأولى من عام 2022، تناوب المستثمرون على التخارج من أسهم التكنولوجيا بسبب مخاوف من ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، ومن ثم جاءت الأزمة الأوكرانية في فبراير/شباط، تبعها ارتفاع مفاجئ في أسعار الوقود، مع استمرار نقص العمالة في التأثير على أرباح الشركات.
وكانت المرة الأخيرة التي شهدت فيها «أمازون» و«جوجل» هذا النوع من عمليات البيع خلال قلب الأزمة المالية العالمية، عندما تخلف المقترضون عن سداد قروض المنازل بمعدلات قياسية وفشل العديد من المؤسسات المالية الكبرى، وانهار بنك «ليمان براذرز» في سبتمبر/أيلول 2008، تلا ذلك سلسلة من عمليات الإنقاذ الضخمة في وول ستريت. وتم سحق الأسهم التقنية في جميع المجالات آنذاك، وانخفض مؤشر «ناسداك» بنسبة 11% في نوفمبر، بعد تراجع بنسبة 18% في أكتوبر.
وبينما يشترك السهمين في المعاناة حتى الآن هذا العام، تباعد مسارهما بشكل كبير في عام 2021، حينها حقق سهم «ألفابيت» أفضل أداء بين شركات التكنولوجيا الكبرى وارتفع بنسبة 68%، أما «أمازون» فكانت أسهمها الأسوأ أداء، وكسبت 2.4% فقط.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"