- داريا برودايفتش: المسرح أول مبادرة فنية في الإمارات يجمع بين أشكال الفن الرقمي
دبي: أحمد النجار
حفلات موسيقية يحييها فنانون رقميون تروي قصصاً فنتازية بمؤثرات بصرية تعتمد على ثنائية الضوء والإيقاع، يحتضنها مسرح الفن الرقمي «Theater Of Digital Art» في مدينة جميرا، والذي وصفه عدد من الجمهور بأنه وجهة فنية تجذب العائلات على اختلاف الثقافات، تحملها على جناحي الخيال والإلهام في رحلة ثقافية إلى المستقبل، وسط أجواء محفوفة بالغرابة وعناصر الدهشة والاستكشاف.
وأفاد زوار بأن هذا المسرح يقدم تجربة فنية ثرية، مؤكدين أنه يضيء على تحف فنية شهيرة باستخدام وسائل تكنولوجية حديثة ووسائل السرد القصصي الذكية، ويمزج بين ثلاثة من أنماط الفنون الرقمية، تشمل معارض الوسائط المتعددة والمعارض التفاعلية العصرية وتجارب الواقع الافتراضي.
وأكدت داريا برودايفتش، المديرة التنفيذية للمسرح أن الإمارات واحدة من أكثر الدول توجهاً نحو المستقبل، ولديها خطط تطوير كبيرة، ليس في المجال الفني فقط، لكن في مستقبل شبكة الويب العالمية، ونعتقد أن جميع الابتكارات تتطلب وقتاً وتوجيها دقيقاً، لكن مهمتنا تكمن في إثراء تجارب ضيوفنا لاستكشاف المستقبل عبر عالم الوسائط الجديدة والتقنيات الذكية مع تقديم تجارب ترفيه تغمر حواسهم بالمتعة والتسلية.
وأشارت إلى أن المسرح يعد أول مبادرة فنية في الإمارات، يجمع أشكال الفن الرقمي، ويضم معارض فنية تقليدية وكلاسيكية، ومساحة عصرية تفاعلية مُخصصة للأطفال وتجارب الواقع الافتراضي. ويهدف المسرح، بحسبها، إلى تقديم تجارب بصرية شائقة لمحبي الفن وللزوار الذين يرغبون في اكتشاف عوالمه الخلابة، ويشغل مساحة 1800 متر مربع، ويقدّم عروضاً رقمية تحاكي أعمالاً فنية كلاسيكية ترافقها الموسيقى والمؤثرات البصرية ومكبرات الصوت، كما يتخلل المعرض الافتتاحي أعمال 9 فنانين مشاهير، أبرزهم «كلود مونيه»، و«فنسنت فان غوخ»، و«بول سيزان»، و«فاسيلي كاندينسكي»، وغيرهم.
عروض كلاسيكية
تراهن داريا في نجاح هذا المشروع على خيارات التنوع وخلطة الإبهار في إعداد البرامج التي تحاكي أمزجة جميع أفراد الأسرة، بمختلف الأعمار، عبر أنشطة احتفالية معاصرة وعروض الموسيقى الكلاسيكية، مفيدة بأن المسرح تم افتتاحه في عام 2020، ليكون أول مساحة فنية رقمية في المنطقة، ولا يزال يسعى لإنعاش المشهد الفني الكلاسيكي في دبي من خلال استخدام أحدث التقنيات التي تغمر الحواس بالمتعة والتأمل والإلهام، مشيرة إلى أن المسرح اجتذب أفواجاً كبيرة من جمهور الزوار والسياح القادمين من جميع أنحاء العالم.
حنين للماضي
توضح داريا أن تجربة الزائر تبدأ في اللحظة التي يدخل فيها فضاءنا الرقمي، حيث يغمره الفضول والشغف على الفور، ويحرك حواسه خليط من الشعور المستقبلي الممزوج بالحنين إلى الماضي، بين العمارة العربية الداخلية والتكنولوجيا والفن المعاصر الذي نعرضه هنا في المسرح الرقمي. لافتة إلى أن المنصة تقدم معرض «Digital Extravaganza»، ضمن مساحة تفاعلية معززة بالذكاء الاصطناعي، تقدم تجارب تفاعلية تتحدث مع الزوار، وتوفر لهم مقهى مخصصاً للاستمتاع بالأجواء، قبل، أو بعد العرض. ثم ينتقل الضيوف إلى المسرح، المساحة الغامرة مع عرض مذهل بزاوية 360 درجة وصوت محيطي، فتصبح تجربتهم لا تنسى عند دخول غرفة VR وغرفة «Meta verse».
ترفيه وتثقيف الزوار
وقالت داريا: «لا تقتصر المنصة على إنتاج الترفيه فقط، بل لتثقيف الجمهور، ففي يوليو/ تموز الماضي نظمت 4 محاضرات حول المستقبل بالتعاون مع وزارة الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى أن هناك الكثير من العروض الرائعة الرقمية المقبلة، حيث نواكب باهتمام أحدث الاتجاهات العالمية لتحقيقها، ونتابع أفضل ما يمكن أن يقدمه فن المستقبل عند إنتاج برامجنا، معتمدين على تنويع الخيارات وإثراء الاهتمامات».
يشار إلى أن مسرح «Theater Of Digital Art» أطلق هذا العام معرض «Metaverse NFT» هو الأول من نوعه، ويستمر العرض حتى نهاية أغسطس/ آب من الشهر الجاري.
