عادي

الاستيلاء على 1.4 مليار دولار.. جسور العملات المشفّرة كيف تعمل؟

16:07 مساء
قراءة 3 دقائق
دبي: خنساء الزبير
يبدو أن جسور العملات المشفرة أصبحت جسوراً للقراصنة يستولون عبرها على أموال الغير؛ فقد تعرض مستثمرو هذه العملات لضربة قوية هذا العام من خلال عمليات الاختراق والخداع، وأحد الأسباب هو أن مجرمي الإنترنت وجدوا وسيلة فعالة للوصول للضحايا.
تعمل هذه الجسور على ربط شبكات البلوك تشين لتمكين التبادل السريع للرموز (التوكنات) ولكنه ربط ضعيف، وقد اكتسبت شعبية كبيرة كوسيلة لإجراء المعاملات إلا أن باستخدامها يكون المتداولون قد تخطوا البورصة المركزية وأصبحوا مستخدمين لنظام غير محمي وهو ما مكن القراصنة من الاستيلاء على ما مجموعه نحو 1.4 مليار دولار من خلال اختراقات هذه الجسور منذ بداية العام.
ووفقاً للأرقام الصادرة عن شركة تحليل بيانات البلوك تشين «تشين آليسيس» كان أكبر حدث منفصل هو الاستيلاء على 615 مليون دولار تلك السرقة القياسية التي تمت باختراق جسر «رونين» الذي يدعم لعبة الرموز غير القابلة للاستبدال «أكسي إنفينيتي» الشهيرة والتي تتيح للمستخدمين كسب المال أثناء اللعب.
هناك أيضاً مبلغ 320 مليون دولار تمت سرقته من «وورم هول» جسر العملات المشفرة المدعوم من شركة «جامب تريدينج» وهي شركة التداول عالي التردد في وول ستريت. شهد يونيو كذلك اختراقاً في جسر «هارموني هورايزون» نتج عنه سرقة 100 مليون دولار، ومؤخراً استولى قراصنة على ما يقرب من 200 مليون دولار في اختراق استهدف «نوماد».
وبالرغم من أن الهجمات على هذه الجسور ظاهرة جديدة إلا أنها تتزايد بوتيرة سريعة، وبحسب بيانات «تشين اليسيس» شكلت السرقات عبرها نسبة 69% من الأموال المسروقة في عمليات الاختراق المتعلقة بالعملات المشفرة حتى الآن في عام 2022.

كيفية عمل الجسور

الجسر هو جزء من برمجية تسمح للشخص بإرسال التوكن من شبكة بلوك تشين واستلامها على أخرى منفصلة، والبلوك تشين يمكن اعتباره نظاماً شبيهاً بـ «دفتر الأستاذ» الموزع ويدعم العديد من العملات المشفرة؛ وعند استبدال توكن من سلسلة إلى أخرى كما يحدث عند إرسال بعض الإيثر من ايثريوم إلى شبكة سولانا يقوم المستثمر بإيداع التوكنات في عقد ذكي (جزء من رمز على البلوك تشين يتيح تنفيذ الاتفاقيات تلقائياً دون تدخل الإنسان).
يتم بعد ذلك «سك» هذه العملة المشفرة على بلوك تشين جديد في شكل ما يسمى «التوكن الملفوف» والذي يمثل مطالبة على عملات الإيثر الأصلية، ويمكن بعد ذلك تداوله على شبكة جديدة. ربما يكون هذا مفيداً للمستثمرين الذين يستخدمون «الإيثيريوم» المعروف بالزيادة المفاجئة في الرسوم وأوقات الانتظار الأطول عندما تكون الشبكة مشغولة.

أسباب الهجمات

يمكن إرجاع بعض ضعف الجسور إلى الهندسة غير المتقنة. فعلى سبيل المثال كان اختراق جسر «هارموني هورايزون» متاحاً بسبب العدد المحدود من المدققين المطلوبين للموافقة على المعاملات، لذلك تطلب الأمر من القراصنة اختراق حسابين فقط من إجمالي خمسة حسابات للحصول على كلمات المرور اللازمة لسحب الأموال؛ وحدث موقف مماثل مع «رونين» حيث كانوا بحاجة فقط إلى إقناع خمسة من أصل تسعة مدققين على الشبكة بتسليم مفاتيحهم الخاصة للوصول إلى العملات المشفرة المقفلة داخل النظام.
أما في حالة «نوماد» فقد كان الأمر أسهل بكثير للتلاعب في الجسر وتمكن القراصنة من إدخال أي قيمة في النظام ثم سحب الأموال حتى لو لم يتم إيداع أصول كافية فيه، ولم يكونوا بحاجة إلى أي مهارات برمجية وقد أدى ضعفه إلى توافد الآخرين من القراصنة مما أدى إلى ثامن أكبر سرقة عملات مشفرة على الإطلاق.
وتقدمت منصة «نوماد» بمكافأة تصل إلى 10% للقراصنة لاسترداد أموال المستخدمين وذكرت أنها ستمتنع عن اتخاذ إجراءات قانونية ضد من يعيد منهم 90% من الأصول التي أخذوها.

أهمية رغم الخطر

تعتبر الجسور بديل العملات المشفرة عن النظام المصرفي؛ لذا فهي أداة أساسية في مجال التمويل اللامركزي (DeFi) الذي تتم عن طريقه إدارة عمليات تداول الأموال بواسطة «العقد الذكي» والذي تتم كتابته على البلوك تشين العام، مثل الايثريوم أو سولانا، ويجري تنفيذه عند استيفاء شروط معينة مما يلغي الحاجة إلى وسيط مركزي؛ ومع استمرار تطور مساحة التمويل اللامركزي سيحتاج المطورون إلى جعل البلوك تشين قابلاً للتشغيل المتبادل لضمان تدفق الأصول والبيانات بسلاسة بين الشبكات، وبدون هذه الجسور تكون الأصول مغلقة في سلاسلها الأصلية.
رغم هذه الأهمية إلا أن الجسور عرضة للقرصنة كما يمكن استخدامها في جرائم غسل الأموال وبالفعل قام أشخاص بتحويل ما لا يقل عن 540 مليون دولار من المكاسب غير المشروعة عبر جسر يسمى «رين بريدج» منذ عام 2020.
ويتساءل الخبراء عما إذا كانت هذه الجسور ستخضع للتنظيم، حيث إنها تتعامل إلى حد كبير كما تتعامل بورصات العملات المشفرة إلا أن الأخيرة خاضعة للتنظيم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"