عادي

توظيف رمزي لمفردات المكان والطبيعة في بيت الشعر

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد البريكي يتوسط الشعراء والحضور

الشارقة: «الخليج»

نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة، مساء أمس الأول الثلاثاءن أمسية شعرية شارك فيها الدكتور وليد الصرّاف، من العراق، وأبو بكر الجنيد، من السودان، والدكتور عبدالله بيلا، من بوركينافاسو، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير البيت، وقدمها الشاعر صهيب نبهان، الذي عرّف بمبدعي الأمسية، وأشاد بدور بيت الشعر في الاحتفاء بالتجارب ومواصلة العطاء الشعري.

قدم الشعراء قصائد وجدانية، تراوحت بين الهموم الذاتية والحنين إلى الأوطان، حيث افتتح القراءات وليد الصراف، الذي قرأ قصيدة أهداها إلى «أم الربيعين» مدينته الموصل، لامس فيها أوجاع الناس والحجر والتاريخ العريق لهذه المدينة ومعاناتها مع الحرب، وقال فيها:

حَدْباءُ لا تَقْنطي إنّي أرى القَصَبا

لَمْ يُصبحِ النّاي لولا أنّه ثُقِبا

مازلتِ عبرَ دُخانِ الحربِ فاتنةً

ودجلةُ دَمْعةً في خَدّك انْسَكبا

تريقُ فضّتَها الأقمارُ فيكِ دُجىً

وتسكبُ الشمسُ في أسحاركِ الذّهَبا

والشَّمْسُ وَجْهُكِ إنْ أسْفَرْتِ لاحَ ضحىً

وإنْ وضعتِ حِجاباً فالضُحى احْتَجبا

وقرأ نصّاً أشاد فيه بدور الشارقة وبيت الشعر الذي يحتفي بالشعراء، حيث سبق له أن شارك في فعالياته ضمن الملتقى الشهري للشعر العربي «شعراء من العراق» ومما قرأ:

لبيتٍ هو الشِّعْر لايُكْترى

وليسَ يباعُ ولايُشْترى

لبيتٍ أقامَ عمودَ الخليلِ

وأوْرى الحداثةَ نارَ قِرى

وقرأ أبوبكر الجنيد مجموعة قصائد اتّسمت بذاتيتها، ولامست هموم الروح، وقرأ للشارقة قصيدة قال فيها:

هُنا يأتي المُحِبُّونَ الجَمالا / على ثِقَةٍ مِن المَوْلى تعالى / هُنا.. حيثُ الجمالُ زَها ويزهو / بأفراحٍ تُناديني: تعالَ / بِأجملِ مَن رأيتُ كريمَ وجهٍ / سما وبِروعةِ الفحوى.. تعالى / بِنُخبةِ يعرُبٍ وبِشمسِ عزٍّ / بِشارِقةٍ بِها المعنى تَلالا.

وقرأ كذلك قصيدة تنهل من الهم الذاتي ومنها:

هِيَ أوقدت / ناراً / وألقتني / بِها / يا قلبُ كُن أنت الخليلَ / يا نارُ كوني / جئتُ أقبسُ جُذوةً / شمساً أضيءُ بِها الحلَكْ.

واختتم القراءات الشاعر عبدالله بيلا، الذي لامس مفردات المكان والطبيعة في توظيف شعري رمزي واعٍ وقال:

حدّثيني ولو بجلالِ السكوتِ الفصيحِ / عن البيتِ، والبابِ، والنافذة / وعن آخرِ الشّرفاتِ التي رشفتْها الغيومُ على مهَلٍ / في مقاهي السماءِ البعيدةِ / جادَت بها مطراً / يغسلُ العتباتِ القديمةَ في الروحِ / من صخبِ الذاكرة. وقرأ بيلا قصيدة أهداها إلى الشاعرة الأمريكية سيلڤيا بلاث، برزت فيها فكرة الموت بوضوح، وقال فيها:

مرةً إثرَ أخرى يخاتلكِ الموتُ

تنمو فخاخُ القصائدِ فيكِ.. وتمتدُّ

تدنو إليكِ وتبعدُ

والموتُ منهمكٌ في تأمُّلِ طيفكِ

يشرُدُ في بسمةٍ سخِرَت من جراحِ خطاكِ

وفي ختام الأمسية كرَّم محمد البريكي الشعراء ومقدّم الأمسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/krv36rj5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"