عادي

«أجوان» وحديث ملتقى الأديبات

23:47 مساء
قراءة 3 دقائق
الكاتبة نورة النومان تتحدث خلال الحفل
  • صالحة عبيد غابش رئيسة المكتب الثقافي والإعلامي المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة

يبدو النص الأدبي، قصيداً كان أم نثراً أو سرداً، عالماً يتجدد بالقراءة، حالة لا تجمد عند حركة واحدة أو وقفة ثابتة لا تتقدم ولا حتى تتأخر، فما زلنا في زماننا هذا نقرأ لأدباء الخمسينات والستينات من القرن الماضي، نقرأ لنصوص الأزمنة التي انقضت بمسمياتها وبقي في الذاكرة شعراؤها وأدباؤها والعاملون على البحث في جوانب خفيّة في اللغة كالمعاجم وغيرها. ما زالت هناك دراسات وبحوث وقراءات تحمل في عناوينها أسماء مبدعيها من الشعراء والروائيين والنقاد وغيرهم، لأن هناك اكتشافات مستمرة لما وراء اللغة، ولما وراء الفكرة التي سمحت بميلاد النص، ولما وراء ثقافة الكاتب وخبرته وتجاربه وبيئته التي نشأ فيها وكانت بئراً عذبة لموضوعات نصوصه.

وسط هذا الاستدعاء لنصوص تلك الأيام، يظهر ما هو الجديد المواكب لحكايات زمنه وتغيرات بيئته، تتنافس هذه النصوص للبقاء في الذاكرة من دون تخطيط من قبل كاتبها ربما، فهناك مؤلفون يكتبون اللحظة التي يمرون بها من دون النظر لما سيأتي بعد الكتابة، فتبدو هي بذاتها الهدف، وحين تكون في متناول يد القارئ أو الناقد، ينتقل إلى حالة أخرى.

هناك من يأبى الوقوف عند إنتاج النص، كتابة وطباعة ونشراً وتوزيعاً، فهذه الوقفة لا توافق طموحه، لأن الحلم كبير والحلم له بقية، ليتم استدعاء أشكال من التوافق مع أنماط فنية متقدمة كي يطلق الكاتب نصه إلى عالمٍ مُشاهد تتجسد فيه أحداث الرواية في عمل درامي أو كلمات القصيدة في أغنية أو مسرح غنائي، وهذا ما شهدناه في روايات نجيب محفوظ وقاسم أمين وحنا مينا وغيرهم حين تحولت رواياتهم إلى أعمال درامية.

وهكذا جاءت «أجوان»، تلك الرواية التي خُطت بفكر وخيال وإبداع الصديقة الكاتبة الإماراتية نورة النومان، والتي انتزعت الريادة في كتابة لم يسبقها إليها أي من كتّاب وأدباء الإمارات، وهي كتابة روايات الخيال العلمي.

قلت لزميلتي التي تجلس بقربي ونحن نشاهد انطلاق العمل على الشاشة: ما أجمل جملة أنها: «أول رواية خيال علمي عربي يتحول إلى عمل درامي» في ملصق الدعاية. أمر يدعو الى الفخر، ويدعو الى التساؤل حول موضوع الفيلم وكيف يمكن أن تكون روايات الخيال العلمي قصة لواقع إنساني نعيشه بكل تعقيداته وتحدياته وقضاياه. هي رواية خيالٍ علميّ لكنها مفعمة بالإنسانية كالأمسية التي أطلقت فيها الحلقة الأولى والتي امتلأت دفئاً جميلاً مع مغالبة نورة النومان دموعها وهي تعيش نجاحاً استثنائياً وتشكر كل من وقف بجانبها داعماً من أجل تحقيق هذه الخطوة الرائدة وأولهم أسرتها.

لذلك، ونحن نلتقي على مائدة الحوار عن علاقة الأدب بالذكاء الاصطناعي، خلال أيام ملتقى الشارقة السنوي لأديبات الإمارات في دورته السابعة والتي نظمها المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، كان لا بد من التوقف عند صناعة الذكاء الاصطناعي لأعمال أدبية تتحول إلى دراما، واحتواء أحداثها في الوقت نفسه على هذا الذكاء الذي أصبح يزدادُ حضوراً في واقعنا يوماً بعد يوم.

وكانت «أجوان» نموذجاً لذلك.

وبعد..

فإن الريادة العربية في هذه التجربة للمرأة الإماراتية، وللشارقة.. وستأتي ريادات أخرى إن شاء الله في الإبداع بصيغة مبتكرة في الأجيال القادمة مع حضور صورة نورة النومان مؤلفة رواية «أجوان» التي تحولت إلى حلقات مصوّرة تُذاع عبر شاهد كأنموذج للمرأة الإماراتية ذات القلم الملهم لأحداث الحاضر والمستقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3csffx5s

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"