عادي

القراءة.. حوار بين اثنين

23:55 مساء
قراءة دقيقة واحدة

ينطلق هانس روبيرت ياوس في كتابه «جمالية التلقي.. من أجل تأويل جديد للنص الأدبي»، ترجمه إلى العربية رشيد بنحدو، من فرضية أساسية مفادها أن النص لا ينبثق من فراغ، ولا يؤول إلى فراغ، إن كل كاتب ينطلق من أفق فكري وجمالي، يكيف تصرفه في الموضوعات والأفكار وتدبيره للغة.

في المقابل فإن كل قارئ، خاصة إذا كان ناقداً، يمتلك أفقاً فكرياً وجمالياً، يشترط تلقيه للنص الأدبي وتعبئته بالمعنى، وتأويله لبنيته الشكلية، ويتألف هذا الأفق المدعو بأفق التوقع، من خبرته المسبقة بالجنس الأدبي الذي ينتمي إليه النص المقروء، ومن وعيه المسبق بالعلاقة التناصية، التي تربطه بنصوص أخرى، من حيث البنية الشكلية، ومن معرفته المسبقة بالفرق الجوهري بين التجريب النصي.

يشير الكتاب إلى أنه حين تتحرك آلية القراءة، ينشأ حوار خاص بين الأفقين قد يتسم بالتوتر والتجاذب، حوار يحتمل أن يتمخض عن تماهي أفق النص مع أفق توقع القارئ أو تخييب ذاك لهذا، أو تغييره له، وفي نوعية استجابة النص لأفق القارئ، تكمن قيمته الفنية، فإذا استجاب له بالتماهي معه، كان رديئاً، وإذا استجاب له كان عديم الأثر، أما إذا استجاب له بتغييره – وهذا أفضل الاحتمالات – فهذا يعني أنه جيد، لذلك يتعين على الناقد أو المؤرخ الأدبي كما يتصوره ياوس أن يحلل نوعية الاستجابة هذه، وذلك باستجماع تلقيات قراء ذلك النص المتعاقبين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/43w9x2z2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"