عادي

ورشة في أصول وجماليات الإلقاء المسرحي

01:08 صباحا
قراءة دقيقتين
د. فيصل القحطاني

في إطار الدورة الرابعة لمهرجان المسرح الخليجي، نظمت صباح أمس الخميس، بفندق هوليداي إنترناشينول بالشارقة، ورشة «أصول وجماليات الإلقاء المسرحي»، بإشراف الدكتور فيصل القحطاني من الكويت.

بدأ د. القحطاني حديثه بالقول: «الإلقاء الصحيح شرط لفهم فن الكلام والخطابة، من أجل إيصال معنى وإشارات النص بطريقة سليمة».

وتحدث القحطاني عن ضرورات جودة الإلقاء التي تتجاوز سلامة القول إلى فهم معاني الكلام وإشاراته، وتطرق إلى كثير من نماذج الإلقاء في كثير من وسائل الإعلام، منتقداً ضعف بعضها في صلته بالإلقاء الصحيح، ثم تحدث عن فن الإلقاء في الدراما المسرحية، هذا الذي تشوبه الكثير من الأخطاء، ونادى بضرورة الاهتمام بجماليات فن الإلقاء، وحمل مسؤولية هذا على المخرج، المطالب ليس فقط بتقديم حركة أو صورة مبهرة على الخشبة، بل يحتاج كذلك إلى فهم ووعي بجماليات الإلقاء.

وأكد القحطاني أن لكل نص عالمه الخاص وبيئته الخاصة، فالنص ذو طبيعة متحركة بما يحمل من رسائل ومعانٍ، والممثل المحترف مطالب بفهم بيئات النصوص والشحنة الدرامية التي تحملها العبارات، ومن جهة ثانية فهناك الكثير من متطلبات النطق السليم الخالي من العيوب؛ حيث اعتبر د. القحطاني أن أولى فنيات الإلقاء تتطلب نطقاً سليماً خالياً من العيوب، وفي هذا نوّه بأهمية عقد الورش التدريبية للممثلين، التي ستؤهلهم بالضرورة للمواءمة بين لغة الجسد ولغة القول، وأن للإلقاء قواعد لكنها ليست ثابتة، فهي مرتبطة بسيمياء النص، وما يحمل من شيفرات بين الحزن والفرح والغضب، وغير ذلك.

إن إدراك عتبات النص، وما يحمل من شحنة درامية، يعدّ شرطاً من أدوات فهم الكلام، ويمنح الممثل فرصة أكبر لزمن التوقف عن القول، ومن ثم مباشرة أو استئناف الكلام من جديد.

وأكد د. القحطاني أنه ليس من المبالغة القول إن الإلقاء فن، له عالمه وعلمه وقواعده النظرية والتطبيقية.

وتوقف د. القحطاني عند آليات النطق السليم، وأولها التهيئة الصحيحة، يليها قدرة الممثل على التحكم بصوته ضمن ما يعرف بآلة النطق، التي تشتمل على الشفتين والأسنان واللسان وسقف الحلق والحنجرة، وأيضاً -وهذا مهم- تدريب الممثل على تنظيم التنفس، وتخزين أكبر قدر من الهواء في الرئتين، وهذا يتطلب تدريباً على الطريقة الصحيحة للتنفس من خلال الفم وليس الأنف، والتحدث من خلال شفتين مفتوحتين وليستا مطبقتين.

التحليل النفسي للشخصية المؤداة على الخشبة كما أكد د. القحطاني يمنح الممثل معرفة بالبعد الدرامي لهذه الشخصية، من النواحي النفسية والاجتماعية والجسمانية، وهذا بالضرورة يمنح الممثل فرصة أكبر في ضبط شيفرة الكلام بين المبالغة والفتور، وتبعاً لانتقالات النص بين حالات الغضب والفرح والحزن وغير ذلك من الانفعالات النفسية، ما يعني أن قدرة الممثل على الأداء الصحيح مرهونة بقدرته على سبر أغوار الشخصية التي يؤديها على الخشبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/53edyp8m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"