مسرحية «بحيرة السلام».. دعوة للحفاظ على البيئة

الشارقة: علاء الدين محمود

في ثانية فعاليات النسخة ال16 من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، شهد قصر الثقافة مساء أمس الأول الخميس، عرض «بحيرة السلام»، لمسرح رأس الخيمة الوطني، تأليف: الشيخة سارة بنت محمد بن ماجد القاسمي، إخراج: عبد الله الحريبي، وتمثيل: ريم الفيصل، محمد عبده، سارة السعدي، صالح محمد، عدنان البلوشي، ونخبة من الممثلين، وسط حضور جماهيري كبير.

العمل احتشد بالكثير من القيم ودعا إلى أهمية العيش وسط أجواء من المحبة والتسامح والتعاون، وحمل العديد من الرسائل على رأسها ضرورة الحفاظ على البيئة والمحيط الذي تعيش فيه الكائنات الحية بعيداً عن العادات السيئة التي من شأنها القضاء على الغطاء الأخضر للطبيعة.

ويروي العرض حكاية مجموعة من الضفادع، عاشت في سلام وأمن، وسط العشب الأخضر والأشجار ومياه البحيرة، في أجواء من السعادة والسلام، وفي يوم حدثت مفاجأة غير سارة، عندما اطلعت إحدى الضفادع «نونا»، على كتاب «أساطير الضفادع»، وهو الكتاب الذي حذرهم الضفدع العجوز «بابا سلام»، من الاقتراب منه أو الاطلاع عليه.غير أن الضفدعة «نونا» وقعت في المحظور واطلعت على أسرار الكتاب، الذي احتوى خلطات سرية تساعد في ازدياد نمو العشب، فقامت برفقة بقية الضفادع بالعمل بموجب تلك الخلطات، وكانت النتيجة هي تلاشي الطبقة الخضراء التي تحولت إلى منطقة جافة تماما، حينها أخبرهم بابا سلام، أن الكتاب غير مكتمل وأن هنالك جزءا آخر وأن هذه الخلطة لا تعمل إلا باكتمال جزئي الكتاب، وأوضح لهم أن الجزء الثاني في مكان بعيد يدعى «بحيرة الأحلام».

شعرت نونا بتأنيب الضمير، وقررت الذهاب إلى «بحيرة الأحلام»، لتستعيد الكتاب، في رحلة محفوفة بالمخاطر، لتنجح في النهاية في الوصول إلى البحيرة وهنالك تتعرض للسجن من قبل زعيم البحيرة الضفدع الشرير، وخلال وجودها في الأسر تعرفت إلى الضفدع الطيب «كركار» الذي أوكلت إليه مهمة حراستها، والذي علم بأنه سعت لاستعادة الجزء الثاني من «أساطير الضفادع» فوعدها بأن يسلمها الكتاب ويساعدها على الهرب من السجن، إن هي ساعدته على تعلم القراءة والكتابة، وهو الذي تحقق بالفعل. فحصلت على الكتاب وعادت مسرعة إلى البحيرة، وهنالك عملت برفقة بقية الضفادع و«بابا سلام»، على تفعيل الخلطات من أجل عودة البحيرة إلى طبيعتها القديمة، وهو الأمر الذي حدث بالفعل.

حلول إخراجية

قدم مخرج العمل العديد من الحلول الإخراجية التي ارتقت بالعرض مثل عناصر الديكور التي جسدت البيئة الخضراء وكذلك الموسيقى والغناء والفعل السينوغرافي الباهر، وجاء الأداء التمثيلي الرائع ليكمل تلك اللوحة المسرحية التي وجدت تفاعلاً كبيراً من قبل جمهور العرض.

تكريم

وسبق العرض المسرحي تكريم شخصية المهرجان الفنان صابر رجب، في لقاء مفتوح حضره عدد كبير من الفنانين ونجوم المسرح، بإدارة الفنان خالد البناي.

وفي مستهل اللقاء قدم البناي تطوافاً على مسيرة المكرم وتجربته المسرحية، وأوضح أن إسهامات صابر رجب في مسرح الطفل كبيرة ومهمة، لافتاً إلى أنه يتسم بالعديد من الخصال الطيبة، وهي صفات مطلوبة في مجال العمل المسرحي والدرامي، وأنه سبق وكرم في مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة 2017، نسبة لإسهاماته التي ظل يقدمها للمسرح الإماراتي.

وتحدث البناي عن نشأة رجب في أسرة معروفة بحضورها الاجتماعي في خورفكان، ونوه بشقيقه المخرج حسن رجب الرائد المسرحي الذي اتجه نحو الكوميديا، مشيرا إلى أن صابر تعلم من شقيقه الكثير من أسرار العمل المسرحي.

وتحدث عدد من نجوم الفن عن التجربة المسرحية الكبيرة لصابر رجب، وهم: عبد الله صالح، ود. وحبيب غلوم وإبراهيم القحومي ووصفوا عطاءاته الكبيرة في الفن المسرحي.

وأشاد الفنان حسن رجب بتجربة شقيقه في المسرح، موضحا أن صابر استفاد في ممارسته المسرحية من النقد فكان أن طور نفسه وأدواته وأسلوبه.

مسؤولية

توجه الفنان المكرم صابر رجب، بالشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للجهود الكبيرة التي ظل يبذلها من أجل المسرح الإماراتي والعربي، والذي كان له الأثر المباشر في تطور الحراك المسرحي الإماراتي، وشدد رجب على أن هذا التكريم الذي وجده من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، يضع على عاتقه مسؤولية كبيرة من أجل تقديم المزيد من الأعمال والنجاحات، مشيراً إلى أن مهرجان الطفل هو من الفعاليات الصعبة والتي تتطلب الكثير من الجهد، وكذلك العمل المسرحي للأطفال، وأكد أنه تعلم الكثير من شقيقه حسن رجب، وقال: «هو معلمي الأول، ومنه تعلمت أصول العمل المسرحي».