عادي
الحرية الفردية جزء أساسي من أهداف الحداثة

شما بنت محمد تشهد ندوة حول كتاب «الحداثة السائلة» لباومان

22:55 مساء
قراءة دقيقتين
كتاب «الحداثة السائلة» لباومان

شهدت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، ندوة بمجلس الفكر والمعرفة حول كتاب «الحداثة السائلة» لعالم الاجتماع البولندي زيجموند باومان.

وأشارت الشيخة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان خلال الندوة، إلى أن الحداثة السائلة التي تكلم الكاتب عنها عبر فصول الكتاب، لا يمكن تشكيلها إلا عبر قوالب، ونحن نعيش في عالم بلا حدود؛ لذا فمن الصعب تكوين قوالب معينة؛ لأن الحرية الفردية جزء أساسي من أهداف الحداثة، ونحن نعيش في عالم متسع الأفق، والجميع منهمك في وسائل التواصل الاجتماعي، ومن المهم مجاراة التطور».

وقالت: «إن باومان ينظر لهذه المرحلة بأنها تتحرر من قيود اليقين التي تميزت بها الحداثة الصلبة التي حين بدأت مع التنوير اعتمدت على إحلال يقين صلب مكان يقين آخر صلب، والفارق أن اليقينيات الصلبة الأولى كانت تعتمد على الفكر الخرافي، وحين تحول مصدر اليقين إلى العلم أنتج حداثة صلبة يقينية أيضاً، ولكن ومع مرحلة ما بعد الحداثة اتسمت اليقينيات بميوعتها وتغيرها وعدم ثباتها، فأصبحت حداثة سائلة متدفقة لا يقينية وأصبحت قاعدة الثابت الوحيد: أن كل شيء يتغير هي القاعدة الحاكمة للحضارة البشرية في العصر الحديث».

وأشارت إلى أن باومان يرى أن الحداثة السائلة تعظّم من قيمة الحرية الفردية، وقالت: «حين أقف حيال ما يحدث خلال السنوات الأخيرة، أجد أن هناك فعلياً حالة من التحرر بدأت بشرارات صغيرة ثم أصبحت تنمو يوماً وراء آخر، وبدأنا نسمع مطالبة أفراد وبعض التجمعات بحقوق تخالف كل الأعراف والقيم الإنسانية، خاصة في ظل تغول شبكات التواصل في حياة البشر وأصبحت مساحة متحررة من كل السلطات إلا سلطة الوعي».

ونوهت الشيخة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان بأن للأسرة دوراً مهماً لبناء شخصية الإنسان القادر على مواجهة كل تلك المتغيرات المتسارعة، وعلينا استيعاب هذا التسارع ببناء العلاقات الإنسانية التي تسهم في حماية المستقبل.

وشاركت عضوات المجلس في الحوار الذي فكّك مفاصل الحداثة السائلة التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية، والحداثة الصلبة التي بدأت مع عصر التنوير، والإشارة إلى الحداثة السائلة وما تحمله الأخلاق والقيم؛ كونها غير ثابتة.

واختتم الحوار بطرح عدة أفكار بغية وعي وإدراك بما يدور حولنا، وأن التغير أمر لا مفر منه، ولكن بما يتناسب مع التربية الأخلاقية والقيم الإنسانية، وفهم الرأي الآخر واحترامه، والتوعية بما سيواجه الفرد من توقعات خلف ستار المستقبل. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2pvxc4ks

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"