عادي
٣ أطنان يومياً من الخضراوات بمدخلات محلية

مزرعة عضوية ووجهة سياحية

00:35 صباحا
قراءة 4 دقائق
4 قطف المنتجات مباشرة من المستهلكين
5 حوار زراعي ومعلومات قيمة
3 جولات سياحية للزوار

العين: راشد النعيمي

منذ انطلاقها في عام 1997، كانت مزرعة الإمارات العضوية «إمارتس بيو فارم»، أول المبادرين لحماية البيئة من التلوث الصادر عن الأسمدة الحيوانية غير المعالجة، المستوردة من الخارج، وذلك عبر تطبيق الاستدامة بإنشاء مصنع الإمارات للأسمدة البيولوجية، وواصلت المزرعة نجاحاتها وحققت إنجازاً جديداً بإنتاج 60 صنفاً زراعياً وفق أعلى المواصفات العالمية والتحول إلى مركز تعليمي زراعي، لتواصل مساهماتها الفعالة والمؤثرة في الحفاظ على البيئة، كما أنه حرصاً على مواكبة التطور، تتيح المزرعة لأول مرة عبر تطبيق إلكتروني بيع الخضراوات والبيض من متجرها الافتراضي وتوصيلها للمشترين في بيوتهم.

الصورة

تعد «إمارتس بيو فارم» أكبر مزرعة خاصة للزراعة العضوية في الإمارات، حيث تقع على مساحة نحو 250 ألف متر مربع في منطقة «الشويب» بالعين، وهي تتيح زراعة وتعبئة وشحن خضراوات عضوية معتمدة 100% دون أي إضافات أو أي مواد حافظة، فضلًا عن عدم استخدام بذور محورة وراثياً، ووفقاً لخطة دورة المحاصيل، يتم حصاد جميع الخضراوات في ذروتها، ثم معالجتها في مدة ما بين ساعة إلى ساعتين، للحفاظ على القيمة الغذائية والنكهة.

وقال يزن القضماني مدير العمليات: إن المزرعة عضوية مسجلة من قبل هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس (ESMA) وكذلك حاصلة على شهادة الزراعة العضوية الألمانية (KIWABCS)، موضحاً أنها تنتج حالياً 55 صنفاً مختلفاً، إلى جانب البيض العضوي، وتعد من أكثر الأماكن الجذابة، حيث تفتح أبوابها خلال الموسم الزراعي لاستقبال العائلات والرحلات المدرسية للتنزه والترفيه والتعلم والقيام بأنشطة التجارب الميدانية.

تطبيق الاستدامة

أوضح مدير المبيعات في «إمارتس بيو فارم»، أن المزرعة وفي إطار تطبيقها الاستدامة، تنتج ٣ أطنان يومياً من الخضراوات العضوية، كما تستخدم مدخلات عضوية من الإنتاج المحلي من المخلفات النباتية والحيوانية المعقمة، حيث ينتجه «مصنع الإمارات للأسمدة العضوية».

ولم تقتصر أهمية المزرعة في إنتاج المحاصيل فحسب؛ بل أنها تعد واجهة جذابة، وفقاً لما أوضح القضماني الذي كشف استقبال أكثر من ألف زائر أسبوعياً من المواطنين والمقيمين والسياح، يطّلعون على الزراعة البيئية في الإمارات.

ويعد تقليل الهدر نهجاً يتبعه القائمون على المزرعة، ولفت مدير المبيعات إلى أنه يتم استهلاك فائض الإنتاج لتصنيع المخللات وأنواع المربى والمأكولات العضوية لتقليل الهدر والفاقد، فيما تتوجه المزرعة حالياً لزراعة الفطر والأبحاث في تطوير المدخلات محلياً للاستدامة في إنتاج الفطر، فيما تنتج 15 ألف بيض عضوي يومياً من المرعى الحر وتقوم بدراسات لتعويض الطيور بمدخلات من المزرعة للتقليل من نسبة العلف المستورد، إضافة إلى تطوير أبحاث على منتج حافظ للمياه باسم «سوبر واتر سيفر» من إنتاج «مصنع الإمارات للسماد العضوي» وهو منتج صناعة وطنية مبني لتربة ومناخ الإمارات، يقلل استهلاك مياه الري بنسبة ٥٠%.

ترفيه وتعليم

أشار يزن القضماني، إلى أن المزرعة تنظم جولات سياحية ترفيهية وتعليمية من خلال برامج متميزة، حيث يتم نقل الزائرين بواسطة جرار زراعي مجهز يقوم بجولة داخل المزرعة بالكامل وسط الخضرة، حيث المناظر الخلابة والهواء الطلق، كما تضم مكاناً مجهزاً بالكامل للجلوس والاسترخاء يسع ألكثر من 200 شخص، ويمكن تناول الوجبات والمشروبات العضوية المتميزة.

وأضاف أن المزرعة تتضمن أيضاً منفذاً لتسوق الخضراوات العضوية والعديد من المنتجات العضوية الأخرى المتميزة بأسعار حصرية، إضافة إلى ممارسة فعاليات للأطفال كالرسم والتلوين وحصد الخضراوات من الحقل مباشرة خلال التجول سيراً على الأقدام، وتمتد الجولات إلى المحيط الخارجي للمزرعة، حيث رمال الصحراء الساحرة.

وتضم المزرعة خيمة على الطراز العربي الإماراتي مخصصة للجلوس والاستمتاع بالطبيعة عند غروب الشمس، وسط جو من الهدوء يساعد على الاستجمام والاسترخاء، ويصلح لممارسة «اليوجا» و«الميديتيشن» مع الموسيقى المتميزة بواسطة أكبر المراكز المتخصصة في هذا المجال.

نظام آمن

أضاف القضماني، أن المزرعة تهدف إلى المساهمة في تأسيس نظام غذائي آمن ومستدام يعزز صحة الناس والبيئة في الإمارات، ويحقق الاكتفاء الذاتي والاستقلال الغذائي والحفاظ على الموارد الطبيعية المستدامة، وتحقيق أعلى مستويات الجودة في مجال المنتجات العضوية والمساهمة في بناء البنية الرئيسية لهذا المجال، وذلك وفق أعلى الشروط والمقاييس لتكريس حماية البيئة والإنسان في الإمارات من خلال تعزيز الزراعة العضوية المستدامة.

ويعد القضماني، واحداً من أبرز المهتمين بالسياحة الزراعية والاستدامة، وقد شارك في حوارات «إكسبو 2020» وواصل: «أمامنا تحديات كبرى في ما يتعلّق بالاستدامة، ومن الضروري إشراك الجميع وطرح ومناقشة المبادرات والحلول المختلفة الكفيلة بتحقيق الأمن الغذائي المستدام، لا شك في أن المعرفة قوة، عندما يتعلق الأمر بالأمن الغذائي».

واختتم حديثه قائلاً: «نحن في المزرعة ندرك تماماً أننا من أجل الحفاظ على ازدهار صناعة الأغذية العضوية في الإمارات، نحتاج إلى تشجيع الناس على استهلاكها، وهذا ما نحاول القيام به عبر تنظيم برامج تعليمية وأنشطة سياحة زراعية في المزرعة، ومن خلال مشاركتنا في جلسات حوارية قيمة يمكننا تعريف المزيد من المحيطين بنا بالأساليب الحديثة والتقنيات المستخدمة حالياً لضمان قطاع غذائي مزدهر للأجيال القادمة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/37dhduvw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"