عادي
«أبوسيف» يطبق أحدث النظم الزراعية

التين.. بساط أخضر

00:06 صباحا
قراءة 4 دقائق
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر
تصوير مزرعتين في حتا تصوير صلاح عمر

حتا: سومية سعد

لم يكن الوالد سعيد بن سالمين البدواوي، الشهير ب «أبوسيف»، حينما يرجع بذاكرته إلى الوراء، يتوقع أن تصل مزرعة التين التي يمتلكها في منطقة «حتا» لإنتاج هذا الكم الوفير من المحصول، حيث بدأ مشروعه قبل سنوات، بغرس بذور بسيطة، وصارت تكبر وتتوسع أمام عينيه يوماً بعد يوم، حتى أصبحت من أكبر المزارع في المنطقة، ما يجعل تجربته قصة نجاح تستحق إلقاء الضوء عليها، خصوصاً وأنه مر بالعديد من التحديات، أبرزها قساوة الأرض القاحلة، لكنه بالإصرار حوّل تلك الأرض القاحلة إلى بساط أخضر، بل وطبق أحدث النظم والتكنولوجيا الزراعية والتقنيات لتوفير أجود أنواع التين.

يقول سعيد بن سالمين البدواوي، إن التفكير في هذا المشروع، الذي وصفه ب «الرائد»، احتاج منه إلى وقت وجهد كبيرين حتى بدأ أولى الخطوات العملية، وبدأ بزراعة بذور قليلة على مساحة 2000 متر مربع، لكنه عمل على التوسع في زيادة المحصول، أما بالنسبة لمساحة المزرعة، فيشير إلى أنه ينوي التوسع خلال الفترة المقبلة.

وأضاف أن رغبته في التوسع نابعة من التطلع إلى الاهتمام بالزراعة وتطويرها في منطقة حتا، طالما وجدت الإمكانات، فضلاً عن تطور العلم في إمكانية وفرة الإنتاج والتطرق إلى مجالات متنوعة في الزراعة، مؤكداً أن الزراعة من القطاعات المهمة، وهي من صميم أمننا الوطني، وركن أساسي ضمن استراتيجية الأمن الغذائي وبناء اقتصاد مستدام، لذلك تسهم مثل هذه المزارع في تعزيز اكتفائنا الذاتي في هذا المجال.

توظيف التكنولوجيا

أشار سعيد البدواوي إلى سعيه لتحقيق ما تنشده القيادة الرشيدة بأهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة في القطاع الزراعي وفق معايير الاستدامة والجودة التي وفرتها للجميع، إضافة إلى تطوير حلول مبتكرة لإنتاج الغذاء والتغلب على التحديات في قطاع الزراعة.

وقال إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان يولي الزراعة اهتماماً خاصاً، ويقدم الدعم من دون أن يستمع إلى من قالوا له إن الزراعة ليس لها مستقبل في بلادنا، لأنه كان بعيد النظر ويرى أن الزراعة أمر أساسي في حياة أي مجتمع، لذا حرص على دعم المزارعين، وتشجيع الإنتاج الزراعي الوطني واستدامته، وتطوير المشاريع الهادفة إلى تعزيز منظومة الأمن الغذائي، وهذا ما شجع على إقامة المزارع لأن كل شيء سهل ومتاح، والآن الحياة أسهل من قبل.

وأوضح أن الزراعة قديماً كانت محل اهتمام الأجداد والآباء، حتى في بيوتهم كانت تلقى الاهتمام والعناية، فلا يخلو بيت من زراعة الفاكهة والخضروات، إضافة إلى مختلف الأشجار كالتين والصبار والكنار «النبق» والرمان والترنج والليمون والمشموم والريحان والورد المحمدي، وبالفعل تعلقنا منذ كنا صبية بالزراعة وتعايشنا مع التطور الذي تشهده الإمارات.

أنواع مختلفة

يتحدث مالك المزرعة عن الزراعة في حتا، قائلاً إن الأهالي يهتمون باستغلال الأراضي الخاصة في الزراعة وعدم إهمالها، لذا حاول زراعة التين وتجربة أنواع زراعية مختلفة والبحث عن أصناف تتحمل أجواء الإمارات، وتناسب الفصول طوال العام، بل وزراعة أصناف تتناسب مع البيئة والتربة المحلية، كاشفاً أنه نجح في التغلب على مشكلة المياه بطرق ري حديثة.

وأوضح أنه بدأ مشروع زراعة التين قبل بضعة أعوام، وأولى مشروعه اهتماماً خاصاً من خلال الري والتربة، إضافة إلى استخدام مبيدات عضوية والاستعانة بخبراء في الزراعة، لكنه لم ينس أيضاً تحقيق الشكل الجمالي بالمزرعة من خلال التصميمات الداخلية المتميزة، واصفاً محيطها الطبيعي بأنه الأروع بمناظره الخلابة.

الأشجار المعمرة

أوضح سعيد البدواوي أن أشجار «التين» من الأشجار المعمرة وثمارها ذات مذاق لذيذ، وتثمر الشجرة مرة واحدة سنوياً، وتنقسم الثمرة المحببة إلى شكلين، الأحمر المائل إلى اللون الأسود، والأبيض أو الأخضر، لافتاً إلى أن مزرعته كانت تتميز بإنتاجها الجيد من البداية، برغم أنها تعد من أوائل تجارب زراعة التين في المنطقة، وهي التجربة التي خاضها بعد الاطلاع على زراعة التين في المناطق الصحراوية حتى تتناسب مع التربة، مستعيناً في ذلك بآراء الخبراء.

وينوه إلى أن البداية كانت تحدياً وهواية ورغبة شديدة في إنتاج التين للأسرة، إلا أن المنتجات بدأت تتزايد وأصبحت قادرة على تحقيق الاكتفاء للبيت دون الحاجة لشراء التين من السوق، خاصة أن الزراعة كانت تقليدية من دون معدات ولا إضافات ولا مواد كيميائية، واستمر التزايد ومعه بدأ التوسع.

وشرح ابن سالمين أن مزرعته تنتج صنفاً من التين يطلق عليه «السقب» وهو من الثمار والأشجار النادرة، ويتميز بحجمه الصغير ويميل إلى اللونين الأحمر والأسود، وينمو ويثمر وينضج وحده في الجبال، معتمداً على مياه الأمطار، دون حاجة إلى ري على مدار العام، وتنضج وتحصد ثماره أولاً، في موسم الصيف.

الغذاء السليم

طالب البدواوي أصحاب المشاريع الزراعية بضرورة الاعتماد على النفس في إنتاج الغذاء السليم والانتباه إلى أهمية الحفاظ على صحتهم وصحة أولادهم ومجتمعهم من خلال الزراعة العضوية وعدم استخدام المبيدات التي تضر بالصحة.

كما دعا أصحاب المزارع في كل ربوع الوطن إلى الاستثمار الأمثل في هذه المزارع وتطويرها وزيادة إنتاجها وتحويلها إلى مصدر لدعم الإنتاج الإماراتي، عبر الاستفادة من الابتكارات والأساليب الحديثة.

ولفت إلى أن الاهتمام بالمزرعة يزيد من الإنتاج الوفير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4wwu837a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"