عادي
هدنة خامسة.. ووساطة أممية بدعم أمريكي لإنهاء الصراع

رحى المعارك في الخرطوم توقظ الفتنة بدارفور

23:58 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1
1

شهدت الخرطوم، أمس الخميس، معارك vمحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في آخر أيام الهدنة، فيما وصلت إلى الجانبين تعزيزات من الولايات مع تسجيل مزيد من الخسائر البشرية، وأعلن الجيش أن الأيام القادمة ستشهد انفراجاً كبيراً في الأوضاع على الأرض، فيما يحتدم القتال في إقليم دارفور المضطرب بغرب السودان، حيث سقط عشرات القتلى، وسط دعوات قبلية لدرء الفتنة.

وفي اليوم الأخير للهدنة الرابعة من نوعها، اندلعت اشتباكات في نقاط عدة بالخرطوم، وتصاعدت أعمدة الدخان في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم وفي الخرطوم بحري، بالتزامن مع تحليق للمقاتلات الحربية، وقالت قوات الدعم السريع، إن الجيش قصف معسكرها في منطقة كافوري.

وعلى امتداد ساعات النهار، سمع دوي إطلاق نار كثيف وغارات جوية. وقال شهود عيان، إن طائرات حربية حلقت فوق الضاحية الشمالية للخرطوم التي تشهد تبادلاً للقصف بالمدفعية الثقيلة، على الرغم من هدنة لمدة 72 ساعة بدأت الثلاثاء، ووافق عليها الطرفان بعد جهود دبلوماسية دولية.

تعزيزات متبادلة

وقبيل انتهاء الهدنة، كشف الجيش السوداني أنه دفع بتعزيزات عسكرية إلى العاصمة، مشيراً إلى أن قوات الدعم السريع في أم درمان والخرطوم تحاول نقل عملياتها إلى منطقة شرق النيل. وفي مقابل التعزيزات التي استقدمها الجيش من مدن عدة تحسباً لجولة جديدة من القتال، جلب الدعم السريع بدوره قوات إضافية من المناطق الغربية والجنوبية الغربية.

وبعد نحو أسبوعين من القتال، أعلن الجيش السوداني أن «الأيام القادمة ستشهد انفراجاً كبيراً في الأوضاع على الأرض»، مؤكداً أن الموقف العسكري داخل وخارج الخرطوم مستقر جداً»، وأن الموقف العسكري داخل وخارج الخرطوم مستقر جداً، عدا ولاية غرب دارفور التي شهدت صراعاً قبلياً تجري معالجته بواسطة السلطات المحلية.

وأضاف الجيش في بيان، أن مقاتلي «الدعم السريع» يستخدمون أسلوب القصف العشوائي لمناطق بوسط الخرطوم، مما يتسبب في تدمير لبعض البنايات والمرافق، لكن دون فاعلية تذكر من وجهة نظر العمليات إلا للأغراض الدعائية».

وأكمل البيان أن «قواتنا بسطت سيطرتها على معظم الولايات، إلا أن الوضع معقد قليلاً في بعض أجزاء العاصمة، لجهة أن المتمردين حشدوا معظم قوتهم المندحرة بها، وهذا هو سبب انتشارهم الكبير بها».

وبالمقابل، ذكرت قوات الدعم السريع، في بيان لها، أن الجيش هاجم قوات الدعم السريع بمنطقة كافوري بالطيران والمدفعية. وأضافت، في بيان، «تصدت قواتنا للهجوم، وكبدت المهاجمين خسائر كبيرة وطاردتهم؛ حيث تم تشتيتهم في أماكن مختلفة والاستيلاء على عتادهم العسكري». ولفت البيان إلى أن تلك «الهجمات تأتي في ظل الهدنة الإنسانية التي تم تخصيصها لفتح ممرات إنسانية للمواطنين والمقيمين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة».

وأسفرت المعارك حتى أمس عن مقتل 512 شخصاً على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة الاتحادية في السودان، ولكن قد يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك نتيجة القتال المستمر.

فتنة في دارفور

وخارج الخرطوم، تصاعد العنف في أجزاء أخرى من السودان، بما في ذلك إقليم دارفور المضطرب غرب البلاد، وقالت مصادر محلية، إن حصيلة اشتباكات دارفور بلغت 100 قتيل، لكن هذه الحصيلة لم تؤكدها مصادر رسمية.

وأمس الخميس أفاد شهود عيان في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور بوقوع «اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي بمختلف أنواع الأسلحة». وفر مواطنو الجنينة باتجاه الحدود السودانية التشادية لتجنب العنف، بينما انتشرت أعمال نهب وحرق للمنازل في الجنينة؛ حيث أفاد أطباء بمقتل طبيب برصاصة طائشة.

وأصدر زعماء من القبائل العربية وقبيلة المساليت بيانين منفصلين أعلنا فيه وقفاً لإطلاق النار، مناشدين مناصريهم الالتزام بوقف إطلاق النار وضبط النفس وعدم الاعتداء على الغير، وعدم المشاركة في أي عمليات تخريبية تضرّ بأمن وسلامة المواطنين.

وحثت القبائل العربية أفرادها على الوعي التام بما تمر به البلاد من تجاذبات سياسية وعسكرية واستغلال المجتمع لتنفيذ تلك الأجندة عبر الهشاشة والسيولة الأمنية، وطالبت الأجهزة الأمنية بضبط النفس والحيادية والوقوف على مسافة واحدة من المكونات الاجتماعية في الولاية.

ووصف زعماء المساليت ما يجري بأنه ليس محض صدفة، وإنما أمر مدبر ومخطط له ضمن المؤامرات التي تحاك ضد شعب المنطقة.   (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxa22x4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"