أكد محمد هلال المهيري مدير عام غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، أن غرفة أبوظبي نجحت، العام الماضي، في تحقيق أداء إيجابي يعزز مسيرتها الريادية التي تهدف إلى دعم القطاع الخاص والارتقاء بمشهد الأعمال والاستثمار على مستوى الإمارة، حيث كان العام حافلاً بتوقيع الاتفاقيات وتنظيم فعاليات الأعمال وإطلاق المبادرات وورش العمل التوعوية، التي تهدف جميعها إلى تعزيز الأعمال وبلورة رؤية داعمة للاستثمار والاقتصاد والتنمية المستدامة في إمارة أبوظبي، ودولة الإمارات، بما ينسجم مع توجهات القيادة الرشيدة، إلى جانب اللقاءات المثمرة واجتماعات الأعمال مع وفود رسمية وتجارية.
قال المهيري في حديث ل«الخليج»: «تواصلت هذه المسيرة الناجحة، خلال العام الجاري، الذي شهد إطلاق استراتيجية جديدة للسنوات الثلاث المقبلة، وقد ركزنا من خلالها على ترسيخ مكانة غرفة أبوظبي بوصفها «صوت القطاع الخاص»، لتكون أبوظبي الخيار الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مجال سهولة تأسيس وممارسة الأعمال بحلول عام 2025».
وأضاف المهيري: «وبالنسبة إلى عدد أعضاء غرفة أبوظبي، فقد بلغ أكثر من 140 ألف عضو، الأمر الذي يؤكد فاعلية الاستراتيجية الجديدة في تفعيل دور مجتمع الأعمال، وشراكاته بمختلف أنواعها وأحجامها، وإتاحة الفرص أمامها، وتمكينها من أن يكون لها أثر فعّال ومساهمة بارزة وحضور نشط في الاقتصاد الوطني، يما يعزّز سمعة أبوظبي، ومكانتها الرائدة على الساحتين، الإقليمية والعالمية».
حول جهود ومبادرات غرفة أبوظبي، رد المهيري بالقول: «تتمحور جهود ومبادرات غرفة تجارة وصناعة أبوظبي في الفترة الراهنة والمستقبلية، حول تحقيق أهداف استراتيجيتها الجديدة، بهدف تلبية احتياجات القطاع الخاص، وتطوير سبل التعاون مع الشركاء من الجهات المحلية والاتحادية، لدعم الازدهار في إمارة أبوظبي».
وقال المهيري: «تتطلب هذه الأهداف منا حشد الجهود المشتركة والتعاون بين القطاعين، الخاص والحكومي، ومع مختلف الأطراف المعنية، وتسهيل التبادل التجاري ودعم السياسات، واتخاذ كل الخطوات التي من شأنها الارتقاء بالواقع الاقتصادي في الإمارة».
وأضاف: «نظمنا منذ بداية هذا العام منتديات واجتماعات مثمرة عززت هذه الأهداف، مثل منتدى الأعمال الإماراتي-الكوري، بحضور الرئيس الكوري، ولقاء الطاولة المستديرة مع مصرف الإمارات للتنمية، التي طرحت من خلالها امتيازات وخدمات الحلول التمويلية، وكان الإقبال على حضورها كبيراً ومجدياً، وتم تنظيم غيرها من الملتقيات وورش العمل التوعوية والتعريفية بأحدث المستجدات والأنظمة التي تهم مجتمع الأعمال في إمارة أبوظبي، ودولة الإمارات».
وتابع بالقول: «كما وقّعت الغرفة مذكرات تفاهم عدة، ربما من أهمها مذكرة التفاهم مع مجموعة الجرافات البحرية الوطنية، لإشراك الموردين في إمارة أبوظبي في مشاريع استراتيجية رئيسية، وأبرمت اتفاقيات شراكة مع كل من الهيئة الاتحادية للضرائب، ومركز الإحصاء-أبوظبي، ومنصة «إيباي» لدعم القطاع الخاص في إمارة أبوظبي وتمكينه من إطلاق إمكاناته الكاملة، وغيرها من الجهات لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية».
- قطاعات استثمارية جديدة
وعن أهم القطاعات الاستثمارية التي تركز غرفة أبوظبي على استقطابها، أجاب المهيري: «تعمل غرفة أبوظبي على مواكبة استراتيجية حكومة أبوظبي من خلال التركيز على تحفيز القطاعات الاقتصادية الجديدة، وذات القيمة المضافة، مثل قطاعات الطاقة المتجددة والصناعات والأمن الغذائي والدوائي وقطاعات التجارة الحرة وعلوم الفضاء والصحة، إضافة إلى قطاعات الاقتصاد المعرفي والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، حيث تشهد هذه القطاعات تدفقاً كبيراً في الاستثمارات بالنظر إلى أهميتها الاقتصادية والاجتماعية في مختلف المستويات، لاسيما قدرتها على أتمتة العمليات التجارية والارتقاء بالكفاءة التشغيلية وزيادة القدرة الإنتاجية بما ينعكس إيجاباً على بيئة الأعمال في إمارة أبوظبي».
وأضاف المهيري: «كما تواصل غرفة أبوظبي تشجيع الشركات الوطنية على الدخول في شراكات مع الجهات والمستثمرين العالميين لتمكين القطاع الخاص في الإمارة من إطلاق طاقاته الكامنة، وصولاً به نحو تحقيق أقصى درجات الأداء في إطار منظومة تنافسية ومتطورة، وهو ما أكدته استراتيجية غرفة أبوظبي 2023 -2025 والمتمثلة في دعم الشراكات المحتملة وفرص الأعمال للقطاع الخاص على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، ودفع عجلة الاستثمار والنمو الاقتصادي، ودعم الابتكار والازدهار في إمارة أبوظبي».
وتابع بالقول: «ومواكبة لأحدث التطورات الاقتصادية المتسارعة؛ قامت الغرفة بتمكين التحول الرقمي عبر جميع خدماتها المقدمة للمتعاملين لإثراء تجربتهم الشاملة، انسجاماً مع توجهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات للتحول إلى الحكومة الرقمية، من خلال توظيف أحدث الوسائل والحلول التكنولوجية الحديثة لتقديم خدمات رقمية متميزة ذات جودة وكفاءة عالية، لتسهيل ممارسة الأعمال واستقطاب المواهب وتحقيق التنمية المستدامة في إمارة أبوظبي».
وأوضح المهيري أن غرفة أبوظبي قامت بتوفير مختلف خدمات الغرفة عبر منظومة خدمات أبوظبي الحكومية الموحدة (تم)، منذ العام الماضي، بما من شأنه إثراء تجربة المتعاملين والوصول إلى كل المعلومات اللازمة وتعزيز بيئة الأعمال والاستثمار في إمارة أبوظبي.
وأشار المهيري: «كما جسدت الغرفة جهودها الرامية إلى دعم السياسات وتبنّي الابتكار والتحولات الرقمية بإدخال تحسينات إضافية ومزايا جديدة على شهادة المنشأ بلا جهد، في إطار حرصها على تعزيز تجربة المتعاملين الرقمية وفق أعلى المستويات».
- نجاح كبير
وقال المهيري: «ومؤخراً، سجلت الغرفة مشاركة ناجحة في ملتقى الاستثمار السنوي بصفتها شريكاً داعماً، حيث استقبل جناح غرفة أبوظبي عدداً كبيراً من الوفود الرسمية والتجارية من مختلف دول العالم، وجرى اطلاعها على ميزات الاستثمار في إمارات أبوظبي ومنظومتها الاقتصادية التنافسية والمتطورة وخدمات غرفة تجارة وصناعة أبوظبي الداعمة للشركات العالمية التي تتطلع إلى تعزيز حضورها في إمارة أبوظبي».
وأشار المهيري إلى أن الغرفة تشارك في رعاية جائزة الإمارات للريادة في سوق العمل، والتي يجري تنظيمها برعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، للاحتفاء بجهود منشآت القطاع الخاص الرائدة وتكريم العمالة المميزة، إلى جانب تسليط الضوء على الممارسات الناجحة في سوق العمل على مستوى كل القطاعات الاقتصادية في الدولة.
