عادي
أنجز الاستحواذ الطارئ على منافسه المتعثر «كريدي سويس»

«يو.بي.إس» يعزز نفوذه.. بنك عملاق بميزانية 1.6 تريليون دولار

10:32 صباحا
قراءة 3 دقائق

قال بنك «يو.بي.إس»، الاثنين إنه أنهى الاستحواذ الطارئ على منافسه المتعثر «كريدي سويس»، ليتحول إلى بنك سويسري عملاق بميزانية تبلغ 1.6 تريليون دولار وقدرة أكبر على إدارة الثروات.
وفي تعليق على أكبر صفقة في القطاع المصرفي منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، قال الرئيس التنفيذي لبنك يو.بي.إس سيرجيو إرموتي ورئيس مجلس الإدارة كولم كيليهر في رسالة مفتوحة نشرتها صحف سويسرية «هذه بداية فصل جديد».
وستدير المجموعة أصولا بقيمة خمسة تريليونات دولار، مما يمنح يو.بي.إس، أكبر بنك لإدارة الثروات في العالم، مكانة رائدة في أسواق رئيسية كان من الممكن أن يستغرق الأمر منه سنوات للنمو والوصول إليها. كما أنهى الاندماج تاريخا عمره 167 عاما لبنك كريدي سويس والذي شهد في السنوات الماضية فضائح وخسائر.
ويبلغ عدد موظفي البنكين معا 120 ألفا في أنحاء العالم، ومع ذلك قال يو.بي.إس بالفعل إنه سيخفض الوظائف للاستفادة من الاندماج وخفض التكاليف.
عملية دمج ضخمة
وأطلق «يو بي إس» عملية دمج ضخمة للغاية يراقبها زبائن وموظفون وقادة سياسيون في سويسرا عن كثب. وحذّر الرئيس التنفيذي لـ«يو بي إس» سرجيو إرموتي الجمعة من أن الشهور المقبلة ستكون «شاقّة» على الأرجح، مضيفا أنها ستترافق مع «موجة» قرارات صعبة، خصوصا في ما يتعلّق بالتوظيف.
وأعلن المصرف في رسالة مفتوحة الاثنين نشرت في صحيفة «إن زي زي» السويسرية «استكملنا عملية الاستحواذ القانونية على كريدي سويس»، مؤكدا «بدء فصل تاريخي جديد».
وأُجبر أبرز مصرف في البلاد هو «يو بي إس» على الدخول في عملية الدمج لمنع انهيار منافسه «كريدي سويس»، لكنه لم ينتظر حتى الاثنين لبدئها.
وقال المحلل المالي لدى «فونتوبيل» أندرياس فينديتي لفرانس برس إنه «اعتبارا من الاثنين، يمكن لـ+يو بي إس+ أن يكون استباقيا».
يحضر «يو بي إس» للعملية منذ منتصف آذار/مارس ولديه تصور بالفعل بشأن ما سيبقي عليه وما سيبيعه أو يغلقه لكن «ما يمكنه القيام به» كان محدودا قبل إتمام عملية الدمج، بحسب فينديتي.
ستكون عملية دمج أكبر مصرفين في سويسرا معقّدة تقنيا وسياسيا، وستفضي إلى مصرف عملاق لا يشبه أي بنك عرفته سويسرا. ويثير حجم المصرف المتمخض عن الخطوة قلق القادة السياسيين.
يتوقع بأن تتم خسارة آلاف الوظائف بسبب ازدواجها.
لكن بحسب رئيس المصرف المركزي السويسري توماس جوردان، لم يكن هناك أي حل بديل.
وقال الأحد في مقابلة أجرتها معه مجلة «سونداغ تزيتوغ» الأسبوعية «بالطبع إنه أمر مؤسف إذ لم يبق غير (مصرف كبير) واحد. لكنني أكيد من أنه في حال عدم نجاح عملية الاستحواذ من قبل يو بي إس، لشهدنا أزمة مالية دولية».
«المحافظة على المواهب»
واجه «كريدي سويس» خطر الانهيار عندما هبطت أسعار أسهمه أكثر من 30 في المئة خلال جلسة التداول في 15 آذار/مارس، في اعقاب انهيار ثلاثة مصارف إقليمية أميركية.
تدخلت حينها الحكومة السويسرية والمصرف المركزي والهيئات الناظمة للقطاع المالي وأجبرت «يو بي إس» على إطلاق عملية استحواذ بقيمة 3,25 مليار دولار أُعلن عنها في 19 آذار/مارس.
تشمل الصفقة ضمانات لـ«يو بي إس» في حال ظهرت أي مفاجآت سلبية ضمن ملفات «كريدي سويس».
ووقّع «يو بي إس» عقد ضمانات مع الحكومة السويسرية الجمعة يمكن أن تصل قيمتها إلى تسعة مليارات فرنك سويسري (8,85 مليار دولار) في حال تجاوزت الخسائر خمسة مليارات فرنك.
وما زالت العديد من الأسئلة المرتبطة بعملية الدمج بلا أجوبة، لكن فينديتي لفت إلى أن صدور النتائج المالية للفصل الثاني من العام يُفترض أن يوضح الصورة.
وأجّل «يو بي إس» نشر البيانات بأكثر من شهر إلى 31 آب/اغسطس.
وقالت المحللة لدى «سويسكوت بنك» إبيك أوزكاردسكايا إن «المحافظة على المواهب» ستشكّل أحد أكبر التحديات في ظل مغادرة عدد متزايد من الموظفين اثر المخاوف المرتبطة بإلغاء الوظائف.
وأفادت فرانس برس أنه من المنظور السياسي، يتعيّن على هيئة FINMA المنظّمة للقطاع المالي أن «تتأكّد من حماية المنافسة، وهو أمر قد يوجب انفصال وحدات معينة في نهاية المطاف».
أفرجت الحكومة والمصرف المركزي عن سيولة قدرها 259 مليار فرنك سويسري لتسهيل عملية الاستحواذ.
وقال زعيم كتلة حزب الليبراليين (يمين وسط) في البرلمان داميان كوتييه الأربعاء «لدينا مسؤولية أمام شباب هذا البلد تتمثّل بضمان عدم تكرار أزمة من هذا النوع».
(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wx2uk22c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"