عادي
صيفنا ثقافة

شيخة المطيري: أقتفي أثر الشعر بين العابرين

00:36 صباحا
قراءة 3 دقائق
شيخة المطيري

الشارقة: أشرف إبراهيم

  • يطوع الكثير من الكتاب والشعراء أوقاتهم، لإشعال جذوة الكلمات على ضفاف أخرى، وبحسب الحالة المزاجية وما تأنس إليه نفوسهم من رغبة في البوح، وتذهب أحياناً أفكارهم في فترة الصيف نحو استعادة وهج الكلام، وتجديد إيقاع الإبداع، سواء بالتأمل الدقيق لكل ما يبعث على الجمال، ومن ثم الاستكانة إلى دروب الحياة، فللصيف بهجات أخرى في نفوسهم؛ إذ إنه بإمكان الأصابع أن تدور من جديد في الفراغ لتلتقط كتاباً يكون بمثابة مسرة وفرح للاطلاع، أو تأمل وجوه وأمكنة جديدة، أو محاولة استكمال مشروعات في الكتابة تجعلهم على مرمي قريب من الحبر والورق.

تعيش الشاعرة شيخة المطيري أجواء الصيف التي تدفعها نحو كتابات أخرى تُبنى حكاياتها ربما وسط الزحام، أو بين طيات مكتبتها العامرة بصنوف الكتب أو من خلال السفر.

وتقول شيخة المطيري: «في الصيف أجد لديّ فرصة أخرى لأكتب وأنا واقفة عند ناصية شارع مزدحم بالوجوه، فأقتفي أثر الشعر بين العابرين، وأحياناً أخرى أمر صامتة عند عرض مسرحي لأصغي إلى عوالمه، فلعلني أقبض على جمر قصيدة جديدة، وفي غالب الأحيان لا أخبر أحداً عن ما يدور في بالي من شعر، حتى ينال حظه من الوجود على الورق، وفي خضم هذه الحالة التي أسكنها كلما اقتربت من الفراغ، أصافح كتاباً كنت قد ادخرته لمثل هذي الظروف، فأنا دائماً أبحث عن مفتاح الكهوف المغلقة في الأمكنة التي تجرني إليها في هذه الرحلة، في هذا التوقيت من العام، فمن الجميل أن أنقّب في ذاتي عن ما يعيدني إلى بصيرتي في الكتابة».

وتضيف: في الوقت الحالي أعيش حالة من الشجن مع الكتابة السردية، فأومض في مضامين مغايرة من الكلمات التي ألفتها في الشعر من أجل أن أستجمع خيالاً يليق بمجموعتي القصصية التي أشتغل عليها حالياً، فلربما تخرج إلى النور بعد أن أكون قد أكملتها بضربة حظ، فيدرك القارئ ما بي، وأن فناً آخر غير الشعر قد سكنني، ربما يكون دليلي لخوض حالات سردية ممتدة في الأيام الآتية، وقد اخترت عنواناً للمجموعة القصصية هذه «موت متساوي الأضلاع»

حالة تأهب

وعن فكرة إصدار ديوان شعري في هذه الأيام، تؤكد عائشة المطيري أن الصيف فتح نوافذ عقلها لكتابة قصائد تدور فكرتها في فلك الاغتراب، فقد كتبت عن طيب خاطر قصيدة بعنوان «غيمة السياب»، وأخرى بعنوان «محمود درويش بعد أن جف خبز أمه»، فضلاً عن قصائد أخرى ترد بها على الذين يرون أنه لا جدوى من كتابة الشعر في هذه الأيام، لافتة إلى أن الأمكنة التي تقودها إلى الخطى داخل الدولة أو خارجها حالياً، تجعل الرؤية لديها تتسع ولا تضيق، فكل ما تلتقطه عينها من مشاهد في الفضاء المحيط بها، يجعلها في حالة تأهب لكتابة قصيدة جديدة.

وتبين أنها تتوجه أيضاً في هذه الفترة، إلى استثمار بعض الفراغ في إكمال بحث علمي عن شعراء إماراتيين، قضوا جزءاً من حياتهم الوظيفية أمناء للمكتبات العامة والوطنية في الإمارات، واتخذت من أحمد راشد ثاني، وأحمد المدني، ومحمد شريف الشيباني نماذج لهذا البحث، خاصة أن الفكرة جاءت إليها من خلال عملها في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث كرئيس لقسم الثقافة الوطنية، ولا تخفي أن لديها مكتبة ثرية متنوعة من الكتب، وأنها أهدت إلى المركز الذي تعمل فيه نحو 3000 كتاب، حتى يستفيد منه الكثير من القراء والمثقفين، ولفتت إلى أنها تنوي جمع حصيلتها الشعرية في أجزاء ضمن الأعمال الشعرية الخاصة.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3dnt8s4z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"