عادي

«آراء وأفكار».. محطات لافتة في التاريخ الإماراتي

19:51 مساء
قراءة 4 دقائق
عبدالله الشرهان - غلاف
  • -الناشر: دار الفارابي في بيروت
  • الشارقة: عثمان حسن

«آراء وأفكار.. مقالات منشورة».. هو كتاب صدر عن دار الفارابي في بيروت/ لبنان، للكاتب الإماراتي عبدالله الشرهان، ويتألف من عشرات المقالات التي سبق ونشرت للكاتب في صحف محلية إماراتية عدة، وما يميز هذه المقالات تنوعها بين الغوص في الشأن المحلي، في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية المرتبطة بالحياة اليومية للمواطن، نحو مساحة أبعد تناقش، أو تجسد أفكار الكاتب في المسائل والقضايا العربية والدولية.

جاء الكتاب في 372 صفحة من القطع الكبير، أما تواريخ هذه المقالات، فبعضها يعود إلى ما قبل عشرين عاماً، وقد عبّرت عن أحلام وطموحات الكاتب في مستقبل مشرق للدولة، وها هو المواطن الإماراتي والعربي المقيم يعيشه في تجليات وحقول وميادين كثيرة.

في الشأن الوطني، يكتب عبدالله الشرهان عن كثير من الاستحقاقات الإيجابية التي باتت تحرزها الدولة خاصة بعد قيام الاتحاد في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول عام 1971، وهو يعرج على تأسيس المجلس الوطني الاتحادي، وهو الجهة البرلمانية الممثلة لشعب الإمارات أمام الحكومة الاتحادية، ويلعب دور الاستشاري، ليكون السلطة الاتحادية الرابعة من حيث الترتيب في سلم السلطات الاتحادية الخمس المنصوص عليها في الدستور، وهي: المجلس الأعلى للاتحاد، رئيس الاتحاد ونائبه، مجلس وزراء الاتحاد، المجلس الوطني الاتحادي، القضاء الاتحادي.

ويتابع الشرهان الحديث عن تجربته الشخصية كعضو في المجلس الوطني الاتحادي التي استمرت لدورتين من عام 1997 إلى عام 2002، ويقول: «إن المجلس الوطني الاتحادي الذي ولد مع ولادة اتحاد الإمارات، قام بدوره طوال المدة السابقة وعلى مدى 12 فصلاً تشريعياً حتى الآن، كفصيل تمثيلي برلماني»، وفي هذا المحور يناقش الكاتب عدداً من المحاور في الجانب الدستوري للمجلس، وفي الأمانة العامة، وهيئة المكتب، ودور الرئاسة، ومسؤولية العضو، وغيرها من العناوين.

*المرأة والسياسة

«المرأة والعمل السياسي» مقالة للكاتب الشرهان مؤرخة في 17 فبراير/ شباط 2002 ونشرت في جريدة «الخليج»، وفي هذه المقالة يشير الكاتب إلى مشروع الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة المواطنة الذي أعده الاتحاد النسائي عام 2000، والذي تناول قضايا المرأة المواطنة، وعلى رأسها قضية ممارسة العمل السياسي، بعد أن أصبح موضوع انخراطها في مختلف مجالات العمل مسألة محسومة ومقبولة اجتماعياً، هذه المسألة التي حسمت بشكل واضح نتيجة لرؤية القائد المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ سنين عدة.

وفي السياق ذاته، يشير الكاتب إلى مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتعيين المرأة عضواً في المجلس الاستشاري، وقد تحققت نبوءات الكاتب بدخول المرأة في معترك العمل السياسي، وهو الحق الذي منح لها بموجب الدستور الإماراتي.

وفي موقع آخر يتحدث الشرهان عن الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يصادف 18 ديسمبر/ كانون الأول، من كل عام، في مقالة يؤكد من خلالها أن موضوع حقوق الإنسان بحر واسع يصعب الإحاطة به في مقالة واحدة، وفيه يتطرق إلى الحقوق المدنية والسياسية التي تطرق لها هذا الإعلان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول 1948، ويشير كذلك إلى آخر ما توصل إليه الفكر الإنساني في ميدان حقوق الإنسان، وهو (إعلان مبادئ المساواة) في أكتوبر/ تشرين الأول 2008، وهنا، يشير الكاتب إلى حالة الوعي العام الذي بدأت تعيشه شعوب العالم التي أحرزت تقدماً كبيراً حصل، ليس في اتساع حجم الحقوق عمودياً وأفقياً فحسب، بل أيضاً في الاحترام الواسع لهذه الحقوق، وما تحقق منها لمصلحة الشعوب والأفراد وحتى الحكومات، وإن اختلفت النسبة من دولة لأخرى، ومن مجتمع لآخر.

وتحت عنوان «الحاجة إلى ثورة علمية» يؤكد الشرهان أن ضمان مستقبل الإمارات، سواء كان اجتماعياً، ثقافياً، علمياً، أو اقتصادياً، يتوقف على امتلاك ناصية العلم الذي يمكن أن يكون إحدى الوسائل الاستراتيجية في تعويض الحجم السكاني للدولة، إضافة إلى الجوانب التربوية التي يمكن أن تتحقق على صعيد المجتمع.

ويتحدث الشرهان في مقالة له في عام 2008، عن (لإمارات والتحدي العالمي)، بمناسبة العيد الوطني السابع والثلاثين، هذا العيد الذي يحمل من وجهة نظره معنى مزدوجاً، فهو من جانب احتفال بذكرى الاستقلال، وما يثيره المصطلح من معان وطنية، ومن جانب آخر احتفال بذكرى قيام الاتحاد بكل ما تثيره هذه التجربة من تداعيات، وما واجهته من تحديات، منذ أن كانت فكرة إلى أن أصبحت حقيقة سياسية راسخة على المستويين، الإقليمي والدولي.

*الصحافة

وتحت عنوان «الصحافة الإماراتية اليوم.. وتحديات المستقبل»، يؤكد الكاتب على بداية نشأة الصحافة الحديثة في الإمارات، التي بدأت مع صدور جريدة الاتحاد في أبوظبي عام 1968، وكانت تصدر في البداية أسبوعياً، وتطبع في بيروت، وفي التاسع عشر من تشرين الأول عام 1970، صدرت جريدة «الخليج» وكانت تطبع في الكويت وتحضر في القاهرة، واستمرت على هذا النحو 14 شهراً، ويتحدث الكاتب عن تلك الفترة التي شهدت صدور «الشروق» كأول مجلة في الإمارات.

وفي معرض الحديث عن الإرهاصات الأولى لبداية تعرف الإماراتيين إلى الصحافة، يغوص الكاتب في أعوام بعيدة سابقة بكثير على تاريخ تأسيس الصحافة الحديثة، فيشير إلى بدايات تعرّف الإمارات إلى الصحافة المقروءة في دول عربية، فقد كانت الصحف المصرية بحسب الشرهان هي أول الصحف التي دخلت البلاد مع السفن المارة بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، وانتعاش حركة الملاحة في مياه الخليج وسواحله، كما دخلت البلاد صحف من بلاد الشام بعد إنشاء الخط الصحراوي بين دمشق وبغداد في 1924، مروراً بالأعوام 1933 و1961، ويتحرى الكاتب شجون وإرهاصات هذه المهنة، فيذكر الكثير من أسماء النشرات اليومية والمجلات، وأيضاً الشخصيات والأعلام الذين امتهنوا الصحافة، مثل: (مصبح بن عبيد الظاهري، إبراهيم المدفع، حسن المدفع، حنظل صالح، علي محمد الشرفا، وعبدالله الصانع من الكويت، وعبد الرحمن المعاودة من البحرين)، كما يأتي على ذكر عدد من النشرات والمجلات بينها (صوت العصافير، الشورى، عمان، الديار) مروراً بالسبعينات التي شهدت بروز مجلات معروفة، كالأزمنة، وغيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bddxnbza

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"