عادي

إكسبو دبي.. دول العالم تحت سقف واحد

02:31 صباحا
قراءة 4 دقائق
فاطمة المزروعي

الشارقة: عثمان حسن

«من أوساكا إلى دبي.. يا زمان الوصل»، هو عنوان كتاب للمؤلفة الإماراتية، فاطمة المزروعي، التي جمعت فيه سلسلة من الأفكار والرؤى والمقاربات التي عايشتها خلال فترة انعقاد معرض إكسبو دبي، والكتاب يتناول جوانب مهمة، ومتنوعة عن الثقافات والمعارف والعلوم، وصولاً إلى الترفيه، والرياضة، والمرأة، والصحة، والاستدامة، وغيرها من العناوين اللافتة.

جاء الكتاب في 140 صفحة من القطع المتوسط، وباللغتين، العربية والإنجليزية، وصدر عن دار العنوان للنشر والتوزيع في الإمارات، وقد اشتمل على سلسلة من الصور التي تؤرخ لفعاليات مختلفة من واقع إكسبو دبي.

حمل الكتاب العديد من العناوين أبرزها: (المحافظة على القمة، إكسبو 2020 في دبي، العالم في دبي، إكسبو.. الذي حرّك العالم، إكسبو وأطفالنا، إكسبو شغف الإنسان بالانفتاح على الآخر، العالم بتنوعه وثقافاته، إكسبو دبي، لغة واحدة، دبي ملتقى البشرية، أسابيع إكسبو.. كنوز معرفية، إكسبو.. نزهة في العالم، دعم مسيرة الحضارة البشرية، أهلاً بالعقول.. أهلاً بالمستقبل، إكسبو الشباب، من أوساكا إلى دبي، دروس إكسبو، وغيرها من العناوين).

وتشير فاطمة المزروعي في الكتاب، إلى معلومة مهمة، فقد شاركت أبوظبي في عام 1970 في معرض إكسبو الدولي في مدينة أوساكا اليابانية، وانطلاقاً من عام 1971 صارت دولة الإمارات العربية المتحدة حاضرة في مختلف فعاليات ومؤتمرات ومعارض العالم، سواء كانت ثقافية، أو اجتماعية، أو اقتصادية وفكرية، حيث تأسست لبِنات الدولة على رؤية استشرافية تخطط للمستقبل، بكل وعي واقتدار.

وتشير المزروعي تحت عنوان «من أوساكا إلى دبي» إلى المدينة اليابانية نفسها التي ستستضيف نسخة إكسبو 2025، حيث بدأت الجهود للتحضير للمعرض الدولي منذ الآن، واستثمرت أوساكا مشاركتها في «إكسبو 2020 دبي»، لتقديم عدة أنشطة وفعاليات كتلك المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة والسياحة.. وترى الكاتبة أن التجربة اليابانية لإقامة وتنظيم النسخة القادمة من إكسبو ستتوقف، لا محالة، أمام المنجز الذي تحقق في نسخة دبي 2020، لعدة أسباب أهمها: الظروف الصحية التي ألمّت بالعالم جراء كورونا، وكيفية التعامل معها بنجاح، وإطلاق هذه الفعالية بنجاح أكبر وتأثير أعظم.

منظمات ومؤسسات

كتبت المزروعي تحت عنوان «إكسبو 2020 في دبي»: «استضافت دولة الإمارات العربية المتحدة في إكسبو 2020، 192 دولة واستطاع هذا المعرض أن يجمع دول العالم بما فيه من منظمات ومؤسسات وهيئات دولية، جميعها تحت سقفه». وفي موقع آخر تشير الكاتبة إلى أهمية هذا المعرض بوصفه حدثاً دولياً مميزاً يحتل المرتبة الثالثة بعد فعاليات عالمية كبرى، مثل: دورات الألعاب الأولمبية، وكأس العالم لكرة القدم، وانعقد على مدار ستة أشهر بين 20 أكتوبر/ تشرين الأول، إلى 10 إبريل/ نيسان 2021، حيث تأجل عن موعده الرسمي بسبب جائحة «كورونا»، وتكمن أهميته في كونه أول إكسبو دولي تستضيفه منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، وقد استقطب أكثر من 20 مليون زائر، وكان نحو 70 في المئة من زواره من خارج دولة الإمارات.

تقول الكاتبة: «من تجوّل في أرجاء المعرض يشعر كأنه يسافر من دولة إلى أخرى، لأن كل دولة مشاركة، وبمجرد الدخول إلى جناحها، كأنك تدخل إلى حدودها، حيث المشاهد مختلفة، بل حتى التضاريس والمناظر الطبيعية والاهتمامات».

أهلاً بالمستقبل

نقرأ في الكتاب تحت عنوان (أهلاً بالعقول.. أهلاً بالمستقبل): «في معرض إكسبو 2020 كانت هناك الكثير من الفرص الواعدة وتبادل الخبرات والمعلومات التي لا تقدر بثمن، وهناك العديد من المنظمات العالمية، والتجارة والاستثمار والاقتصاد والتنمية حاضرة بقوة، وكانت للمعرفة والخبرات والمعلومات والتقنيات حضورها المبهر»، فإكسبو بحسب الكاتبة ليس معرضاً تقليدياً، بل هو حافل بالفرص، ويشكل منهج حياة، بما يتضمنه من معان ومفردات وتقاليد وتطور، وهو بكل تأكيد ملتقى فريد لمختلف المجتمعات البشرية.

وتتحدث الكاتبة عن تاريخ هذا المعرض الذي انطلق للمرة الأولى في 1851، واستضافته لندن، كما تقدم نبذة تفصيلية عن إكسبو دبي، حيث شاركت فيه 168 دولة عضواً في المكتب الدولي للمعارض، وتنافست دبي، عندما ترشحت لاستضافة المعرض، مع ثلاث مدن عالمية، هي ساوباولو البرازيلية، وايكاينبرغ الروسية، وأزمير التركية.

ترى فاطمة المزروعي أن الانتعاش الاقتصادي والسياحي الذي حققته دبي في معرض إكسبو 2020، غني عن الذكر، ولكن للمعرض أهمية أخرى، حيوية وجوهرية، وهي الإرث الثقافي العالمي الذي نشره المعرض في أذهان الزوار، فقد زرع بذرة الشغف في اليافعين الشباب تجاه الأهداف النبيلة، الأمر الذي عزز قيمة العلم والفن، حيث كان هناك أكثر من 200 مشارك من دول ومنظمات دولية، وشركات عالمية، ومؤسسات تعليمية، وذلك يشير، من دون أدنى شك، إلى ذلك الزخم الثقافي والمعرفي الذي انبثق تحت مظلة إكسبو دبي.

وتحت عنوان «إكسبو العالم» تشير فاطمة المزروعي إلى أنه حين يتم ذكر اسم هذا المعرض، فإنه شكل فرصة ثمينة للمعلمين والأمهات والآباء في زرع قيم عظيمة في قلوب وعقول أطفالهم، وأن هذا القول لا يجانب الحقيقة، بل هو في الواقع يدعم، بما هو أبلغ وأكبر وأعظم. وتتابع الكاتبة: «أعتقد أن الجيل الجديد من الأبناء على درجة كبيرة من الحظ، لقد أتاحت زيارة إكسبو دبي، والتجول في أرجائه، فرصة التعرف إلى مختلف الحضارات، والثورة العلمية والمعرفية، وقصص المخترعات والمبتكرات، فضلاً عن فهم مسيرة الحياة البشرية».

مفهوم جديد

رأت الكاتبة أن «إكسبو 2020» قد أدخل مفهوماً جديداً للمعارض، مفهوم يستند إلى رؤية وأهداف أبعد، وتطلعات أوسع، وأنه معرض لكل دول العالم، ولم يركز على جانب، أو مجال واحد، بل هو جمع بين الاقتصاد والاستثمار، وفتح الأسواق، والثقافة والفنون والسياحة، وأصبح منارة يهتدى بها في مجالات العلم والتطوير والبناء الحضاري.

لقد شكل هذا المعرض المهم، محطة للذاكرة البشرية، جمعت مختلف دول العالم تحت سقف واحد، ومنحت كل دولة فرصة تقديم ثقافتها ورؤيتها للمستقبل، وأيضاً إرثها، ومضمونها عن الحياة الذي ساد في أرجائها، وبين مختلف أجيالها، لذا، نجد في إكسبو امتزاجاً بين التاريخ والإرث مع الحاضر والمستقبل الواعد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2vjvc54z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"