عادي
الخليج تطرح السؤال.. والإجابات بين التأكيد والرفض والانتظار

من سيترشح لانتخابات «الوطني» من الفائزين بالدورة السابقة؟

01:16 صباحا
قراءة 6 دقائق
خلال جلسة سابقة

تحقيق: سلام أبوشهاب

الحديث لا ينتهي في العديد من المجالس هذه الأيام عن الانتخابات المقبلة للمجلس الوطني الاتحادي، لانتخاب نصف أعضاء المجلس للفصل التشريعي الثامن عشر، والسؤال المطروح عند نسبة كبيرة من أفراد المجتمع، من سيترشح من أعضاء المجلس الذين فازوا في انتخابات الدورة السابقة؟

«الخليج» توجهت بالسؤال إلى العديد من أعضاء المجلس الحاليين، ومنهم من أعلن صراحة عن نيته للترشح، والبعض الآخر أكد أنه لن يخوض الانتخابات، بينما فضّلت نسبة لا بأس بها الصمت وعدم الإجابة عن السؤال حالياً، ويبدو أن ذلك يعود لانتظار البعض إعلان القوائم الانتخابية للتأكد من وجود أسمائهم بها قبل اتخاذ القرار النهائي.

الصورة

أجمع الأعضاء الذين التقتهم «الخليج» على أنهم أوفوا بوعودهم الانتخابية طوال الأربع سنوات الماضية، مؤكدين أن القيادة الرشيدة دائماً سباقة في توفير متطلبات واحتياجات المواطنين، وأن الحكومة لا تتوانى في اتخاذ القرارات واعتماد التوصيات التي تجد فيها فائدة للوطن وأبنائه.

ودعوا المواطنين الراغبين في الترشح للانتخابات المقبلة، التركيز على تعزيز الثقافة البرلمانية، وقراءة الكثير عن العمل البرلماني ودور وطبيعة عمل المجلس والدور المنوط به العضو للوصول للأهداف المنشودة.

12 عاماً

قال حمد الرحومي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي: «بعد مرور 12 عاماً على عملي البرلماني الجاد، بعد الفوز في الانتخابات لثلاث دورات متتالية عن إمارة دبي، ما يُعدّ سابقة في الدولة، وثقة كبيرة من أبناء الوطني ومحل تقدير كبير مني لكل من صوّت لي، لذلك كنت حريصاً أن أكون على قدر المسؤولية التي أحملها والتكليف بعضوية المجلس في كل دورة من هذه الانتخابات».

وأضاف: «لله الحمد كان لي جهود في العمل البرلماني يمكن للمتابع أن يلمسها، واليوم وبعد هذه المسيرة البرلمانية والتدرج في المناصب وبعد هذه الفترة الطويلة من العمل والعطاء فإنني ومنذ أكثر من 6 أشهر أدرس القرار المناسب سواء بالاستمرار أو الاكتفاء بما تم تحقيقه من عمل وإنجاز افتخر به، وعليه فقد قررت عدم خوض الانتخابات المقبلة، وأرى أن الوقت قد حان للتفرغ لكثير من الأمور والالتزامات الخاصة والواجبات الأسرية التي تم التقصير في بعضها، بسبب الالتزامات الكثيرة المترتبة على عملي البرلماني.

جدية ومثابرة

قال حمد الرحومي:«أديت مهامي في هذا الفصل كالسابق، بل وأكثر بسبب واجباتي الإضافية كنائب أول لرئيس المجلس وترأست العديد من اللجان الداخلية التي شكلتها هيئة المكتب لبحث كثير من الأمور التي تحيلها هيئة المكتب لهذه اللجان، وجميع هذه المهام والالتزامات لم تكن في الفصول السابقة كون أغلبها جاء بسبب منصبي كنائب أول لرئيس المجلس، وهناك الكثير من الأعمال والأعباء الإضافية هي أعمال للمجلس ولا تعرض للمواطنين».

وأوضح أن هذه الأعمال تستهلك كثيراً من الجهد والوقت، وهي مهام وتكليفات لبعض المهام الخاصة بالعمل البرلماني والدبلوماسية البرلمانية منها داخل الدولة وخارجها، إضافة إلى عمله كعضو في المجلس الوطني الاتحادي، لافتاً إلى أنه كان دائم الحضور والمشاركة في الجلسات واللجان ولم يتغيب عن جلسة أو اجتماع لجنة منذ دخوله المجلس، برغم الظروف الخاصة والالتزامات الشخصية الأخرى، ما نتج عنه النجاح في هذا التحدي، وأن الجلسة الوحيدة التي لم يحضرها الشهر الماضي كانت بسبب حضوره مهمة رسمية في جمهورية أذربيجان لتمثيل المجلس.

مسؤوليات وأعباء

قدم الرحومي نصيحة إلى من يرغب في الترشح للانتخابات المقبلة، بألا يكون الوصول إلى المجلس هو الغاية والنهاية؛ بل البداية للعمل، فهناك كثير من الأعمال والمسؤوليات والأعباء التي تتطلبها عضوية المجلس.

وشدد على أن المجلس هو أولاً وثانياً وثالثاً، وقال:«إذا كنت مرتبطاً بأعمال أو مهام أخرى ستكون لها الأولوية أو ستكون منافسة لعملك البرلماني عليك إعادة حساباتك، فأنت تدخل لأهم موقع وعمل وطني لتمثيل المواطنين فيه ويجب أن تمنحه كامل وقتك وجهدك، لأنها أمانة عظيمة لابد من معرفة حجمها وألا يكون تقسيم الوقت أو الجهد لصالح أي مهام أخرى مع (ممثل شعب الاتحاد)، لذلك رأيي الشخصي أن التفرغ الكامل إذا أمكن هو أمر مهم لعضو المجلس كي يستطيع أن يؤدي جميع المهام على أكمل وجهة، من عمل برلماني تحت القبة أو أعمال اللجان أو الدبلوماسية البرلمانية داخل وخارج الدولة.

عمل جماعي

أكد حمد الرحومي أن العمل البرلماني هو عمل جماعي وليس فردياً وجميع قرارات المجلس تخرج بقرارات الأغلبية من الأعضاء، لذلك مهم أن يسود الانسجام بين الأعضاء والعمل بروح الفريق، وهو ما يجب على العضو أن يحاول إتقانه وتنفيذه أثناء الحصول على شرف العضوية.

وأوضح أن المجلس الوطني الاتحادي أكمل الآن 50 عاماً من العمل البرلماني كان فيه عمل تراكمي ساهم فيه عدد كبير من الأعضاء السابقين، وهناك إنجازات في عمر هذا المجلس وأرث وقيم وسمعة وخط عمل واضح يتناسب مع طبيعة شعبنا وعلاقتنا مع الحكومة، ويجب دائما المحافظة على هذه العلاقة المنسجمة، وهذا الأمر لا يعني أبدا عدم المطالبة والنقاش وطرح الآراء والأفكار والاختلاف في وجهات النظر بكل احترام واتزان لتقبل الفكرة والطرح.

صقل الخبرات

قال يوسف عبد الله البطران الشحي عضو المجلس الوطني الاتحادي الذي فاز في انتخابات الدورة الماضية بإمارة راس الخيمة، إنه ينوي الترشح في الانتخابات المقبلة لمواصلة العمل البرلماني بعد أن صقل خبراته في هذا المجال طوال الأربع سنوات الماضية.

وأضاف أنه حقق نسبة كبيرة من البرنامج الانتخابي الذي وضعه في انتخابات الدورة الماضية، من خلال طرح الأسئلة البرلمانية للحكومة، أو المداخلات خلال جلسات المجلس لمناقشة مشاريع القوانين والمواضيع العامة، إلى جانب المشاركة في تبني الموضوعات التي تهم المواطن والوطن.

وأكد الشحي، أنه خلال عمله البرلماني طوال الأربع سنوات الماضية وجد أن الكثير من الموضوعات التي يطرحها المجلس الوطني الاتحادي، تكون القيادة الرشيدة والحكومة سبّاقة في اتخاذ القرارات وإصدار التوجيهات التي تصب في صالح المواطنين، ما يؤكد مدى التوافق بين المجلس والحكومة في تعزيز العمل المشترك لخدمة الوطن والمواطن.

وأضاف أنه ينصح الراغبين في الترشح للانتخابات أن يكون هدفهم خدمة دولة الإمارات ومواطنيها ومن يعيش على أرضها الطيبة وأن يكون من يرغب بالترشح كفء لهذا المكان ويتحلى بالأخلاق الحميدة في التنافس الشريف مع إخوانه وأخواته المترشحين، مشيراً إلى أن الانتخابات عرس وطني يتطلب من جميع من ترد أسماؤهم في القوائم الانتخابية، المشاركة الفاعلة والتوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بالأصوات أو التصويت عن بعد، واختيار من يراه مناسباً لتمثيله في المجلس الوطني الاتحادي.

صقل الخبرات

أوضح أحمد حمد أبوشهاب عضو المجلس الذي فار في الدورة السابقة عن إمارة عجمان، أنه لا يوجد لديه توجّه للترشح في الانتخابات المقبلة، على الرغم أن العمل البرلماني يصقل الخبرات ويعززها من خلال المشاركات بأعمال اللجان الداخلية والمؤتمرات والاجتماعات الخارجية، إلى جانب اللقاءات المباشرة من المواطنين والاستماع إلى ملاحظاتهم ونقلها إلى قبة المجلس.

وأضاف: «نشأت في عائلة دبلوماسية وبرلمانية، عمل العديد من أفرادها في المجال الدبلوماسي والبرلماني، وهذا ساعد من تمكيني من العمل البرلماني طوال السنوات الأربع الماضية خلال الفصل التشريعي السابع عشر للمجلس الوطني الاتحادي، ونجحنا في بناء علاقات مع زملاء لنا في العمل البرلماني في العديد من دول العالم، ومع المحافل البرلمانية العالمية والعربية، والحمد الله الإمارات حاضرة بقوة في هذه المحافل والجميع يكن لها كل التقدير والاحترام ولأبنائها الذين يجدون كل الترحيب عالمياً».

وأوضح أن تعزيز الثقافة البرلمانية أمر هام لكل من يرغب الترشح للانتخابات، خصوصاً فئة الشباب والنساء الذين يحظون باهتمام متنامي مع كل دورة انتخابية، ونصح أي مواطن يرغب في الترشح للانتخابات المقبلة، قراءة الكثير عن المجلس ودوره ومهام الأعضاء وكل ما يتصل بالمجلس لتحقيق الأهداف المنشودة.

تناغم وانسجام

أكد أحمد أبوشهاب أن القيادة الرشيدة دائما سباقة ولا تدّخر جهداً في توفير متطلبات واحتياجات المواطن، وهذا يسهل كثيرًا من عمل عضو المجلس في التوافق والتناغم والانسجام والعمل المشترك البناء ما بين الحكومة والمجلس وصولًا لأفضل النتائج التي تعود بالخير والفائدة على الوطن وأبنائه.

تعاون المجلس والحكومة

قال سهيل نخيره عيضه سهيل العفاري عضو الفائز بالدورة الماضية عن أبوظبي، أنه لا ينوي الترشح للانتخابات المقبلة، مشيراً إلى إنه راض تماماً عن عمله وأدائه خلال الأربع سنوات الماضية في المجلس، وساعد في ذلك التعاون التام ما بين المجلس والحكومة في شتى الموضوعات.

وأضاف أنه في كثير من الموضوعات التي تبنّاها أعضاء المجلس، سواء بسؤال برلماني أو موضوع عام، وما يترتب عليها من توصيات يعتمدها المجلس، كانت الحكومة تسبق بعض هذه التوصيات وتصدر بشأنها توجيهات وقرارات تلبي هذه المطالب وتترجم إلى برامج وخطط عمل تعزز من استقرار المواطن وإسعاده وتوفير الرفاهية له ولأسرته.

وأوضح أنه ينصح كل مواطن يرغب في الترشح للانتخابات المقبلة أن يكون ملمّاً بالعمل البرلماني، ودور عضو المجلس في تبني الأسئلة البرلمانية والموضوعات العامة والتواصل المستمر مع أفراد المجتمع والاستماع إليهم.

وأكد سهيل نخيره، أن التفاف الشعب مع القيادة الرشيدة، ومجالس الحكام والديوان المفتوح أمام أبناء الوطن، يسهّل على عضو المجلس إيصال متطلبات أبناء الوطن إلى أصحاب القرار، وهذا نهج أرساه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3txjnyup

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"