عادي
طالبوا بالابتعاد عن العبارات الرنانة والإسراف في طرح البرامج

مواطنون:أصواتنا في انتخابات المجلس الوطني لمن يستحق

01:21 صباحا
قراءة 7 دقائق

تحقيق: شيخة النقبي

مع استمرار الحملات الانتخابية والتي تنتهي بتاريخ 3 الجاري، تتنوع أساليب ترويج البرامج الانتخابية للمرشحين استعداداً لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2023، لجذب أكبر عدد من أصوات الناخبين، وذهب بعض المرشحين إلى المبالغة في الإسراف على حملاتهم الانتخابية والترويج لبرامجهم الانتخابية، ووصل الأمر إلى الإسراف والتبذير على الحملات لدرجة وكأنها حفل زواج، وذلك بهدف لفت الانتباه، وليكون حديث وسائل التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي يبتعد فيه بعض المرشحين ممن يسرفون ببذخ على حملاتهم عن الدور الأساسي المنوط بالمرشح في تقديم برنامج انتخابي قوي معتمد على أسس علمية وواقعية، للارتقاء بكفاءة وفاعلية التعاون والتنسيق بين الحكومة والمجلس الوطني الاتحادي من أجل تسريع مسيرة التنمية واستشراف المستقبل.

«الخليج» التقت عدداً من المواطنين للوقوف على طبيعة البرامج الانتخابية التي تم الإعلان عنها ودورها في توجيه الناخب لاختيار المرشح الأنسب، حيث طالبوا المرشحين بضرورة الابتعاد عن العبارات الرنانة، وأن تتضمن البرامج الانتخابية أهدافاً واقعية تسعى إلى تحقيقها خلال فترة تواجده في المجلس، مؤكدين أنهم سيمنحون صوتهم الانتخابي لمن يستحق دون تحيز قبلي.

تقول الدكتورة بدرية الحمادي: «دون أدنى شك أن الحملة الانتخابية للمرشحين عنصر مهم في إحداث التغيير وجذب الانتباه وتغيير الآراء، لذلك لم تهمله اللجنة الوطنية للانتخابات، حيث حرصت اللجنة الانتخابية على وضع حد أعلى لإدارة الحملات الانتخابية تجنباً لوقوع المرشحين في فخ الترف والبذخ، وتكبد الخسائر المادية، التي قد تتحول لخسائر معنوية في حال لم يحالف المرشح الحظ في الحصول على مقعد برلماني، ورغم أن للإعلام بكافة وسائله دوراً كبيراً وفاعلاً في التعريف بالبرامج الانتخابية، أصبح الناخب المواطن حريصاً على إعطاء صوته لمن يستحق والاختيار وفقاً لمعايير وأسس علمية مدروسة.

وتضيف، المرشح للانتخابات يجب أن يصل لعقول الناخبين من خلال طرح البرنامج الانتخابي الذي يتماشى مع احتياجات المواطنين دون الحاجة إلى المبالغة فيه، فالمواطن الإماراتي يعيش في حياة مرفهة بفضل من الله، وحكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أسس هذه القبة البرلمانية لإشراك المجتمع في رسم السياسات والتشريعات التي تخدم مصالح المواطنين.

كسب ثقة

وتقول فاطمة المزروعي: «إن التخطيط ووضع الأهداف ووضوح الرؤية لها دور كبير في جذب الناخبين، ولكن يمكن للمرشح أن يستخدم المادة بغرض التعريف ببرنامجه الانتخابي، من خلال الطرق المتاحة والتي يعرّف فيها نفسه ويشرح أهدافه ورسالته للمجتمع فيما يؤمن به من قضايا تهم مجتمعه، وليس شرطاً أن يكون الصرف عنصر جذب، بل يجب التركيز على الخطة الانتخابية وخلفية المرشح، ونستطيع أن نحدد أن كان يستحق التصويت أم لا».

وتضيف: «كما أنه ليس بالضرورة أن يكون الفوز حليف المرشح، لأن الناخبين لديهم في الوقت الحالي الوعي الكافي والثقافة الاجتماعية والقدر الكبير من المعرفة للتمييز ما بين رؤية المرشح الفعالة وقدرته على تنفيذ خططه في برنامجه الانتخابي، لأن الوصول إلى المجلس يحتاج إلى طاقة وخبرة وجهد وعمل دؤوب، والتعرف على قضايا مختلف فئات المجتمع، لذلك على المرشح أن يكون بالفعل قادراً على تنفيذ برنامجه الانتخابي بعيداً عن الوعود والشعارات البراقة كي لا يفقد ثقة المجتمع، ومن الخطأ صرف مبالغ طائلة والتبذير من أجل وعود لن تتحقق، لأن اليد الواحدة لا تصفق فهذا المرشح يجب أن يكون على مستوى عال من الكفاءة التي تؤهله لأن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، والعمل بروح الفريق الواحد».

وتوضح، لسنا ضد الفعاليات الانتخابية لأي مرشح، فالبعض يريد أن ينشر رسالته ومحاور برنامجه الانتخابي؛ فالكل له الحق في كيفية عرض أفكاره ورؤاه بفعاليات يقيمها لأفراد المجتمع ليتحاور معهم ويسمع آراءهم وأسئلتهم، وهذا المرشح يفترض أن يكون على قدر كبير من الذكاء الاجتماعي الذي يقنع به المجتمع، فهذه الصفات التي تؤهله لأن يكون جديراً بتلك الأصوات ومن هنا يكون قد وازن ما بين الصرف على برنامجه الانتخابي وكسب ثقة الناخب، أمّا الصرف من أجل الصرف بدون خطة منهجية يترتب عليها ضياع لأوقات الناس وهدر للأموال فيفقد المرشح مصداقيته وثقة الناس بجدوله الانتخابي؛ وقد يؤثر بشكل سلبي في عمله وحياته وأسرته وطريقة تعامل الناس معه، لذلك من هذا المنبر أدعو جميع المرشحين إلى كسب ثقة الناس ببرامج تفيد شريحة من المجتمع وطرح ما يحتاج إليه المجتمع بعيداً عن المبالغة.

جذب الأصوات

ويقول راشد سليمان العنتلي، الولائم والإسراف في حفاوة الاستقبال ظاهرة غريبة دائماً ما تتكرر قبل بدء العرس الانتخابي وأثنائه، حيث يستغل بعض المرشحين هذا الأسلوب كوسيلة لجذب الأصوات وكسب التعاطف، مستغلين بذلك كرم المواطن الإماراتي الذي يشعر بالخجل من أي نوع من أنواع الكرم الذي قد يقدمه له بعض المرشحين حتى وإن كان الناخب يعلم في قرارة نفسه بأن هذا الأسلوب ما هو إلا أسلوب مزيف من البعض، حيث لم يسبق له إظهار هذا الكرم بغير هذه المناسبة، ورغم تأثير هذا الأسلوب على بعض المرشحين إلا أنه في الوقت الحالي، قد لا يكون هو الأسلوب الأكثر إقناعاً وذلك لتشبع المجتمع من ذات الأسلوب.

ويضيف، الوعي الذي يعيشه المجتمع الإماراتي بأدوار مسؤوليات أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، إلى جانب تاريخ المرشح في المساهمة المجتمعية ومواقفه الحميدة مع البيئة المحيطة به والأشخاص الذين قد سبق التعامل معهم هو السلاح الأقوى في دعم ملف المرشح، فالإنسان الإماراتي كريم بتعامله، ومن أجمل صفاته بأنه حافظ للعشرة وكريم وسخيّ في رد الجميل.

البذخ والإسراف

ويقول أحمد جاسم الزعابي، يعتمد جذب الناخبين على العديد من العوامل، ومنها مواقف المرشح وبرامجه ومصداقيته، أما البذخ والإسراف قد يؤثران سلباً في صورة المرشح، حيث يمكن أن يُفهمان على أنهما تبذير واستغلال للموارد بدلاً من التركيز على مصلحة الجمهور، وعادةً ما يفضل الناخبون، المرشحين الذين يظهرون استدامة وحكمة في إدارة الموارد والأمور المالية، كما أن الناخبين يتفاوتون في اهتماماتهم وأولوياتهم عند اختيار المرشح، فبعض الناخبين قد يهتمون بالمظاهر الاحتفالية والأداء المسرحي للمرشح في البرامج الانتخابية، وآخرون يكونون أكثر اهتمامًا بشخصية المرشح وبرامجه ومواقفه من القضايا المهمة، مع ذلك، يعتبر الناخبون في العموم أن من الأهمية أن يكون المرشح قادرًا على تقديم رؤية وبرامج ومواقف تلبي احتياجاتهم وقضاياهم.

ويضيف، الانتخابات واختيار المرشح يعتمد على عوامل متعددة، وليس البذخ والإسراف هما العامل الوحيد الذي يؤثر في نجاح المرشح، البذخ الزائد في حملة انتخابية قد يثير قلق الناخبين بشأن كيفية إدارة المرشح المستقبلية للموارد والأموال العامة، وفي بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي البذخ الزائد إلى تشويش على رسائل المرشح وتشتيت الانتباه عن قضايا أهم بالنسبة للناخبين، لذا يجب أن يكون التوازن والتفكير الاستراتيجي في استخدام الموارد هما العنصران الرئيسيان في حملة انتخابية ناجحة بدلاً من البذخ الزائد.

فرص الفوز

ويقول خالد الخزيمي، الحملة الانتخابية لا تمثل أكثر من20 % في فرص الفوز، ولكن الحملة الإعلامية بحد ذاتها تعد فرصة لبروز المرشح في المجتمع حتى إن لم يفز في الانتخابات، والناخب المستقل اجتماعياً ينظر لمعرفة المرشح ومميزاته لكي يفاضل به مع الآخرين، وأكبر وسيلة للفوز هي العلاقات المسبقة وسمعة المرشح بين الناس وقدرته على إحياء التواصل معهم خلال فترة الانتخابات واستقطاب أصواتهم والحفاظ عليها حتى آخر دقيقه في التصويت، وحتى البرنامج الانتخابي لا يُعّد ذا أهمية كبيرة للناخب لمعرفته بصلاحياته، فالعامل الفاصل هو التواصل ثم التواصل ثم التواصل، والتواصل الحسي أفضل بمراحل من التواصل الإلكتروني.

3
الدكتورة بدرية الحمادي - فاطمة المزروعي

واجب وطني

ويشير عادل الهاشمي إلى أن المرشح المؤهل لا يحتاج إلى أي إسراف كعنصر جذب لناخبين، إذا تم انتخابه فهو يقوم بحمل أمانة وإيصال الموضوعات ذات الأولوية إلى قبة المجلس، والمواطن يستطيع معرفة المرشح الأنسب في تمثيله، ولا يتأثر في الحملات الانتخابية المبالغ فيها وغير الواقعية من قبل بعض المرشحين، وكل الناخبين عليهم مسؤولية مجتمعية عند إعطاء أصواتهم أثناء الانتخابات، وواجبهم الوطني التحقق من مصداقية البرامج الانتخابية وشخصية وخبرة المرشحين في تمثيلهم في المجلس.

الفائدة المرجوة

ويضيف محمد عبد الجبار، ليس بالضرورة أن يكون البذخ والإسراف عنصرين لجذب الناخبين، بل الناخب ينظر إلى ما يعد به المرشح مما سيقوم به خلال فترة وجودة في المجلس وما يفيد الدولة والشعب من تطوير وتعديل ينتج عنه فائدة مرجوة، وربما الناس تنظر إلى البرنامج المادي للمرشح بما فيه من مظاهر بذخ بعين الاعتبار لكن الواقع ما سيوفي به المرشح من وعود تخدم الدولة والمواطن، وبالنسبة لي لابد من معرفة شخصية المرشح مسبقاً ومدى قدرته على حمل مسؤولية عضو في المجلس، وكيف سيكون صوته مؤثراً ومسموعاً لكي يتم تنفيذ ما وعد به مسبقاً.

اقتراحات جديدة

وتقول شيخة المنصوري، نحن الآن في زمن المظاهر وليس زمن الأفعال، فالمظاهر هي التي تجذب بعض الناخبين وليس الأفعال، حيث إن فئة كبيرة من شرائح المجتمع لها أفعال خيرية، ومظهر البذخ والإسراف في الحملات الانتخابية ليس هدف الانتخابات، بل هدفها أن ننتقي النخبة من فئات المجتمع، التي تساعد على توصيل صوت المواطن للمجلس، للمشاركة في حل مشاكلهم وفي طرح الاقتراحات الجديدة التي تطور من آلية وعمل كل القطاعات، فهذا هو الهدف من الترشيح الانتخابي.

1
الدكتور علي الانصاري

دعم الانتخابات واجب وطني ومسؤولية مجتمعية

يقول المستشار الدكتور علي أحمد الأنصاري، دعم انتخابات المجلس الوطني هو واجب وطني ومسؤولية مجتمعية، وفي الحملات الانتخابية يسعى الأغلبية إلى عرض الضيافة بطريقة مبالغ فيها من باب جذب الناخبين، كما يعكس كرم الضيافة في مجتمعنا أولاً ويعكس رفاهية المرشح الانتخابي من جهة أخرى، وهو ما يشتت انتباه الناخبين عن برنامجه الانتخابي في نفس الوقت، وحيث إننا في مجتمع دولة الإمارات ننتظر من المرشحين أن يكونوا أقرب من الشريحة العظمى من الشعب وقدرتهم على نقل كافة اهتماماتهم ومناقشتها للوصول إلى حلول افضل، لذلك كانت رفاهية المواطن كهدف وليس رفاهية، حيث إن الحملة الانتخابية هي النقطة الأهم.

ويضيف، إن حجم الحملة الانتخابية له تأثير كبير على فرص فوز المرشح ويؤثر في ذلك عوامل عديدة منها المستوى الاجتماعي والتعليمي والوظيفي وبالإضافة إلى إنجازات المرشح على المستوى الشخصي والمجتمعي ومساهماته في هذه المجالات لتعزيز تحسين الوضع العام للمواطنين والمقيمين، واليوم صوت المواطن وترشيحه للمرشح عبارة عن أمانة محاسب عليها كلا الطرفين، لذلك لابد لنا كمجتمع واعٍ ومثقف الابتعاد عن الشكليات والتركيز على الأساسيات واختيار المرشح الذي يمثل صوت الشعب بكل شرائحه من صغير وكبير بكافة احتياجاتهم الحالية والمستقبلية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr2auwpd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"