عادي
يتناولها البعض بشكل عشوائي أملاً برفع المناعة

الاستخدام المفرط للأدوية.. ظاهرة تدعو للقلق

01:28 صباحا
قراءة 4 دقائق
2

تحقيق: «الخليج»

أكد أطباء أن الاستخدام المفرط للأدوية بات ظاهرة تدعو للقلق عالمياً، وثمة ممارسات من فئات المجتمع يستخدمون الأدوية عشوائياً أملاً برفع المناعة والمقاومة بشكل عام، خاصة مع جائحة «كورونا».

أشار الأطباء إلى أن المريض يعدّ مفرطاً في استخدام الأدوية، عندما يستعمل خمسة أصناف دوائية أو أكثر باستمرار، والمسنّون هم الأكثر عرضة للإفراط في استخدام الأدوية، نتيجة الأمراض المزمنة وأدوية طويلة الأمد.

وحذر الأطباء من التداخلات الدوائية، فقد يستخدم المريض دواء يزيد فاعلية الدواء الآخر أو ينقصها، أو قد يبطل تأثيره، لذلك يعمل الأطباء على عدم حدوث ذلك.

وتؤكد منظمة الصحة أن أخطاء التداوي تتسبب في وفاة واحدة على الأقل كل يوم، وتصيب نحو 1.3 مليون شخص سنوياً في الولايات المتحدة، وحدها، وقُدِّرَت كلفة أخطاء التداوي بمبلغ 42 مليار دولار سنوياً.

وأكدت المنظمة، أنه يمكن تلافي أخطاء التداوي بنسبة 50%، عبر تحسين طريقة وصف الأدوية وتوزيعها واستهلاكها وتوعية المرضى بمخاطر استخدام الأدوية بشكل غير سليم.

المتابعة الطبية

وأكد الدكتور محمد زيدان، أخصائي طب الأسرة في مستشفى «إن إم سي رويال» الشارقة، أن الأدوية تخرج من الجسم عن طريق الكلى أو الكبد بنسبة كبيرة، والإفراط في تناولها يضع الكثير من الضغط الوظيفي عليهما، وعند الزيادة عن حدّ السمية المعروف يمكن أن يحدث قصور في وظائف الأعضاء، مثل الكبد أو الكليتين، ويتأثر القلب أو الغدة الدرقية أو الغدد بشكل عام.

وقال إن الأدوية الموصوفة طبياً للأمراض المختلفة، وتحديداً الأمراض المزمنة تكون آمنة تماماً، مع المتابعة مع الطبيب من 3 إلى 6 أشهر، لعمل الفحوص اللازمة، للتأكد من مناسبتها للجسم ولتجديد العلاج، أما الأدوية التي لا داعي لها، مثل المسكّنات يومياً، فقد تعرّض الكبد للالتهاب والكلى للقصور في الوظيفة، وتعرض المريض لقرح المعدة والاثني عشر.

وأضاف: بعض الأدوية فعلاً يمكن أن تكون مناسبة لعمر محدد، مثل 55 أو 60 عاماً، ولكن بعد ذلك وطبقاً للاتفاقات الطبية المعتمدة، فيجب تبديلها بعد هذا العمر بأنواع أخرى أكثر أماناً، ما يحتاج لتوصية الطبيب المعالج المطلع لتحديد مدة استخدام كل علاج. وأكد أن هناك الكثير من الأدوية تتداخل، فمنها ما يزيد فاعلية الآخر، ومنها ما يقلل الفاعلية، ومنها ما يكون خطراً وقد يسبب الوفاة، إذا تناوله الشخص مع علاج متعارض آخر والأمثلة كثيرة.

وقال: النصيحة الأهم للمريض هي معرفة أسماء الأدوية التي يتناولها، وذكرها لكل طبيب يزوره لأي سبب، ويحدد سبب تناوله لهذا العلاج ومدته، لإعطاء الطبيب فكرة كاملة عن حاله المرضية وتاريخه الطبي، وليتجنب الطبيب وصف أي علاج متعارض مع أدوية المريض.

الجرعات الصحيحة

ويوضح الدكتور صموئيل راجو بالي (أخصائي قسم أمراض الكلى في مستشفى الشرق الفجيرة)، أن الآثار الجانبية للأدوية تعتمد على الحال التي تُعالج، ويمكن لأدوية ارتفاع ضغط الدم، إذا لم تُعطَ بجرعات صحيحة، أن تسبب انخفاض ضغط الدم، والاستخدام غير الصحيح للمضادات الحيوية يمكن أن يضر وظائف الكبد والكلى.

وقال إن المرضى المسنّين، وذوي الأمراض المزمنة الذين يتناولون الكثير من الأدوية، معرضون بشكل متزايد لخطر الآثار الجانبية لبعض الأدوية، ومن المهم مراجعة الأدوية على مراحل متكررة، والإبلاغ عن أي آثار جانبية للطبيب المعني، واستخدام الأدوية كما هو موصى بها، وتقليل العلاج الذاتي لتجنب الآثار الضارة.

وأكد أنه لا يوجد عمر محدد لتقليل جرعة الأدوية، ومع ذلك، يحتاج المسنّون إلى تعديل الجرعة، إذا كانت هناك أمراض مصاحبة لأمراض الكلى أو الكبد. تختلف أهداف ضغط الدم بالنسبة للمسنّين، ويجب تعديل الجرعة للحفاظ على ضغط الدم الأمثل.

وقال إن كثيراً من الأدوية لها تفاعلات دوائية، ويُوصى بشدة بالتأكد من وصف الأدوية المتوافقة فقط، ولدينا برامج وتطبيقات طبية للتحقق من التفاعلات الدوائية، وكمّ الأدوية الموصوفة، فمن الحكمة الاستفادة من هذه البرامج لضمان تجنب التوليفات العدائية أو الضارة من الأدوية.

المناعة والمقاومة

وقال الدكتور أحمد الخطيب، استشاري طب الأسرة «مستشفى الزهراء» دبي، إن الاستخدام المفرط للأدوية بات ظاهرة تدعو للقلق عالمياً، فالتطور المتسارع في صناعة الأدوية والمكمّلات الدوائية والأزمة الصحية التي تلت وباء «كورونا»، عززت مفهوم استخدام الأدوية عشوائياً «أحياناً»، أملاً برفع المناعة والمقاومة بشكل عام.

قال: نعدّ المريض مفرطاً في استعمال الأدوية، عندما يستعمل خمسة أصناف دوائية أو أكثر، باستمرار، وبالطبع فالمعرضون الذين يستخدمون هذا العدد هم المسنّون الذين يحتاجون إلى رعاية أكثر، وحذر أكبر، عند التعامل مع أدوية عدة، في وقت واحد وبشكل طويل الأمد، فاستعمال أدوية عدة، يتطلب جهداً أكثر من أجهزة الجسم لاستقلابها والتعامل معها بعد انتهاء مهمتها.

وعلى المرضى ألا يستعملوا أي أدوية إلا باستشارة طبية حتى المكملات الغذائية.

«الصحة العالمية»: أخطاء التداوي خطر مميت

تؤكد منظمة الصحة العالمية، أن أخطاء التداوي تتسبب في وفاة واحدة على الأقل كل يوم، وتتسبب في إصابة نحو 1.3 مليون سنوياً في الولايات المتحدة وحدها.

وعالمياً، قدرت الكلفة المرتبطة بأخطاء التداوي ب 42 مليار دولار، سنوياً أو ما يعادل 1% من إجمالي الإنفاق الصحي العالمي.

وتعمل المنظمة على إطلاق مبادرات للحدّ من الأضرار الوخيمة المرتبطة بالتداوي، التي يمكن تلافيها، في جميع البلدان بنسبة 50%، عبر تحسين طريقة وصف الأدوية وتوزيعها واستهلاكها، ويعمل على زيادة وعي المرضى بالمخاطر المرتبطة باستخدام الأدوية بشكل غير سليم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ndkhmje

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"