عادي
لانتظام مسيرة الأبناء التعليمية دون انتكاسات

بيئة مدرسية صحية آمنة.. مطلب لا يقبل الاستهانة

00:56 صباحا
قراءة 5 دقائق
طلاب أبوظبي يستأنفون الدراسة (تصوير محمد السماني)

تحقيق: جيهان شعيب

مع انطلاق قطار العام الدراسي الجديد، تعد السلامة الصحية للأبناء داخل أسوار المدارس من الأهمية بمكان، في ظل تقلبات الطقس والتجمعات الطلابية في فترة الفسحة المدرسية، وربما داخل الفصول الدراسية نسبياً، بما يتوجب اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية والتوعوية، لتجنيبهم الإصابة بأي أمراض وعوارض صحية مؤذية، والتي قد تؤدي إلى انقطاعهم عن الدراسة عدة أيام، ما يؤخر من مواكبتهم لزملائهم ويؤثر سلباً في تحصيلهم العلمي، والدراسي.

بات توفير بيئة صحية مدرسية آمنة للطلاب مطلباً أساسياً لا يستهان به، حفاظاً على انتظام المسيرة التعليمية للأبناء، باجتهاد لا تعرقله أمراض أو انتكاسات من أي نوع، وفي ذلك أجمعت قيادات تربوية مختلفة على أن صحة الأبناء داخل المدارس تتصدر كل ما عداها، كونهم القاعدة البشرية التي يعول عليها الجميع الآمال المستقبلية، في الحفاظ على مقدرات الدولة، ومواصلة مسيرتها الرائدة على الصعد كافة، وحول ذلك جاءت أقوالهم في السطور التالية:

الصورة

أكد محمد صالح آل علي مدير إدارة الحوكمة والمخاطر في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن سلامة صحة الأطفال وتجنب إصابتهم بالأمراض المختلفة خلال وجودهم في مدارسهم، مسؤولية مشتركة، قائلاً: «ننصح بوجوب إعطاء الأطفال التطعيمات ولقاح الإنفلونزا الموسمية، واللقاحات الأخرى المقرة طبقاً لبرنامج التحصين الوطني، مع أهمية وجود طبيب خاص في كل مدرسة لتحويل أي طالب يشكو من مرض أو إصابة ما، بشكل مباشر إلى الطبيب لاتخاذ الإجراءات اللازمة ووضع الاحتياطات الواجبة».

وشدد على أنه لابد من مراقبة المقاصف المدرسية والتركيز على التوعية الصحية، حيث يقضي الأطفال جزءاً طويلاً من اليوم في المدرسة، بما قد يجعلهم أكثر احتمالية للإصابة بالأمراض المختلفة خصوصاً المعدية منها، عدا ذلك فلا شك أن تمتع الطالب بصحة سليمة خلال أيام الدوام الدراسي، يجعله أكثر تركيزاً وتفاعلاً في تلقي العلوم المختلفة، بما ينعكس على رفع مستوى تحصيله الدراسي، فضلاً عن ذلك فأنشطة التوعية الصحية في المدارس، من الأهمية بمكان في رفع الوعي الصحي لدى الطلبة، للوقاية من بعض السلوكيات الضارة.

إجراءات احترازية

أشارت د. فاطمة العلماء من هيئة الصحة في دبي، إلى أنه مع بداية العام الدراسي الجديد وعودة الأبناء إلى مدارسهم، يجب التأكد من أخذ كافة الإجراءات الاحترازية داخل المدارس، لضمان توفير بيئة صحية آمنة للطلبة، لاسيما أن المحيط المدرسي يعد بيئة سهلة لانتقال الفيروسات وازدياد فرص العدوى بين الأطفال، بما تشكل معه الصحة المدرسية عاملاً أساسياً في الحفاظ على سلامة الأطفال بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.

وقالت: «يجب التأكد من توفر كافة المعدات اللازمة للتعامل مع مئات الطلبة يومياً داخل المدارس، وتجهيز الطاقم الطبي والتمريضي بإمكانياته المختلفة لتقديم الدعم اللازم للأولاد، لضمان عام دراسي صحي وسعيد، إضافة إلى مراجعة كشوف الطلبة الصحية، والتأكد من حصولهم على جميع التطعيمات المتوفرة لهم، حسب فئاتهم العمرية للوقاية من العديد من الأمراض المختلفة، كما يمكن تنظيم حملات للكشف المبكر عن أي أمراض لدى الأطفال، قد تؤثر في صحتهم وصحة من حولهم».

وأضافت: «يجب أيضاً إطلاق حملات توعية مختلفة، وتضمينها معلومات صحية وإرشادية محدثة، لتسهم في تعزيز التزام الطلبة وأولياء أمورهم والكوادر المدرسية بالتدابير الاحترازية، وفق أسس علمية دقيقة».

مطلب وهدف

يرى محمد راشد رشود الحمودي رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات بدبا الحصن، أن صحة الطلاب مطلب وهدف للجميع، بما يتوجب توفير بيئة صحية خالية من الأمراض في المجتمع المدرسي، من خلال اتخاذ جميع الإجراءات الصحية لحماية الطلاب من الأمراض، وخاصة في ظل انتشار الأوبئة والفيروسات.

وقال إنه يجب على إدارات المدارس التعاون والتنسيق مع المراكز الصحية في الدولة، لتوفير زائرين صحيين للمدارس الحكومية والخاصة، لمتابعة الحالات الصحية للأطفال مع أولياء الأمور، كما يجب تعاون الأسر مع إدارة المدارس وإبلاغها حال تعرض أبنائهم لعوارض مرضية، لا قدر الله، مع تجنب الدفع بالأبناء للذهاب إلى المدارس، كما يجب تعقيم المدارس بشكل دوري لسلامة الطلاب، إضافة إلى إجراء فحوص مستمرة لهم، وعقد ورش توعوية لأولياء الأمور حول كيفية وقاية الأبناء من الإصابة بالأمراض المعدية.

خطط وبرامج

أكدت التربوية هيام الحمادي من خورفكان، ضرورة توفير بيئة صحية مدرسية سليمة، حفاظاً على المورد البشري وسلامة الطلاب بمختلف المراحل، لذا يجب أن تتبني الجهات التربوية خطط وبرامج هادفة، تجعل بموجبها كل طالب مسؤول عن نفسه وفي محيط تعلمه بدءاً من دخوله المبنى المدرسي بسلامة، وحتى انصرافه إلى منزل ذويه، علاوة على تبني خطة الصحة والسلامة، والتي يشرف عليها أصحاب الاختصاص وبفرق مدرسية مؤهله.

واستعرضت بعض الإجراءات المتخذة في صدد تأمين البيئة المدرسية قائلة: «تعمل المدارس على تبنى خطة الطوارئ والأزمات تفادياً لأية أزمات متوقع حدوثها، مع تنفيذ الإخلاء الوهمي عدة مرات، بالتنسيق مع الدفاع المدني، وأخذ التقرير المناسب وشهادة الإنجاز، وفي إمارة الشارقة وبرعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تم وضع ممرضات الصحة المدرسية اللواتي يعتنين بالجوانب الصحية، وتقديم الرعاية الصحية، ومتابعة الطلاب في حالة وقوع أية حوادث أو حالات طارئة، مع أخذ كافة الاحتياطات وإجراءات الأمن والسلامة».

ولفتت إلى وجود الورش التوعوية التي تغرس لدى الطلاب الحياة الصحية من خلال برامج الإذاعة المدرسية والتوجيهات النوعية المتخصصة، مع متابعة وجبات الإفطار والقياسات المختلفة للوزن، ووضع البرامج الهادفة إلى القضاء على السمنة، وربط ذلك في نظام «المنهل» الذي يحوي كافة المرفقات، وتتبع الطالب مع وجود ملفات صحية ترافقه من رياض الأطفال وحتى تخرجه من المدرسة، فضلاً عن وجود وحدات عديدة خصصت لهذا الشأن، مع دراسة الحالات والظواهر السلوكية، وتقديم الرعاية الاجتماعية لينشأ أبناؤنا في بيئة صحية سليمة خالية من الأمراض.

وأضافت أن اللجان الرقابية المتخصصة تقوم بالمرور على المباني المدرسية، للوقوف على مدى سلامة مرافقها من دورات المياه والصفوف الدراسية والمختبرات ومصادر التعلم وساحات الملاعب، للتأكد من كونها بيئة تربوية صالحة وجاذبة لنشأة الأبناء، مع متابعة الوجبات للتغذية السليمة، واشتراطات الأمن والسلامة مع المورد، علاوة على توفير مشرفات الحافلات المدرسية التي لها دور كبير في تفقد الطلاب من خروجهم من المنزل وعودتهم إليها.

وأشارت إلى اهتمام المدارس بغرس ثقافة الصحة النفسية، ومتابعة الطلاب في كافة المراحل، والعمل على وقايتهم من أية انحرافات أو ظواهر سلوكية غير لائقة، من خلال لائحة السلوك الطلابي، والتي يتم تحديثها كل عام حسب المستجدات، وتوعية أولياء الأمور بها من خلال خطط، وبرامج هادفة، عبر اللقاءات التي تعقد معهم على مدار العام الدراسي، والعمل على تفقد صحة الأبناء بشكل يومي بالاتصال الهاتفي، ومقابلة ولي الأمر حال تغيب الطالب عن المدرسة.

وقالت إن تلك الجهود المبذولة جاءت نتيجة دعم مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، وحرص القيادة الرشيدة على أبنائنا وحرصنا نحن قيادة مدرسية على سلامة وصحة طلابنا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5azcrp8c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"