عادي

إن أباك من أهل الكبائر

23:21 مساء
قراءة دقيقة واحدة
رغيد
رغيد جطل

رغيد جطل

ذهب نحويٌّ يُعزّي رجلاً في موتِ والدِه، فقال النحوي: يا بني لا أعرف كيف أبدأ حديثي معك، ولكن لا بد من قول الحقيقة لك، إن أباك كان رجلاً من أصحاب الكبائر، ولقد أسرف على نفسه كثيراً، فاستغفرْ له، وادْعُ له كثيراً، فبكى الرجل بكاء شديداً، وقال متعجباً: وما الكبائر التي كان أبي يرتكبها؟

فقال النحوي: إن أباك كان ينصب المجرور، ويجرُّ المنصوبَ، ولا يعطي كلَّ كلمةٍ حقها من الإعراب، ولا يؤمن بقواعد النحو،

فقال الرجل: يا هذا انصرف عن وجهي، وإلا فتَحتُ لك فتحةً في رأسِك، وكَسرْتُ رجليك، وضَمَمتُ يديك إلى ساقيك حتى أجعلَ منك جُثةً ساكنةً، وخبراً مرفوعاً في المدينة، وبناءً تحت الأرض لن تسمع عن الإعراب بعدهُ شيئاً.

***

سمع أحد الشعراء أن والي إحدى المدن، يعطي عطاء كبيراً لمن يمدحه، فركب ناقته وقطع مسافة كبيرة حتى وصل إليه، فلما كان في مجلسه أخذ يتغنى به ويمدحه بما فيه وبما ليس فيه، ويزيد في المدح لعل الوالي يزيد له في العطاء، فلما انتهى انتظر طويلاً فلم يعطه الوالي شيئاً، فقال الشاعر:

إن لم يكن منكمُ فضلٌ لذي أدبٍ... فأُجرة الدرب، أو كفارة الكذبِ

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ze65hw3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"