عادي

الزواج الناجح والتفاهم بين الأزواج

23:19 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د. مايا الهواري

الزواج سنّة من سنن الكون، وقد شرّعه الله تعالى لتستمر البشرية على سطح الأرض، فألّف بين قلوب الأزواج ليتفاهما ويحتوي كل منهما الآخر، ولكي تتكلل علاقتهما بالنجاح لا بد للطرفين أن يفهما بعضهما بعضاً ويتغاضى أحدهما عن هفوات شريكه، فلا يقف عند كل هفوة ولا يجعل منها قضية كبيرة؛ بل يتغاضى باحترام دون تناسي المشاعر، فالتغاضي لا يعني تجاهل الطرف الآخر وتجاهل مشاعره كذلك؛ بل احترامه كل الاحترام.

البعض يحاول تغيير صفات شريكه وعاداته بشكل كامل، لكن هذا الأمر لا يمكن فعله بشكل تام، إنما يمكن ذلك إن كان الزوجان بعمرين صغيرين وفي مقتبل الحياة، ففي هذه الحالة يفهمان بعضهما بعضاً ويكبران معاً فيفهمان الشّيفرة الخاصة بكل منهما، وبالتالي يتغيران من أجل بعضهما بعضاً ولو بجزء معين، فالمحبة سبيل لدخول القلوب، ومتى سارا وفق هذا المنهج أصبحت السعادة عنوان حياتهما، إضافة إلى عنصر إذا امتلكه المرء فإنه يقي أسرته من الوصول لآخر مرحلة من العلاقة وهي الطلاق، وهذا العنصر هو التصالح مع الذات، لأن معرفة الإنسان لنفسه وطباعه وكونه صادقاً معها استطاع أن يعرف كيف يبرمجها، فإن كان متصفاً بالعصبية وغير قادر على ضبط ذاته وقت غضبه فعليه أن يغير من طبيعته، فامتلاكه للذكاء العاطفي يمكّنه من معرفة ذاته الحقيقية وتقديم الاعتذار للآخر إن أخطأ بحقه، فالتصالح مع الذات وتقبّلها بشكلها الحقيقي يدفع صاحبها لأن يعمل جاهداً على تغيير نفسه نحو الأفضل، أي تقبّل الذات الإنسانية بكل عيوبها ومن ثم العمل على تطوير هذه الذات وتحسين العيوب لتصبح ميزات، والابتعاد عن لعب دور الضحية يجعله بعيداً عن تدمير علاقته بأسرته، ذلك أن الزواج يمر بمراحل معينة عصيبة بما يسمى عنق الزجاجة، فإن كان الزوجان متفاهمان متفقان يعلم كل منهما صفات وطباع الآخر وعلم ميزاته وعيوبه وتقبلها استطاعا أن يعبرا عنق الزجاجة سوية بكل يسر وسهولة وصولاً لبر الأمان، وذلك في كل مرحلة من مراحل الزواج والتي تكون تقريباً كل عشر سنوات.

نستنتج مما سبق أن الزواج الناجح يعتمد على امتلاك الطرفين للذكاء العاطفي، وتفعيله في حياتهما، وتفهّم بعضهما بعضاً ومساندته بما يجعل حياتهما مصدراً للسعادة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ysnyjxrd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"