عادي

الذكاء الاصطناعي يعجز عن مجاراة الإبداع

15:11 مساء
قراءة دقيقتين
ريتشارد عيراني
سمير الخطيب

الشارقة: «الخليج»

حدد ناشرون وكتاب في معرض الشارقة الدولي، التحديات التي تواجهها الكتابة بعد ظهور برامج الذكاء الاصطناعي، ورواج الحديث عن قدرتها على تأليف الكتب، وأجمعوا على أن هذه التقنية وغيرها لا يمكن أن تلغي الإنسان المحور الأساسي في الإبداع، وأنه يمكن الاستفادة من التكنولوجيا بشكل عام في تعزيز الفكرة، لا صناعتها.

يرى سمير الخطيب صاحب دار «المستقبل الرقمي» من دولة الإمارات أن «المنتجات الحديثة من التكنولوجيا تغير معالم جميع المجالات، ولكن النشر على وجه الخصوص يرتبط بهذا التغير بشكل وثيق، وهذه التغيرات حدثت مراراً وتكراراً، ودخول التكنولوجيا عالم الكتب ليس جديداً، وكان يشكل تحدياً في مرحلة ما للناشرين، ولكن دائماً تثبت التجربة أنها مجرد وسائل لا تستبدل المؤلف والناشر الحقيقي، والمتخصصين الذين يعملون بجهد، ويضعون لمساتهم الحقيقية على المحتوى».

ودلّل على ذلك قائلاً، إن «الذكاء الاصطناعي يحدث فروقات، فهو يوفر الوقت والتكلفة، ولكن النصوص التي يكتبها تعاني هشاشة المحتوى، وتخلو من اللمسة البشرية المهمة في صناعة المحتوى، والمؤلف الناجح يستفيد من هذه الوسائل، ويستغلها في الكتابة، لكن لا يمكن أن تستبدل هذه الوسائل المستخدم الحقيقي، ويبقى المؤلف مؤلفاً، والناشر ناشراً».

بدوره، يؤكد ريتشارد عيراني مسؤول دار «ميترا» للنشر والتوزيع اللبنانية أن الذكاء الاصطناعي لن يؤثر في حركة التأليف والإبداع، فالإنسان هو محور الإبداع، والكتاب هبة الإنسان، لا يمكن أن يخلو من اللون والذوق والنكهة والرائحة والإحساس.

وقال: «الإنسان واجه تحديات سابقة مثل التلفزيون والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الكتاب ظل كما كان منذ فجر الحضارة مصدر المعرفة الإنسانية، وظل الإنسان يكتب ويبدع».

وشدد عيراني على أهمية تطوير الكتاب، ليواجه التطور التقني المتتابع، داعياً الجهات المسؤولة إلى دعم الناشر العربي، وتعزيز صناعة النشر التي تواجه تحديات مختلفة.

من جانبه، قال الكاتب الإماراتي أحمد الأميري: «إن العالم اليوم يواجه ثورة صناعية رابعة تسمى الذكاء الاصطناعي والذي يمثل تحدياً كبيراً بالنسبة للأدباء والكتاب، ولكن هذا التحدي مثل التحديات التي مضت في العالم، وعلى الكاتب أن يكون له أسلوبه الخاص، ليواجه هذا الذكاء الاصطناعي».

وأضاف أن «الذكاء الاصطناعي رغم إمكاناته العالية لا يستطيع أن يحل محل الكاتب المبدع والمدقق اللغوي والرؤية الإبداعية في صناعة الكتاب»،

وعن إمكانية استفادته ككاتب من هذه التقنية، أوضح الأميري أن الذكاء الاصطناعي يمكن الاستفادة منه بشكل عام في جوانب محددة، مثل البحث والتصنيف والنشر التفاعلي، وغيرها من الجوانب التي تعزز الإبداع وتنشره، مشيراً إلى أنه يمكن أن يساعد على تعزيز الفكرة لا صناعتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc2c2r4a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"