عادي
لمسات جمالية تستفيد من طاقة الحرف

مهرجان الفنون الإسلامية.. حديقة للحب والسلام

23:18 مساء
قراءة دقيقتين
لوحة للفنان عبد القادر الريس

الشارقة: عثمان حسن

ليس من قبيل المصادفة أن تلتقي قيم الحب والخير والجمال في جميع فنون العالم، ولعل الفن الإسلامي على وجه الخصوص، بما امتاز به من جذور تاريخية شكلت مظهراً من مظاهر القوة لهذا الفن من حيث الشكل والمضمون، لا يزال إلى اليوم يلهم العالم، من خلال ما يتميز به من قدرة على التكيف، وقابلية لاختبار عناصر الفن المختلفة من عمارة، وزخارف، وخط، وآداب، وصولاً إلى عتبات العالم الراهن، وقد استطاع الفن الإسلامي أن يحاكي نبض وجوهر الحياة، بما تعكسه في العمق من شعور جمعي بضرورة نشر السلام والهدوء والسكينة، مهما اختلفت وسائط الفن، وتنوعت بين المظهر التقليدي، أو الحديث والمعاصر. وقد احتضن مهرجان الفنون الإسلامية في دورته ال 25 مجموعة من المشاركات التي تقارب تلك المفاهيم، وشكلت في مجموعها تجربة غنية بما تبثه من قيم جمالية وبصرية هادفة.

«سكينة الحرف» هو عنوان المشاركة التي يقدمها الفنان الإماراتي عبد القادر الريس في الدورة الخامسة والعشرين من المهرجان، وتميزت هذه التجربة بمزجها بين الحرف واللون، وتجربة الريس في مجال الحروفيات، وكما هو معروف جاءت من بوابة التجريد، حيث اقتفى آثار الحروفيين العرب في هذا المجال.

وما يميز هذه التجربة في «سكينة الحروف» أنها أنتجت بالألوان المائية على ورق بقياسات مختلفة، ما خلق تناغماً ساحراً بين الحرف والفضاء اللوني الذي يحيط به، وهذه التجربة تعمل في اتجاهين متكاملين، فهي تخفف حدة اللون في اللوحة، ومن ناحية ثانية تجعل الحرف كأنه يسبح في مشتقات اللون، وهنا، يخلق عبد القادر الريس وظيفة جديدة للحرف واللون معاً، أساسها ذلك التناغم والانسجام، بين حرفي «الواو» و«الهاء»، من جهة أخرى، ما يضفي جماليات بصرية خاصة تستفيد من طاقة الحرف، وهذا من شأنه أن يضفي على لوحات الريس مسحة جمالية غنية بالمضامين، كأنها تأمّل في روحانيات التجلي والسكينة.

مضامين

من جهة أخرى يقدم الخطاط المغربي المعروف عبد الرحيم كولين، تجربة خطية من خلال الخط «المبسوط»، وهو من أكثر الخطوط المغربية راحة للعين بسبب حروفه اللينة المستقيمة ووضوحه وسهولة قراءته، وهذا الخط استعمله الخطاطون المغاربة منذ القدم لكتابة المصاحف، وكتب الصلوات والأدعية، كما يستخدم في الكتاتيب القرآنية لتعليم الطلاب.

وفي لوحاته المشاركة في المهرجان يقدم كولين الخط المبسوط في لمسة جمالية أخرى تستفيد من جماليات ذلك الخط المنحدر في الأصل من الخط الكوفي، ما يضفي على اللوحة مضامين إبداعية وروحية ورؤى وتعابير بصرية تنسجم مع المفاهيم الإسلامية التي تسعى في دورة المهرجان للتناغم مع شعاره الجديد «تجليات».

وعبد الرحيم كولين هو رئيس شعبة فن الخط العربي بأكاديمية الفنون التقليدية في الدار البيضاء، وعضو لجنة التحكيم الوطنية لجائزة محمد السادس لفن الزخرفة المغربية على الورق، وله مشاركات فنية عربية ودولية كثيرة أهمها ملتقى الشارقة للخط في دورته العاشرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bdebs3hu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"