الإمارات تطلق قطاراً لتسريع العمل المناخي

22:07 مساء
قراءة 3 دقائق

د. عبدالعظيم حنفي*
سجّل مؤتمر الأطراف «كوب 28» الذي انعقد في دولة الإمارات -التي تقود الجهود العالمية في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذا المجال -نتائج باهرة وتاريخية أتاحت للعالم أن يستقل قطاراً سريعاً لتسريع العمل المناخي. بعد أن كان لدى العالم قبل ذلك المؤتمر قاطرة قديمة تتأرجح فوق مسارات متهالكة. فقد حقق المؤتمر نتائج قوية بشأن القضايا الرئيسية التي تم التفاوض عليها ضمن هذا المؤتمر. والمتمثلة في المقام الأول عملية التقييم العالمي باعتباره الوسيلة لوضع العمل المناخي على المسار الصحيح، ومدى التقدم الذي أحرزته البلدان، وتحديد أين توجد الفجوات، في تحقيق الأهداف التي حددها اتفاق باريس التاريخي لتغير المناخ لعام 2015.

في يومه الأول، أقر المؤتمر رسمياً اتفاقاً بشأن تشغيل صندوق «الخسائر والأضرار» لتعويض الدول الأكثر تضرراً من تداعيات التغير المناخي وبحلول آخر أيام المؤتمر بلغ حجم التعهدات للصندوق 792 مليون دولار. وشهد اليوم الثالث للمؤتمر، تعهداً مفاجئاً من شركات النفط، إذ أعلنت الرئاسة الإماراتية للمؤتمر أن 50 شركة عالمية في قطاع النفط والغاز، تمثل 40% من الإنتاج العالمي، تعهدت بالحد من انبعاثات الميثان، وهو أحد أكثر الغازات المسببة للاحتباس الحراري خطورة، لتصل إلى الصفر تقريباً، بحلول عام 2030.

وفي اليوم الرابع للمؤتمر، أعلنت رئاسة المؤتمر توقيع 70 حكومة و39 مؤسسة على إعلان «كوب 28» بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام، الذي يمثل التزاماً جماعياً بزيادة الاستثمار ودعم إجراءات تعزيز المرونة المناخية في الدول والمجتمعات الأكثر عُرضة للصراعات وتداعيات تغير المناخ.

وفي اليوم السادس للمؤتمر، أعلن عن اتفاق مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وشركة «تيرا باور» للمفاعلات النووية المتقدمة المملوكة لبيل جيتس، على دراسة التطوير المحتمل للمفاعلات المتقدمة في الإمارات والخارج. كما أعلن رئيس اتحاد مصارف الإمارات عبد العزيز الغرير تعهد بنوك إماراتية بحشد نحو تريليون درهم للتمويل الأخضر والمستدام بحلول عام 2030.

وأعلن الصندوق العربي للطاقة (أبيكورب سابقاً)، خلال المؤتمر، أنه يعتزم استثمار مليار دولار في تقنيات إزالة الكربون على مدى الخمس سنوات المقبلة. ويركز الصندوق، وهو مؤسسة مالية متعددة الأطراف، على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

بحلول اليوم السابع، أعلنت رئاسة كوب 28 أن المؤتمر حصل على تعهدات قيمتها أكثر من 83.38 مليار دولار خلال الأيام الستة الأولى. وتشمل التعهدات 6.8 مليار دولار لقطاع الطاقة، و61.8 مليار للتمويل المناخي، و8.5 مليار دولار لحماية الحياة وتحسين سبل العيش، و1.7 مليار دولار لاحتواء الجميع، و3.5 مليار دولار لصندوق المناخ الأخضر، و726 مليون دولار للصندوق العالمي المختص بالمناخ.

وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، رعاه الله، أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركّزة على مستوى العالم، ضمن المرحلة الرابعة من «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» بدبي، بشراكة سعودية صينية.

كما وعدت رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية والمساعدات الإنسانية (USAID) سامانثا باور بتقديم دعم لنحو 23 مدينة نامية في مواجهة تغير المناخ، إضافة إلى تمويل جديد بأكثر من ملياري دولار.

وفي ختام المؤتمر أعلنت رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ كوب 28، تبنّي دول العالم بالتوافق، أول اتفاق من نوعه يدعو إلى التحوّل عن الوقود الأحفوري، بما يشمل النفط والفحم والغاز، وسط ترحيب وتأييد عالمي. وكسبت الإمارات مصداقية العالم عبر إصرارها على أن يكون الجهد المناخي صريحاً وقوياً وشاملاً وذا رؤية.

وهكذا، عندما وصل المؤتمر إلى خط النهاية، قدم مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «قطاراً سريعاً» لتسريع العمل المناخي.

* كاتب مصري

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2p9my3vk

عن الكاتب

​كاتب مصري - أستاذ للعلوم السياسية والاقتصادية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"