تصعيد بين الكوريتين

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

كل المحاولات الهادفة إلى ردع كوريا الشمالية، باتت في مهب الريح، في ظل إصرارها على نهجها النووي، واتخاذها موقفاً عدائياً ضد غرمائها الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وجارتاها الجنوبية واليابان؛ إذ إن علاقاتها مع هذه الدول متوترة إلى حد بعيد، ووصلت في أحيان كثيرة إلى لجوء بيونغ يانغ للتهديد بالسلاح النووي، واستخدامها مصطلح الإبادة ضد كوريا الجنوبية.

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون حذر من أن أي انتهاك من قبل كوريا الجنوبية «لأيّ مليمتر» من أراضي بلاده، سيعد «استفزازاً للحرب»، ودعا إلى تصنيف الدولة الجارة على أنها «العدو الأول»، متوعداً بأن الحرب ستقضي على الجنوب، وستُلحق هزيمة «لا يمكن تصورها» بالولايات المتحدة، واصفاً أي محاولة للمصالحة أو إعادة التوحيد مع كوريا الجنوبية بأنها تعد «خطأ». وبينما وضع خيار استخدام سلاح الدمار الشامل في المقدمة، فإن بلاده لم تتوان لحظة عن إجراء التجارب الصاروخية البالستية، إلى جانب دعوته إلى مضاعفة المخزون النووي.

كوريا الشمالية ترى أن تصعيد لهجتها لم يأتِ عبثاً؛ لأنها ترى بأن أمريكا تعمل على إضعافها عبر حلفائها في المنطقة، وهو ما تعتقد أنه مقدمة لإنهاء النظام القائم فيها، ويمثل ذلك تهديداً وجودياً يستوجب تفعيل كل قوة ممكنة لأجل ردعه؛ لذا فإن هذه الدولة «المنبوذة» غربياً، بدأت في تطوير مخزون أسلحتها ومضاعفته، بموازاة تعميق تحالفاتها خصوصاً مع روسيا والصين. ولعل زيارة كيم الأخيرة لموسكو والتقاءه بوتين تُقرأ على أنها سعي كوري شمالي لتحقيق هذا الغرض، كما أن بكين هي الشريك التجاري الاستراتيجي، وربما تأخذ العلاقات مع العملاق الآسيوي شكل التوأمة؛ نظراً للتقارب بين الجانبين.

لكن في المقابل، فإن كوريا الجنوبية، حذرت عبر لسان رئيسها يون سوك-يول، من أنها سترد «أضعافاً مضاعفة» على أي استفزاز من جانب كوريا الشمالية، مشددة على أن جيش بلادها لديه «قدرات رد ساحقة»، وهي بالفعل تمتلك أسلحة تقليدية استراتيجية مدعمة بترسانة نووية أمريكية، أي أن الحرب في حال اندلعت فإن أمريكا لن تتأخر عن دخولها ضد بيونغ يانغ، وهذا ما يدفع سيؤول إلى الاطمئنان، وعدم الارتجاف أمام تهديدات جارتها الشمالية.

ومع حشد الجانبين لقواهما، وتحفزهما للقتال، فليس من المستبعد أن يتصاعد الصراع إلى اشتباك مسلح، لكن سيكون مختلفاً عن غيره بلجوء إحدى الدول لسلاح مدمر، ليدخل العالم في أتون حرب نووية، تتجه به نحو مزيد من التأزم في ظل الحروب والنزاعات المنتشرة في أنحائه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3fa34jxe

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"