إيمان الهاشمي
السعادة في العبادة؛ والله لا يهمل عباده، بل يمهل الساهون، لعلهم يوماً يفقهون، فليس كل ممنوع بمرغوب، ولا كل شقي بشغوب، ولا كل ضعيفٍ بلغوب، ولا كل ساخطٍ بحقير، ولا كل مسكينٍ بفقير، فليس كل طائرٍ يطير، ولا جميع الناس (أوادِم)، ولا كل مذنبٍ بنادم، ولا سيد القوم «الخادم»، فلا كل نقدٍ بهادم، ولا كل راحلٍ بقادم، ولا كل حالمٍ بِهائم، ولا كل الحيوانات «بَهائم»، ولا كل همٍ بدائم، ولا كل جائعٍ بصائم، فثمة مستيقظ نائم، وضاحك متشائم، ومعاتب غير لائم، وجو فرحةٍ غائم، ونصر دون غنائم، فقد يكون الصديق هو الضيق، وقد يكون العدو لا يعيق، فحرقة القلب بلا حريق، والضياع ليس في الطريق، وليس كل قديم بعريق، ولا كل مجموعة بفريق، ولذلك لا تبرر الخضوع، ولا وقوعك في الممنوع، فثمة تناقض متوافِق، وثمة انسجام غير متوافق، فهل أنت موافِق؟
هو نمساويٌ ولغته الألمانية! يهوديٌ وديانته المسيحية دفن معظم إخوته الصغار، ثم رحلت ابنته فعاش الدمار، ولم يتقبّل تعكر مزاجه، ولا أسباب انهيار زواجه، حتى إن «سيجموند فرويد» نفسه عجز عن علاجه، فشقَّت موسيقاه صوت احتجاجه، رغم الآلام والأشواك، وضد هوسه الشكاك، فقد تميز بمشيةٍ غريبة متشنجة، تحمل عواطف مكبوتة متأججة، لتتفجر عبر أنغامه الموسيقية، وكأنها وصفٌ لسيرته الذاتية أو شخصيته الحقيقية، فأصبح ملحناً عظيماً بالطول والعرض، واعتبر أعظم «مايسترو» عاش على وجه الأرض، حيث قاد أوركسترا مكونة من 1000 عازف وعازفة، وصاغ منها ألحاناً متجانسة ومتآلفة.
هكذا سطع نجم غوستاف مالر في سماء الإبداع، وقد أبت ألحانه الانحسار والانكسار والوداع، حتى إن منتجاً سينمائياً من هوليوود بحث عنه لكي يلحن له بعض الأفلام، ولكنه فوجئ بخبر وفاته منذ أكثر من 60 عاماً والسلام! والغريب أن مالر أراد التخلص من لعنة السيمفونية التاسعة، فقد حل الموت على بعض الموسيقيين كالفاجعة! بعد اختتام سيمفونيتهم تحت الرقم (9)، ولهذا غيّر اسم سيمفونيته لكسر هذه البِدعة، وربما فعل ذلك لتغيير المعنى وبالتالي فك اللعنة، ولكنه أصيب بالتهاب شغاف القلب ومات، فانتهت من بعده الكلمات، وتأجّلت الأحلام بالكوابيس المُباشِرة، وبالتالي لم يُكمل السيمفونية العاشرة.
سألوه وهو طفل صغير عما يريد أن يصبح حين يكبر؟ أجابهم بثقة شديدة: (شهيداً)!
الاسـم: غوستاف مالر
التاريخ:
1860 – 1911 50 سنة
الجنسية:
ألماني
النشاط:موسيقي
