عادي

باقة ضوء

23:30 مساء
قراءة دقيقتين
1

طلب العباس بن عبد المطلب، رضي الله عنه، من أخيه أبي طالب، أن يشرح له شيئاً من أحوال الرسول، صلى الله عليه وسلم، وهو صغير، فأخبره أنه كان يسمي الله عند الطعام، ويحمد الله إذا شبع، وكانوا لا يفعلون ذلك.

وفي إحدى الليالي أمره عمه أبو طالب بأن يخلع ثيابه قبل النوم على عادة العرب، بسبب شدة الحر، فظهر أثر كراهيته لهذا الأمر، ولكنه لم يرد مخالفته فقال لعمه: اصرف بصرك عني، فإنه لا يصح أن ينظر إليّ أحد، ثم ناما، وقال أبو طالب: والله لقد وجدت بيني بينه ثوباً ألين من الحرير، ورائحته أزكى من المسك، ولا أدرى من أين أتى هذا الثوب.

اصرف بصرك عني

كان محمد بن سيرين، رضي الله عنه، يقسم يومه بين العبادة والعلم والعمل التجاري، وفي إحدى مراحل تجارته حلت به خسارة كبيرة، وأراد أن يعوض بعض خسارته، فاشترى زيتاً بأربعين ألف درهم على أن يكون دفع الثمن مؤجلاً، ولما وصلت إليه زِقاق الزيت فتح أحدها فوجد في الزيت فأراً متفسخاً، وبعد برهة من التفكير توصل إلى قناعة مفادها بأن النجاسة لا تقتصر على هذا الزق، وذلك لأن الزيت كله يوضع في المعصرة، أي في مكان واحد، وأنه لو أعاد الزيت المعيب إلى البائع، فربما باعه للناس ثم أراقه كله.

عجز ابن سيرين عن سداد ثمن الزيت حين حان الموعد المتفق عليه للسداد، فرفع صاحب الزيت أمره إلى الوالي الذي أمر بسجنه، ولما طال مكوثه في السجن، ورأى السجان شدة ورعه أشفق عليه، فقال له: أيها الشيخ، إذا جاء الليل فاذهب إلى أهلك وبت معهم، وإذا أصبحت فعد إلي، واستمر على ذلك حتى يطلق سراحك، فقال له: لا والله لا أفعل، فقال السجان: ولم هداك الله؟ فقال له: حتى لا أعاونك على خيانة ولي الأمر.

ابن سيرين سجيناً

كان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يحرص في موسم الحج على أن يتجول بين القوافل الإسلامية، ويلتقي أفرادها ليتعرف منهم إلى أحوال البلاد والعباد، وقد لاحظ عمر أن وفد حمص يغلب عليه الفقر، فاستوقف أحد الصالحين من أهل حمص وقال له: اكتب لي أسماء فقرائكم، كي يفرض لهؤلاء نصيباً من بيت المال، وفي اليوم التالي جاؤوه بقائمة الأسماء، فلما قرأها قال لهم: إنكم كتبتم هنا عمير بن سعد، فمن عمير بن سعد؟ قالوا: إنه عاملنا يا أمير المؤمنين، فقال: أوفقير هو؟ قالوا: إنه أفقر رجل فينا ولا يملك شيئاً من حطام الدنيا، فبكى عمر وقال: الحمد لله الذي وفق عمر في اختيار الصالحين على ولاية أمور المسلمين.

عمير بن سعد

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/53w5tncs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"