عادي

«الدوار العاشر» عودة جديدة للدراما الأردنية

13:57 مساء
قراءة 3 دقائق
مشهد من العمل
«ملصق» العمل
مشهد من العمل

عمّان: «الخليج»

يُمهد مسلسل «الدوار العاشر» لعودة جديدة للدراما الأردنية المُعاصرة ضمن إنتاجات القطاع العام بجرأة ملموسة على صعيد طرح القضايا وجودة عالية في الرؤية البصرية على صعيد الإخراج مع ملاحظات عدة لا يُمكن إغفالها.

التلفزيون الأردني أراد تجاوز محاولات لم تحقق نجاحاً لافتاً على مدار نحو 10 سنوات فتعاقد مع الكاتب محمد البطوش والمخرج محمد لطفي لأول مرة ضمن أعمال القطاع العام، بعدما سجلا حضوراً واضحاً في تجارب عربية واستقطب مجموعة «نجوم» لدعم التسويق أبرزهم منذر رياحنة وصفاء سلطان ومارغو حداد ورشيد ملحس إلى جانب مشاركة أسماء لها رصيدها بينها ريم سعادة وساري الأسعد وعبير عيسى ومحمد الإبراهيمي وعاكف نجم ومحمد المجالي وجميل براهمة وأخرى من أجيال مختلفة فضلاً عن توفيره نحو 1.5 مليون دولار لإنتاج المسلسل.

وتناول النص قضايا تهريب وتجارة وتصنيع المخدرات، ويوميات سائقي سيارات الأجرة بما تحمله من قصص مجتمعية مختلفة، وعصابات غسل الأموال والفساد، والطبقة المسحوقة في مناطق شعبية وتجاوزات تعتري بعض المدارس الخاصة، واللهاث خلف شهرة وسائل التواصل الاجتماعي والتسوّل والنصب وتداعيات تتعلق بعادات وتقاليد متفاوتة وغيرها، جاء بعضها على طريقة مَشاهد «مبتورة» التمهيد والبناء لا تصل إلى ذروة الصراع الدرامي المتصاعد والحدث المفصلي الكفيل بصناعة تحوّلات وانعطافات تقوم عليها الدراما.

ولكن المَشاهد الافتتاحية التي سبقت «إشارة» بداية كل حلقة لم تحقق جدواها وإنما أسهمت في إرباك المُشاهد و«حرقت» بعض الأحداث وكان واضحاً غياب «نحت» أغلب الشخصيات بأبعادها النفسية والاجتماعية والتشريحية وغياب «باك جراوند» معظمها.

اعتماد «الكفرنج» الشامل في الإخراج الذي يحتاج إلى تجهيزات تقنية عالية الجودة وفريق كبير ووقت أطول في إنهاء إنجاز العمل ميدانياً وأكثر من كاميرا تصوير وأخذ المشاهد من زوايا مختلفة كان بحاجة إلى انعكاسه بصورة أدق وأشمل في اختيار «الفريمات» والـ «إنسرتات» والـ«فولو شوت» تحديداً عند «المونتاج» بما يصب في خدمة الفعل والإيقاع.

معايشة تفاصيل المكان الذي يُعد «بطلاً» مرادفاّ كان يستدعي تحرّك كاميرا «جو برو» عالية الجودة مثلاً للدخول على طريقة «فضولية» ضمن أروقة الحي الشعبي في جولة تجعل المُشاهد يعيش فعلاً يوميات الحارة ومحتويات مساكنها وروح سكانها بينما ظهرت بعض المشاهد عموماً تعاني مشكلة في الإضاءة ودلالة الألوان.

على صعيد التمثيل، تفوّق محمد الإبراهيمي بدور «صاحب الفرن» وتماهى تماماً مع شخصيته بإتقان عال كما برزت ريم سعادة بدور «المتسوّلة» وساري الأسعد «صاحب مكتب سيارات أجرة يُمارس غسل الأموال» وإسحاق إلياس «المُهرّب» ورشيد ملحس «رجل أعمال وزعيم عصابة» وأدّى محمد المجالي «ضابط مكافحة المخدرات» باتزان لافت.

لا يمكن إنكار أن «الدوار العاشر» رغم الملاحظات يُعد تجربة متقدمة مقارنة مع دراما القطاع العام في السنوات الأخيرة ويُحسب للعمل تقديم صد محاولات تهريب المخدرات ميدانياً وملاحقة المهرّبين المسلحين على الحدود ومشاهد تقترب من «الأكشن» بتقنية عالية وتوسيع إظهار «عمّان الحديثة» فضلاً عن «أنسنة» وجوه يظهر حضورها الصارم والحازم فقط في الأعمال عادة بينها تسليط الضوء على تفاصيل أخرى للضباط ضمن يوميات متعلقة بأسرهم وحياتهم وعلو سقف النص في ذكر الأشياء بمسمياتها على صعيد جهات حكومية وخاصة وذهاب الإخراج إجمالاً إلى «تكنيك» يواكب ما نشاهده في أعمال عربية ضخمة وإصرار عدد من الممثلين على عدم المرور فقط ما يدفع باتجاه استمرار أعمال جديدة للوصول إلى عودة حقيقية للدراما الأردنية المُعاصرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/k4xyyc5m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"