جلسة عفوية لكتابة رواية..

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

.. تعالَ لنكتب رواية، ابحث أنت عن بطل، وسأبحث أنا عن لغة تشبه البطل. ولكن لا بدّ من حكاية أو قصة. كل رواية كبيرة تولد من قصة قصيرة أو صغيرة. تظل هذه القصة تكبر وتكبر إلى أن تتحول إلى سرد يتلوه سرد. مثل برعم يتحول إلى شجرة. كل رواية هي شجرة

****.. تعال لنصنع غابة..

****

قبل نحو ثلاثين عاماً قرأت «مدن الملح» لعبدالرحمن منيف، وقرأت له قبل ذلك «قصّة حب مجوسية»، و«شرق المتوسط»، وحين قرأت روايته المشتركة مع جبرا إبراهيم جبرا «عالم بلا خرائط»، عرفت كيف يمكن أن يتطفل الناقد على الروائي، وعرفت أيضاً أن كل كتابة مشتركة لا تقوم على صداقة، بل، الأجمل، أن تقوم على اختلاف، يصل أحياناً.. حدّ العداوة..

****

ألا تشعر أن «ميلان كونديرا» لا يسخر فقط من ثقافة الأيديولوجيات الأحادية المركّزة إن جاز القول، بل، ويسخر أيضاً من الروائيين أنفسهم، كأنه ليس روائياً ولا يكتب رواية.. ثم، من قال إن كونديرا روائي؟؟.. إنه أقرب إلى العاشق.

****

فَقَدْت رواية (الأم) لمكسيم غوركي كل معنى إنساني وبطولي في داخلها السردي البسيط؛ لكثرة ما استعملها السياسيون والأيديولوجيون والنقاد ذوو القبّعات الحمراء، وحين تصبح الرواية (مُسْتَعملة) مثل القميص والجوارب، حينها تُلقى على الرصيف..

****.. الرواية امرأة طويلة القامة، أحياناً، إذا أرادت أن تنحني لتلتقط شيئاً ما سقط منها على الأرض، تأخذه بقدمها، لا، بيدها..

****

..الشعر، أيضاً، رجل طويل القامة، ولكن لا يسقط منه شيء، لا ينحني الشعر، بل، لا يتألم كأنما هو هواءٌ أو ضوء..

****

.. في الرواية سرد للغضب والمغامرة والانتقام، وفي الشعر فَرْدٌ للحب والسمح واللّين.

****

.. في الرواية (سَرْد)، وفي الشعر (فَرْد).. والسردُ كلام،.. و(الفَردُ) استقبالٌ ورحابةٌ..

****

.. تعال لنكتب رواية.. ابحث أنت عن بطل، وسأبحث أنا.. عن ضحيّة..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/47ex87an

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"