.. بحسب موقع (سبوتنك – عربي)، الذي نشر مادة تحت عنوان «هؤلاء يهيمنون على سوق نشر الكتاب في العالم»، فإن أرباح شركة «بنغوين راندوم هاوس» الناشرة للكتب بلغت في العام 2022 حوالي 3.3 مليار دولار، في حين بلغت الأرباح السنوية لشركة «هاشيت ليفر» 2.7 مليار دولار، وهي بحسب الموقع ثاني أكبر ناشر للكتب في العالم.
في المرتبة الثالثة لهذه الهيمنة العالمية على صناعة الكتاب تأتي دار «هاربر كولينز» التي حصدت أرباحاً سنوية بقيمة 1.5 مليار دولار، فيما بلغت أرباح دار (ماكميلان) 1.4 مليار دولار، ويشار هنا ومن باب الملاحظة التاريخية أن دار (ماكميلان) تأسست في عام 1843، في حين ظهرت دار (بنغوين) التي تأتي أرباحها في المرتبة الأولى عام 2013، ويعمل بها بحسب التقرير 10 آلاف موظف، ولها 200 فرع، وتنشر سنوياً 15 ألف عنوان.
أرقام مهولة كما ترى عزيزي القارئ، وأنت أيضاً أمام شركات نشر كبرى في العالم، عابرة للقارات مثل أي شركة استهلاك للأغذية أو الأدوات التكنولوجية أو صناعة البواخر والسيارات،.. والمنافس الاقتصادي هنا ما هو؟.. إنه بكل بساطة: الكتاب.
«هوامير» النشر في العالم ليسوا فقط تلك الكيانات الأربعة ذات الأرباح المليارية، بل يلي هؤلاء دور نشر وشركات ذات أرباح سنوية مليونية: سايمون اند شوستر – الأرباح 830 مليون دولار، على سبيل المثال لا الحصر، وتجدر الإشارة، كما جاء في التقرير، أن هذه الشركة تأسست في عام 1924 برأسمال قدره 8000 دولار فقط.
لكل دار نشر كبرى من هذا الطراز الملياري والمليوني قصة جديرة بأن تحكى وتروى.. دار (غاليمار) الفرنسية مثلاً اسمها يوازي في شهرته اسم أكبر الكاتدرائيات في باريس، وهي برج آخر في فرنسا مثل برج إيفل وربما أعلى قليلاً ويا ليت أن تحصّلت على أرقام دقيقة وموثوقة لأرباح غاليمار السنوية لكي تكتمل صورة الهيبة الأوروبية لهذه الدار التي تأسست في عام 1911، لكن الويكيبيديا تقول إن غاليمار والشركات التابعة لها نشرت في عام 2003 نحو 1418 عنواناً، ولك أن تقوم بعملية حسابية بسيطة إذا أردت معرفة أموال هذا الحوت النشري الاعتباري في الاقتصاد الفرنسي، ولن تكون حساباتك بعيدة عن الأصفار المليارية.
.. على مستوى عربي تنقصنا المعلومات الرقمية والحسابية بشأن اقتصاد دور النشر التي تطبع عناوين مترجمة أيضاً، وبعض هذه الدور لها سوقها الإنتاجية الكبيرة، ولكن، من المفروغ منه تماماً أن أكبر دار نشر عربية أو أكبر شركة عربية لنشر وطباعة وتوزيع الكتب لن تصل مؤشراتها الربحية إلى المليار أو – المليون، ومع ذلك ما زال الكتاب العربي له قطاعه التجاري والاقتصادي المحترم.
[email protected]
https://tinyurl.com/yc6atj4t